جمال خاشقجي.. صديق أسامة بن لادن المثير للجدل
على مدى ثلاثة أيام، لم تهدأ منصات جماعة الإخوان حول العالم من الحديث عن اختطاف الصحفي والناشط السعودي، جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية في تركيا، ورغم نفي السلطات السعودية اختفاءه في القنصلية، إلا أن منصات الجماعة ما زالت تصر على وجوده بها، ومنها ما أكد ترحيله للمملكة السعودية.
الكذب أقصر الطرق للشهرة
وتعتبر شخصية "خاشقجي" من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل، بدءا من اعترافه بتعدد لقاءاته مع زعيم تنظيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن قبل أحداث 11 سبتمبر، وقد تقلد خاشقجي عددا من المناصب الصحفية، وعُين رئيسا لتحرير جريدة الوطن السعودية عام 2004، وله واقعة شهيرة عندما أثار العالم
بادعاء تعرض الصحيفة لإطلاق نار من مجهولين، واكتشفت شرطة عسير فيما بعد كذب هذا الادعاء،
وأكدت التحقيقات وقتها عدم وجود أي أدلة مادية في كامل محيط المنطقة المفترضة لسقوط
المقذوفات النارية أو الأظرف الفارغة داخل أسوار المبنى أو خارجها، بالإضافة لعدم تقدم
أي من شهود العيان بمعلومات تؤكد رؤيتهم أو سماعهم عملية إطلاق النار.
لقاءات متعددة
مع أسامة بن لادن
يعتبر جمال خاشقجي أول من التقط صورة لأسامة بن لادن في أفغانستان، وأول صحفي يجري مقابلة معه، وقد نسق خاشقجي لإجراء حوار بين أسامة بن لادن والصحفي الأيرلندي "روبرت فيسك"، المعروف بتأييده للجماعات المتطرفة، واعترف خاشقجي، في حوار صحفي أجرته معه صحيفة "الجزيرة" السعودية، وقال: "نعم كنت صديقا لأسامة بن لادن"، زاعما أنه حاول معه كثيرا أن يعيده إلى صوابه، مؤكدا: "إن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن كان يستطيع خدمة دينه ووطنه بشكل أكبر لو لم يتملكه الهوى والغضب ويسيطر عليه"، وأشار خاشقجي إلى كيفية تسلسل فكرة القتل والجهاد العنيف عند أسامة بن لادن.
وحاول خاشقجي أن
يلصق تحول أسامة بن لادن إلى العنف نتيجه تعامله مع المصريين، خاصة أيمن الظواهري، مشيرا
إلى أن بن لادن كان يقول للسعوديين في تنظيم القاعدة "أنتم إخواني والمصريون رجالي"،
وقال: "كان لدى أيمن الظواهري حب خلط الدعوة بالقوة وليس الدعوة باللين واليسر، وتبين ذلك من كتابه (ستون عاما من الحصاد المر) الذي وجهه لقيادات الإخوان المسلمين، بأن دعوتهم دون استخدام القوة لن تفيد.. وهذا ما تبين من تأثير الظواهري على أسامة
بن لادن".
معرفته الجيدة
بأسامة بن لادن أضافت لسجله ما يريد أن يحققه من شهرة واسعة، استغلها فيما بعد في قناته
"العرب" التي أكد في حوار أجرته معه قناة خليجية، إحدى الأذرع الإعلامية للإخوان،
أنه مستعد لاستضافة زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي وإجراء حوار معه في
قناة العرب، مثلما فعل مع أسامة بن لادن، مؤكدا أن حوار البغدادي سيكون إضافة وانفرادًا
له يضاف إلى سجله.
ملف الحريات
استغل "خاشقجي" ملعب الحريات للظهور في شكل المناضل الذي يجاهد من أجل إرساء الحريات، وأنه ضد الاعتقالات، حتى لو كانت ضد الجماعات الإرهابية، وهو ما جعله يتوجه نحو الصحف ووسائل الإعلام الغربية، خاصة تلك الداعمة للجماعات الراديكالية والمتطرفة في المنطقة العربية، وبالفعل فقد وطد علاقاته بمؤسسة "هيومن رايتس ووتش"، التي دأبت على تزييف الحقائق للإساءة إلى دول المنطقة، باعتبارها مدافعة عن الحريات، بدعم قطري غير خفي.
وحرص خاشقجي، خلال
فترة وجوده في الولايات المتحدة، على الظهور في الفعاليات التي يتوافد عليها العرب، سواء
في الجامعات أو الندوات، مرتديا ثوب المناضل المدافع عن الحريات، مدعوما من إخوان المهجر
في الولايات المتحدة.
تطاوله على مصر
دأب "خاشقجي" على التطاول
على مصر، محاولا ظهورها بشكل لا يليق بدولة لها مكانتها التاريخية والمكانية، فقال إن
"الأزمة لا تدور حول خلاف سياسي سعودي قطري، وإنما حول مصر".
وأوضح الكاتب السعودي، خلال مقابلة مع تليفزيون "بي بي سي عربي": "إن حل الأزمة القطرية بسيط، ويكمن في دفع الدوحة
مبلغ 4 مليارات دولار إلى مصر وينتهي الأمر".
وتابع: "لو
قام الشيخ تميم غدا بزيارة إلى القاهرة ومعه شيك بـ4 مليارات دولار، وأوقف قناة الجزيرة
عن التعرض للشأن المصري، لانتهت هذه الأزمة بالكامل".
علاقاته بالإخوان
وقطر وحزب الله
يؤكد خاشقجي:
"إن منهج الإخوان هو منهج كل مسلم، وكل حركة إحيائية"، وكان ذلك منطلقا للظهور
بشكل المناضل الذي يدافع باستماتة عن الجماعة، وعن سياستها وقياداتها المتهمين في قضايا
إرهاب، ويظهر هذا في اختياره دولة قطر أو اختيار قطر له، لتكون الدوحة مقرا ثابتا
لقناته "العرب"، التي تعد إحدى الأذرع الإعلامية للجماعة ولسياسة قطر تجاه
المنطقة العربية، خاصة دول الخليج ومصر تحديدا، إضافة إلى استضافته عددا من المعارضين
البحرينيين المعروفين بتوجههم المعادي للبحرين ودول الخليج.
وقد كشف الإعلامي
والصحفي السابق بصحيفة الوطن، محمد الطاير، العلاقات المشبوهة بين خاشقجي وحزب الله اللبناني،
وقال، في عدة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "إنه يعرف خاشقجي
منذ أعوام عديدة، وكان دائمًا يراهن على علاقاته بالإعلام الغربي، ويعتقد أنه قوي"،
مشيرًا إلى أن خاشقجي تقاضى 9 ملايين من تميم آل ثاني، أمير قطر، للإساءة للسعودية".
وأضاف أن خاشقجي
اشترى جروب "حزب الله" بجلسات في كامباوند خميس مشيط، ولفت إلى أن خاشقجي دعم لوبي حزب
الله بجريدة الوطن، وتسبب باستقالته واستقالة الصحفي محمد الشهري.
وأشار: "كنا
لا نرى الإخوانجي- يقصد خاشقجي- واقفًا على الصفحة الأولى بصحيفة الوطن، إلا عندما يكون
فيها إساءة لهيئة العلماء أو تشكيك بالدولة السعودية، كان يحرص على طبخها".
فهل يكون اختفاء
خاشقجي في تركيا محاولة أخرى لإعادة إنتاجه بشكل جديد باستخدام الكذب مثلما حدث في
واقعة الهجوم المزعوم على صحيفة الوطن؟