بيتر سيلرز فى «يوم المسرح»: لسنا بحاجة للترفيه بل إلى مساحات للمساواة
استحدثت الهيئة الدولية للمسرح «ITI» يوم المسرح العالمى، وجرى الاحتفال به لأول مرة فى ٢٧ مارس ١٩٦٢، وهو تاريخ إطلاق موسم «مسرح الأمم» فى باريس، ومنذ ذلك الحين وفى هذا التاريخ من كل عام يحتفل العالم كله باليوم العالمى للمسرح، بهدف إلقاء الضوء على «أبوالفنون»، والترويج لنماذجه المتعددة حول العالم وإتاحتها لجميع شرائح الجمهور للتمتع بالفن ذاته، وكذلك لتمكين فنانى المسرح فى مختلف أنحاء العالم.
واُختير لكتابة رسالة المسرح هذا العام بيتر سيلرز، من الولايات المتحدة الأمريكية، مخرج مسرح وأوبرا ومدير مهرجانات، وترجمتها حصة الفلاسى إلى اللغة العربية، من مركز الإمارات للهيئة الدولية للمسرح- الفجيرة.
وجاء فى نص الرسالة:
«إن مسرح الرؤية الملحمية والغرض الملحمى والتعافى الملحمى والإصلاح الملحمى والرعاية الملحمية يحتاج إلى طقوس جديدة. لسنا بحاجة إلى الترفيه، بل إلى التجمع ومشاركة الفضاء الواحد، نحن بحاجة إلى إنشاء فضاء مشترك ومساحات محمية للاستماع العميق والمساواة.
المسرح هو خلق تلك المساحة على الأرض التى يكون فيها الكل متساويًا، سواء البشر أو النباتات أو الحيوانات أو قطرات المطر أو الدموع أو عملية التجديد، إن فضاء المساواة والاستماع بعمق مضاء بالجمال الخفى يبقى نابضًا بالحياة من خلال التفاعل العميق للخطر ورباطة الجأش والحكمة والعمل الدءوب والصبر.
فى كتاب «زخرفة الزهور» يسرد بوذا عشرة أنواع للصبر العظيم فى حياة الإنسان، وأحد أقوى هذه الأنواع هو الصبر على إدراك أن جميع الناس هم فى النهاية مجرد سراب. ولطالما قدم المسرح حياة هذا العالم على أنها تشبه السراب، مما يتيح لنا أن نرى بوضوح وقوة وتحرر من خلال غشاء الوهم والتضليل والعمى والإنكار البشرى.
نحن متيقنون جدًا مما نراه والطريقة التى نراه بها لدرجة أننا غير قادرين على رؤية الواقع البديل والإمكانات الجديدة والنهج المختلف والعلاقات غير المرئية والصلات الخالدة والشعور بها.
حان الوقت للانتعاش العميق لعقولنا، لحواسنا، لتخيلاتنا، لتاريخنا، ومستقبلنا. ولا يمكن القيام بهذا العمل من قِبل أشخاص معزولين يعملون بمفردهم، يتعيّن علينا القيام بهذا العمل معًا، والمسرح هو الدعوة لنا للقيام بهذا العمل معًا.. أشكركم بعمق على كل ما تفعلونه».