البطل أحمد عبدالعزيز قدوة .. ومفخرة مصرية
ولد البطل في السودان ونشأ في مصر ليكونا المولد والنشأة محاضن تربية وتعليم وتدريب لتخريج شخصية فزة منضبطة أخلاقيا ونفسيا لتأهيلها لدور القيادة العسكرية والريادة التاريخية ولتصويرها في قالب القدوة بجانب أبطال الأمة العربية والإسلامية أمثال : خالد ، والقعقاع، وصلاح الدين وقطز ، وكأن الله ساق لنا هذه القدوة العصرية حتى لا يستبعد شبابنا قدوات مضت في أزمنة لم توافق زمانهم .
- نشأ قدوتنا وبطل من أبطال جيشنا المصري الذي لم يعدم الرجال والأبطال على يد أبٍ هو قائد من جيش مصر ليزرع فيه حب الجهاد وانضباط العسكرية والتضحية بالمناصب من أجل الوطن والحق ، حيث قام الوالد الأميرلاي محمد عبدالعزيز بتسريح جنوده للانضمام لثورة ١٩١٩ بل حسهم على ذلك مما ادى لفقده وظيفته لغضب الانجليز عليه ، وفي نفس الوقت ولده البطل أحمد عبدالعزيز يشارك في الثورة وهو طالب صغير في الثانية عشر من عمره ،ويتهم بقتل ضابط انجليزي ، وهنا يُصهر البطل ويتشكل وتُبنى عقيدته ويستوي عوده في وسط هذه الحياة المليئة بالأحداث التي لا يثبت فيها إلا الرجال .
- قدوتنا لم يكن قدوة في التخطيط العسكري والتضحية والفداء فقط إنما كان قدوة خُلُقية وقيادة ربانية تنطلق من عقيدة إيمانية راسخة وهذا ما تظهره صرخاته في جنوده عند احتدام القتال خطيبا فيهم قائلا: "أيها المتطوعون، إن حربا هذه أهدافها لهي الحرب المقدسة، وهي الجهاد الصحيح الذي يفتح أمامنا أبواب الجنة، ويضع على هاماتنا أكاليل المجد والشرف، فلنقاتل العدو بعزيمة المجاهدين، ولنخشَ غضب الله وحكم التاريخ إذا نحن قصرنا في أمانة هذا الجهاد العظيم.."
- تجرد البطل احمد عبدالعزيز يظهر جليا حين يستقيل من الجيش تاركا الراتب والمنصب والرتبة بمجردسماعه خبر تقسيم فلسطين سنة 1947 لينضم لمعسكرات المتطوعين مدربا ثم يرحل مجاهدا لأرض فلسطين وبعد دخول الحيش المصري فلسطين تطلب القيادة من بطلنا المجاهد الرجوع للجيش لأن أرض المعارك تحتاجه تحت قيادة جيشه فيستجيب طائعا لله أولا ولقيادته ثانيا .
- تتجلى الأحداث بقدر الله لتضع البطل أحمد عبدالعزيز في موقف رسول الله يوم أحد في مستعمرة رمات رحيل حيث دارت رحى المعركة واحتمى الوطيس ويكتب النصر للبطل وجنوده وتخلوا ساحة المعركة فينزل الأهالي العرب ومعهم الجنود ليجمعوا الغنائم ويصيح البطل احمد عبدالعزيز محذرا فلم يلتفت له أحدا إلا بعضا من مساعديه لتحدث الكارثة فتنهال رصاصات العدو غادرة تحصد أرواح الجنود وتتحقق الهزيمة لقوات البطل ويأسف ويحزن حزنا شديدا ليعاود الكرة عليهم في مواقع أخرى ليسطر انتصارات تشرف بها العسكرية المصرية ،بل يشرف بها كل عربي ومسلم .
- كان الصراع العربي الصهيوني مستقرا في ثقافة القائد البطل استقرار المفكر الباحث وليس القائد المجاهد وفقط وهذا ما دلل عليه حين قال لجنوده : "نحن نحارب لحماية بلادنا وأولادنا وأحفادنا وأعراضنا وآمالنا في المستقبل من خطر اليهود الذي لا يضاهيه خطر في الشرق"[8]. بالفعل حطم هذا الكيان المحتل آمال الأمة في المستقبل بصراعه العسكري والأمني والسياسي والاقتصادي ، ومن منطلق فهمه لقضية الصراع سياسيا كان له رأيا مختلفا في دخول الجيوش النظامية أرض فلسطين فكان يرى أن بدخولها تقوي الموقف الصهيوني سياسيا وتجعله على طاولة اجتماعات الدول وتعطيه شرعية وتنفي عن عصابات الصهاينة صفة العصابات المتجمعة من بلاد شتى وتحولها إلى صفة الجيش والدولة.
- رحل البطل أحمد عبدالعزيز شهيدا بعد تحذيرات ورجاءات مساعديه بعدم الانتقال ليلا لتصيبه نيران صديقة ، فيدفن في قبة راحل في بيت لحم مسطرا أروع قدوة للقائد المنضبط أخلاقيا ودينيا وعسكريا لتفقده الأمة الإسلامية والعسكرية المصرية موقعين بذلك على عطائهم الذي لا ينضُب وتضحياتهم التي لا تتوقف .
- يا ليت شبابنا يضعوا مثل هذا القدوة أمامهم يستضيئون بعطائه وأخلاقه ليرتقوا وترتقي معهم الأمة.
- رحل البطل احمد عبدالعزيز ليلقى ربه مجاهدا محافظا على دينه وأرضه ومقدسات إسلامه .
- كاتب وباحث سياسي