رحمة أحمد .. صفحة 2
حماتك اللي مدوباهم اتنين طوبة على طوبة خللي العركة منصوبة، إفيهات ما نزال نتذكرها لواحدة من أهم فنانات الكوميديا، والمُلقّبة عن جدارة بأشهر حماة في السينما المصرية، إلا أن ماري منيب لم تكن وحدها التي اشتهرت بلقب من هذا النوع، زينات صدقي أيضًا استطاعت أن تقدم بخفة ظل كبيرة شخصية الفتاة الباحثة عن عريس في العديد من الأفلام مثل "ابن حميدو "و "شارع الحب" وغيرهما. لا شك أن أزمات الإنتاج التي عصفت بالسينما المصرية في فترات عديدة، بالإضافة إلى غياب روح المخاطرة لدى معظم المنتجين والمخرجين في مصر، كل هذا أدى إلى حبس الكوميديانات خلف قضبان النمطية ذات المساحة المحدودة، التي لم تسمح سوى باستهلاكهن في نوعية أدوار لم يخرجن عنها تقريبا، وهو ما عبّرت عنه وداد حمدي في حديث تليفزيوني قبل رحيلها، مؤكدة أنها لا تزال تحلم بأداء دور الحبيبة في أحد الأفلام، وأكدته الممثلة الراحلة سهير الباروني بقولها إنها ظُلمت بحرمانها من أدوار البطولة. الجيل الثاني من الكوميديانات المصريات ربما مُنح فرص أكبر، إذ تميزت سعاد نصر في عدد من الأدوار الثانية، مكوّنة دويتو كوميدي مميز مع محمد صبحي في مجموعة من الأعمال في المسرح والسينما والتلفزيون، بينما ارتبط صوت هالة فاخر المميز بوجدان الأطفال العرب الذين شغفوا بمسلسل العرائس الشهير "بوجي و طمطم" أحد إبداعات المخرج الراحل رحمي، قبل أن يدرك الجمهور العربي أن صاحبة صوت طمطم كوميديانة خفيفة الظل، لكنها كزميلاتها لم تخرج عن حدود الأدوار المساعدة. سنة 83 كان الجمهور العربي على موعد مع واحدة من أنجح المسرحيات المصرية وهي "ريا و سكينة"، التي توافرت لها عوامل فنية شديدة الجودة أهلّتها لتحقيق نجاحٍ ساحق، بدءًا بتكنيك الإخراج السينمائي للراحل حسين كمال، والنص الرائع لبهجت قمر، الذي استطاع أن يحوّل قصة قاتلتي الإسكندرية الأشهر إلى عرض كوميدي غنائي ممتع، مرورًا بألحان بليغ حمدي شديدة العذوبة، وأشعار عبد الوهاب محمد المعبّرة البسيطة، وصولًا لظهور النجمة الكبيرة شادية ضمن فريق العمل، في أول وآخر إطلالاتها المسرحية بعد تاريخ سينمائي حافل، بالاشتراك مع القدير عبد المنعم مدبولي والكوميديان أحمد بدير، إلا أن حضور سِكينة أو سهير البابلي، كان أحد أهم مفاجآت العرض، فقد لفت الانتباه إلى قدراتها الكوميدية والتمثيلية الكبيرة، أهلتها لتكون أول بطلة كوميديانة تُكتب النصوص خصيصًا من أجلها، إلا أن وعيها في اختيار أفضلها كان له دور كبير في إثراء مسيرتها وامتداد نجوميتها في أعمال متقنة الصنع مثل "ع الرصيف "، و"العالمة باشا"، و"ليلة عسل" و"بكيزة وزغلول" وغيرهم. أيضا استطاعت إسعاد يونس كممثلة أن تشغل مكانة متميزة بين الكوميديانات المصريات خاصة في شخصية زغلول، مثلما تألقت شقيقتها الراحلة سناء يونس ككوميديانة في مجموعة كبيرة من الأدوار كان أبرزها فوزية في مسرحية "سك على بناتك "، وأبلة عطية في "هالة حبيبتي"، إلا أن وصول الكوميديانات المصريات إلى البطولة السينمائية المطْلقة ظل حلمًا بعيد المنال، خاصة بعد إخفاق بعضهن مثل مي عز الدين التي لم تستطع مواصلة المشوار بعد فيلمي " أيظن " و"شيكامارا " في الوقت الذي استطاعت فيه ياسمين عبد العزيز، أن تحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا بفيلم "الدادة دودي"، مما أهلّها لاقتحام ساحة الكوميديا كبطلة مطْلقة، قبل أن تتمكن عبر الإيرادات الكبيرة لأفلامها التالية مثل "الثلاثة يشتغلونها " و "أبو شنب " ، من الصمود أمام منافسة نجوم الكوميديا الشرسة، وكسر الاحتكار الرجالي لتصدُّر أفيشات الأفلام الكوميدية في مصر. في نفس التوقيت.. كان هناك نجمتان حجزتا بجدارة مقعدين في صف النجومية الأول بتأهيل من موهبة كبيرة ودعم إنتاجي ونصوص جيدة هما إيمي ودنيا سمير غانم، والأخيرة التي منح اعتذارها عن بطولة مسلسل الكبير في موسمه السادس الفرصة الذهبية لصاروخ الكوميديا الجديد رحمة أحمد في إبهار المشاهدين بحضورها وموهبتها.. فهل تتفادى الوقوع في فخ الأعمال الرديئة والأدوار المستهلكة التي أودت بمي عز الدين ومحمد سعد وأبعدتهما عن القمة أو تلك التي حبست غيرها من الكوميديانات في حيز الأدوار الثانية مثل سعاد نصر وهالة فاخر وشيماء سيف؟ أم تتقدم إلى الصف الأول إلى جوار ياسمين وإيمي ودنيا؟ إذا اعتبرنا أن غلاف نجومية رحمة الأول هو الكبير6 .. فالإجابة المبدئية صفحة 2..