"داعش - الإلحاد".. كيف اختار شباب الإخوان طريقهم خلال 6 سنوات؟
على مدى ست سنوات، دخل شباب جماعة الإخوان الإرهابية، إلى مناطق جديدة من الأفكار الخاصة بهم، وذلك بعد أن تمكنت قوات الأمن فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وهروب بعضهم إلى دول أوروبا خوفًا من الأحكام الصادرة بحقهم، ومع مرور الشهور والسنين وهم مطاردين انتهج بعضهم الإلحاد وانضم الأخر إلى داعش وأخرين تركوا الجماعة وانغمسوا في أوروبا وأفكارها.
ففي السطور القادمة يستعرض "أمان"، ما وصل إليه شباب الإخوان على مدى الست سنوات الماضية.
تأسيس الحركات المسلحة
على مدى سنوات طويلة، حاولت جماعة الإخوان، إخفائها لتأسيس عمل مسلح في مصر، إلا أن أحد قادة الجماعة يُدعى مجدي شلش الصديق المقرب من محمد كمال عضو مكتب الارشاد، حيث قال "شلش"، في حوار له خلال عام 2016 مع إحدى القنوات التابعة للجماعة، والتي تبث من تركيا، كشف مخطط الإخوان منذ فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في أغسطس 2013، واختفاء قيادات الجماعة، وهروب بعضهم، وصولًا لتخطيط "الإرهابية" لتنظيم جناح مسلح بقيادة محمد كمال الذي اعتبر مهندس تأسيس اللجان النوعية داخل الجماعة ومحركها الأول.
يقول القيادي الإخواني، إن فكر ونهج الجماعة بدأ يتغير منذ فض رابعة، حيث بدأ الاتجاه لتشكيل مجموعات جديدة تقودها بعيدًا عن العمل الإصلاحي ليتحول إلى المسلح الذي وصفه بـ"العمل الثوري" داخل الدولة، وكان ذلك بتحركات "كمال" عندما سعى لتجميع شباب وقيادات "الإرهابية"، ممن رفضوا النظام المصري ليقودوا تحركات جديدة ضده.
الانضمام إلى داعش
رغم محاولات جماعة الإخوان المستمرة للتنصل من بذور العنف المستترة فى أفكارها، وعملياتها الإرهابية القديمة والحديثة، فإنها لم تستطع أبدًا إخفاء أصولها كجماعة لا تتورع عن انتهاج العنف كوسيلة حقيرة لغايات ليست أقل دناءة.
بدأت فى التسرب أفرادًا ومجموعات إلى "أنصار بيت المقدس" فى سيناء، التى أعلنت مبايعتها لـ«داعش» فى نوفمبر ٢٠١٤، وغيرها من التنظيمات.
ففي مارس 2018، بث داعش إصدار مرئي وظهر فيه "عمر الديب"، نجل أحد قادة الإخوان، مقاتلا فى صفوف التنظيم الإرهابى.
وقال التنظيم الإرهابى فى الإصدار المرئى الذى حمل عنوان "حماة الشريعة"، إن نجل القيادى الإخوانى سافر إليهم، وانضم إلى صفوفهم، من أجل ما وصفوه بـ"نصرة الحق".
وقبل "الديب"، وتحديدا فى ٢٠١٣، ظهر شاب إخوانى يدعى "أحمد وجيه"، فى إصدار مرئى، أعلن فيه انضمامه لداعش الإرهابى فى سيناء، وقال: "كنت فردا فى جماعة الإخوان، وأثق فى قياداتهم تمام الثقة، لم أكن أتخيل يوما أن تضللنى هذه القيادة".
الإلحاد
اعترف عمر الحداد القيادي الإخواني الهارب في تركيا، بإنتشار ظاهرة الإلحاد بين صفوف شباب الإخوان الهارب من مصر إلى تركيا، مؤكدًا على أن الظاهرة تغلغلت خلال السنوات الماضية ونجحت في السيطرة على عقول كثير من الشباب.
واستغرب الحداد من الهجوم الشرس من قادة تيار الإسلام السياسي على تقرير البي بي سي الأخير والذي أكد على انتشار الإلحاد وسط الإسلاميين في تركيا وكذلك التحقيق التلفزيوني الذي سبقه من إنتاج قناة الجزيرة القطرية، مؤكدا صدق التقريرين.
ودلل القيادي الاخواني الهارب في تركيا على صدق كلامه بمشاهدات شخصية رصدها بنفسه وكذلك باعتراف أحد عناصر الإخوان السابقين الذين تحولوا للإلحاد بالفعل بسبب ما مرت به الجماعة في مصر، محذرًا الجماعة من الاستخفاف بالأمر كما استخفوا في السابق بثورة ٣٠ يونيو مما كان سببا في سقوط الجماعة عن شدة الحكم في مصر.
وهذا ليس الاعتراف الأول الذي يؤكد تغلغل الظاهرة داخل التنظيم، حيث سبق وأن اعترف عمرو أبو خليل القيادي الإخواني، بذلك في إبريل 2017، وقال: إن "هناك أزمة نفسية يمر بها الصف الإخواني بصورة عامة والشباب بصورة خاصة، وتحتاج للتدخل النفسي المتخصص فرديا وجمعيا؛ ولكن تعميم الادعاء بأن شباب الإخوان أصبح يجمعهم "ورق البفرة" بدلا من رسائل البنا، فيه نوع من الفرقعة الإعلامية التي تستجدي الإثارة على حساب شباب موجوع يحتاج إلى الدعم النفسي الحقيقي، وليس الادعاء غير المبني على أي دراسة علمية موضوعية محترمة".
وأضاف القيادي الإخواني، في تدوينة علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن "التحدث عن أن ٥٠٪ من شباب الإخوان تحولوا إلى تعاطي الحشيش وأن ٢٥٪ آخرين انخرطوا في علاقات جنسية، وتعميم كلام 3 أفراد وتحويله إلى حقائق فيه نوع من التجني والافتئات في حق شباب الجماعة.
وقال أبو خليل: إن كثيرا من الشباب أصيب بالإحباط وعاينت بعضهم كحالات مرضية وصلت إلى الاكتئاب"، مضيفا أن رد الفعل عند البعض وصل إلى الإلحاد، ولكن يظل ذلك في حدود الحالات الفردية ولم يصل إلى ظاهر أخري .
وعن الأسباب التي دفعت الشباب إلى الإلحاد داخل الجماعة يقول أحد الشباب المتواجد الآن في تركيا –الذي رفض ذكر اسمه-، إن الشباب بعدما هربوا إلى تركيا خلال السنوات الماضية، عانوا معاناة شديدة خاصة وأن القيادات تمتعوا بكل أنواع العيش السعيد والأموال الباهظة، والشباب لا يمتلكون قوت يومهم، مما جعل بعضهم ينجرف نحو الانضمام إلى الجماعات الإرهابية في سوريا وغيرها أو الإلحاد لكفرهم بتفكير الجماعة.
وأضاف الشاب، أن جماعة الإخوان وقادتها هم السبب الرئيسي فيما وصل إليه الشباب، لافتًا إلى أن العدد تخطى المئات من بين الشباب الذين ألحدوا وسلكوا طريق الخمر وانجرفوا في طريق المعاصي.