الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بتذكار نياحة الملك البار قسطنطين الكبير
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بتذكار نياحة الملك البار قسطنطين الكبير.
وقال كتاب التاريخ الكنسي المعروف باسم "السنكسار"، الذي تُتلى فصوله على مسامع الأقباط خلال القداس الإلهي، والذي يحتوى على كل الأحداث الكنسية إن في مثل هذا اليوم من سنة 53 ش "337 م" تنيح الإمبراطور البار القديس قسطنطين الكبير. وكان اسم أبيه قونسطا (1) قسطنديوس خلورس "الأخضر" وأمه هيلانة وكان أبوه ملكا على بيزنطية ومكسيميانوس على رومه ودقلديانوس على إنطاكية ومصر وكان والد قونسطا وثنيا، إلا أنه كان صالحا محبا للخير رحوما شفوقا.
واتفق أنه مضي إلى الرها وهناك رأى هيلانة وأعجبته فتزوجها وكانت مسيحية فحملت منه بقسطنطين هذا. ثم تركها في الرها وعاد إلى بيزنطية فولدت قسطنطين وربته تربية حسنة وأدبته بكل أدب وكانت تبث في قلبه الرحمة والشفقة علي المسيحيين ولم تجسر أن تعمده ولا تعلمه أنها مسيحية فكبر وأصبح فارسا وذهب إلى أبيه ففرح به لما رأي فيه من الحكمة والمعرفة والفروسية وبعد وفاة أبيه تسلم المملكة ونشر العدل والأنصاف. ومنع المظالم فخضع الكل له وأحبوه وعم عدله سائر البلاد.
فأرسل إليه أكابر روما طالبين أن ينقذهم من ظلم مكسيميانوس. فزحف بجنده إلى إنقاذهم وفي أثناء الحرب رأى في السماء في نصف النهار صليبا مكونا من كواكب مكتوبا عليه باليونانية الكلمات التي تفسيرها "بهذا تغلب". وكان ضياؤه يشع أكثر من نور الشمس فأراه لوزرائه وكبراء مملكته فقرأوا ما هو مكتوب. ولم يدركوا السبب الموجب لظهوره. وفي تلك الليلة ظهر له ملاك الرب في رؤيا وقال له: اعمل مثال العلامة التي رأيتها وبها تغلب أعداءك ففي الصباح جهز علما كبيرا ورسم عليه علامة الصليب كما رسمها أيضا على جميع الأسلحة واشتبك مع مكسيميانوس في حرب دارت رحاها على الأخير الذي ارتد هاربا وعند عبوره جسر نهر التيبر سقط به فهلك هو وأغلب جنوده.
ودخل قسطنطين روما فاستقبله أهلها بالفرح والتهليل وكان شعراؤها يمدحون الصليب وينعتونه بمخلص مدينتهم. ثم عيدوا للصليب سبعة أيام وأصبح قسطنطين ملكا علي الشرق والغرب.
ولما استقر به المقام بروما تعمد وأغلب عسكره من سلبسطرس البابا في السنة الحادية عشرة من ملكه والرابعة من ظهور الصليب المجيد.
ثم أصدر أمرا إلى سائر أنحاء المملكة بإطلاق المعتقلين وأمر ألا يشتغل أحد في أسبوع الآلام كأوامر الرسل وأرسل هيلانة إلى بيت المقدس فاكتشفت الصليب المقدس. وفي السنة السابعة عشرة من ملكه اجتمع المجمع المقدس الثلاثمائة وثمانية عشرة بنيقيا في سنة 325 م. ورتب أمور المسيحيين على أحسن نظام وأجوده ثم جدد بناء بيزنطية ودعاه باسمه القسطنطينية وجلب إليها أجساد كثيرين من الرسل والقديسين وتنيح بنيقوميدية. فوضعوه في تابوت من ذهب وحملوه إلى القسطنطينية.
فاستقبله البطريرك والكهنة بالصلوات والقراءات والتراتيل الروحية ووضعوه في هيكل الرسل القديسين. وكانت مدة حياته خمسا وسبعين سنة.