الموارنة والروم يتشاركون في إحياء ذكرى القديسة مريم المصرية
تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم بحلول الجمعة الرابع من الزمن الأربعينيّ.
كما تحتفل الكنيسة المارونية بحلول الجمعة الخامس من الصوم الكبير، وتحتفل كنيسة الروم الملكيين بحلول جمعة الأسبوع الخامس من الصوم.
وتتشارك الكنيسة المارونية وكنيسة الروم الملكيين في إحياء ذكرى القديسة مريم المصرية.
وتقول عنها الكنيسة المارونية: "إنه ولدت مريم في مصر. هربت من بيت أبيها وهي صغيرة وجاءت إلى الإسكندريّة. أغوت الرجال والشبّان بجمالها الفتّان، فعاشت في الإثم مدّة سبع عشرة سنة. زارت القدس لحضور زيّاح الصليب المقدّس، فشعرت بثقل خطاياها فما تجاسرت على الدخول إلى كنيسة القيامة قبل أن تعترف بذنوبها، باكية خطاياها بدموع التوبة والندامة، في دير مار يوحنّا المعمدان. شاركت في القدّاس الإلهيّ وتناولت جسد الربّ وتركت حياتها الماضية بما فيها من ذلّ وعار. وتوغّلت في براري الأردنّ، تمارس أفعال التوبة وتعيش النسك والزهد والتجرّد والصوم والصلاة. مرّ بها الكاهن زوسيما فجدّدت اعترافها له وتناولت على يده القربان المقدّس. وبعد سنة جاء لزيارتها فوجدها ميتة ووجهها يطفح نورًا سماويٌّا. فدفنها وعاد إلى ديره. وكان ذلك سنة 521م".
بينما تقول كنيسة الروم الملكيين: "إنه يحتفل أيضاً بتذكارها في الأحد الخامس من الصوم. عاشت في براري الأردن، منقطعة إلى الله بالصلاة وإماتة الجسد، في أواخر القرن الخامس أو أوائل القرن السادس. وهي مثال الرجوع إلى الله بعد الخطيئة، والتنقية بالتوبة والتكفير".
وفي هذه المناسبة تلقي الكنيسة عظة تقول خلالها: " يجب ألا تفقد الثقة بالله ولا تيأس من رحمته. لا أريدك أن تشكّ أو تيأس من أنّه يمكنك أن تغدو أفضل. لأنّه حتّى لو استطاع الشيطان أن يرميك من أعالي الفضيلة إلى هاوية الشرّ، فكم بالحريّ يستطيع الله أن يدعوك مجدّدًا إلى قمّة البرّ ولا يعيدك فقط إلى الحالة التي كنت عليها قبل السقوط، بل يجعلك سعيدًا أكثر ممّا كنت تبدو عليه سابقًا. لا تفقد الشجاعة، أتوسّل إليك، ولا تغمض عينيك على الأمل بالبرّ خشية أن يحصل لك ما يحصل لأولئك الّذين لا يحبّون الله، لأنّه ليس عدد الخطايا الّذي يقود النّفس إلى اليأس، بل ازدراء الله. قال الحكيم: من خصائص الفجّار اليأس من الخلاص واحتقاره عندما يقعون في أسفل هاوية الخطيئة .
إنّ غياب الإيمان ينبع من كلّ الأفكار الّتي تنزع منّا الأمل بالتوبة: فهي كحجرٍ ثقيل مربوط بأعناقنا، يجبرنا على أن ننظر دومًا إلى أسفل، إلى الأرض ولا يسمح لنا أن نرفع عيوننا نحو الربّ. لكن يعرف صاحب القلب الشجاع والعقل المستنير كيف يسحب عنقه من تحت هذا الثّقل المقيت. " كما يَرفعُ العَبيدُ عُيونَهم إِلى يَدِ سادَتِهم وكما تَرفعُ الأَمَةُ عَينَيها إِلى يَدِ سَيِّدَتِها كذلِك عُيوُننا إِلى الرَّبِّ إِلهِنا حَتَّى يَتَحَنَّنَ علَينا".