دراسة جديدة للمركز المصري للفكر
«تهديد مستمر.. العائدون من داعش»| دراسة حول خطر عودة عناصر التنظيم إلى بلادهم
أصدر المركز المصري للفكر والدراسات السياسية والاستراتيجية، دراسة بعنوان، “تهديد مستمر.. العائدون من داعش”، والتى أعدتها الباحثة تقي النجار، موضحة أن ظاهرة العائدين من “داعش” تعد إحدى أهم الظواهر المرتبطة بالظاهرة الإرهابية على وجه العموم وتنظيم “داعش” على وجه الخصوص، لا سيما مع نجاحه في اجتذاب أعداد كبيرة من المتطرفين حول العالم، وانتقال هؤلاء من موطنهم الأصلي إلى المناطق التي سيطر عليها التنظيم.
وأكدت الدراسة أنه مع الهزيمة العسكرية والجغرافية التي تعرض لها التنظيم، تصاعد الحديث عن التحديات التي تمثلها عودة هؤلاء إلى بلدانهم الأصلية، وبالتالي تسعى هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على خصائص ظاهرة العائدين من “داعش”، والإشكاليات المرتبطة بها، والتهديدات المنطوية عليها.
وأوضحت الدراسة أن تلك الظاهرة تمثل تحدي كبير أربك صانعي السياسات إقليمًيا ودوليًا، لا سيما في ضوء تعدد أبعادها، وتداخل دوافعها، وتعقد تهديداتها؛ فعلى الرغم من الهزيمة الجغرافية لتنظيم “داعش” إلا أن هناك الآلاف من مقاتليه وعائلاتهم رهن الاحتجاز في كل من العراق وسوريا، ومن المحتمل أنهم سيكونون عائدين على المدى القريب والمتوسط، ما يستدعى ضرورة تفعيل التعاون الإقليمي والدولي على الصعيدين الأمني والاستخباراتي؛ بهدف إيجاد سياسات فاعلة وحلول مناسبة للتعامل مع الظاهرة.
وأشارت الدراسة، إلى أن هناك خصائص متنوعة تتميز بها ظاهرة العائدين من “داعش”، ويمكن إجمالها على النحو التالي منها ضخامة الأعداد، و تباين الدوافع، و تعدد الجنسيات، و التنوع الديمغرافي، و تكوين عائلات، مضيفة أنه هناك عدد من المسارات المحتملة للعائدين من “داعش” ومنها المسار الأول وهو يشير إلى استمرار بعضهم في البقاء في المعاقل الرئيسية للتنظيم، سواء في إطار الوجود كخلايا نائمة لتقديم الدعم للتنظيم في الساحتين العراقية والسورية، أو في إطار الوجود في السجون العراقية والسورية في ضوء عمليات مكافحة الإرهاب المستمرة التي تسعى إلى القضاء على فلول “داعش”.
وتضمن المسار الثاني والذي أشار إلى انتقالهم إلى فرع آخر من فروع التنظيم سواء في إفريقيا أو آسيا، وتكمن خطورة انتقال هؤلاء في ثلاثة عوامل رئيسة؛ يتعلق أولها بتعزيز قدرة التنظيمات الإرهابية على الصمود أمام الضغط العسكري. وينصرف ثانيها إلى تطوير استراتيجيات قتال تلك التنظيمات على المستويين العملياتي والتكتيكي، وذلك في ضوء الخبرات التي اكتسبها هؤلاء من مناطق الصراع المختلفة. ويتصل ثالثها إلى تحول هؤلاء إلى حلقات وصل بين التنظيمات الإرهابية الداخلية والخارجية.
وتطرق المسار الثالث والذي أشار إلى انتقالهم إلى بلدانهم الأصلية، وهنا تظهر جملة الإشكاليات المتعلقة بعودتهم سواء كانت إشكاليات قانونية، أو تهديدات أمنية، أو تحديات مجتمعية مرتبطة بدمجهم في المجتمعات محل استقبالهم؛ إذ إن هناك جملة من التهديدات المحتملة المرتبطة بهؤلاء حال عودتهم، تنصرف إلى تهديد السلم والأمن الإقليمي والدولي.