هل سعى داعش للحصول على أسلحة كيميائية كورية؟.. داعشي يجيب
كشف قيادي مغربي الجنسية في داعش يحاكم أمام القضاء العراقي أن التنظيم سعى للحصول على أسلحة كيميائية من كوريا الشمالية وقال إن شيخًا قطريًا كان يمول جبهة النصرة بمليون دولار شهريًا موضحًا أن معظم عناصر التنظيم يصلون إلى سوريا عبر تركيا التي كان جرحى التنظيم يعالجون في مستشفياتها، بحسب صحيفة عراقية.
وبحسب الاعترافات التي نشرتها إحدى الصحف العراقية، اسمه عصام الهنا أو "أبو منصور المغربي" وهو مهندس حسابات في الخامسة والثلاثين من العمر ينحدر من مدينة الرباط المغربية عمل قبل التحاقه بتنظيم داعش بتجارة الأجهزة الالكترونية ويتقن بالإضافة إلى اللغة العربية اللغات الانكليزية والفرنسية والاسبانية وهذه أهم المميزات التي جعلته يتسلم أدوارا متقدمة داخل التنظيم.
ويمثل المغربي حاليا أمام قاضي التحقيق المختص بقضايا الإرهاب في محكمة استئناف بغداد الرصافة للإدلاء بإفادته بعد أن نجحت قوات من العمليات المشتركة العراقية في القبض عليه قرب الحدود العراقية السورية بعد ملاحقته لمدة طويلة.
ويقول المغربي إن مكتب العلاقات الخارجية في تنظيم داعش سعى للحصول على أسلحة مختلفة ومنها الكيميائية من كوريا الشمالية حيث ذهب وفد من المكتب الذي كان مسؤول التفاوض فيه أبو محمد العدناني بالإضافة إلى كونه المتحدث الرسمي للتنظيم وقتذاك ويرأسه أبو أحمد العراقي إلا أنه لم ينجح بلقاء الأطراف الكورية وإتمام الصفقة وكانت من مهمات المكتب التنسيق مع الأطراف الخارجية ومنها صفقات التبادل والحصول على الأموال والأسلحة وإدارة العمليات الإرهابية خارج العراق وسوريا.
ويقول المغربي في اعترافاته مبينا "تعود معرفتي الأولى بالتنظيمات الإرهابية إلى عام 2012 ويومها كان لي من العمر 29 سنة عندما صرت أتابع أخبار التنظيم عبر المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وعبر برنامج للتواصل يسمى "البالتوك" تعرفت وقتها على "عامر المصري" و"رشيد المصري" وهما من أقنعاني بضرورة الانتماء للتنظيم والهجرة إلى سوريا للمشاركة بأعمال الجهاد وتطبيق الشريعة الإسلامية".
وأشار إلى أنّه بعد عدة محادثات عبر الوسائل الالكترونية اقتنع بالانضمام والسفر إلى سوريا وفي أيلول سبتمبر من العام 2013 سافر إلى تركيا بعد ترتيبات قام بها "رشيد المصري" لإيصاله إلى سوريا تتضمن ارتباطي بمجموعة من الناقلين الذين كان غالبيتهم من الاتراك حيث كان يحصل على أرقام هواتفهم تباعا من "المصري" وبالفعل وصل إلى الأراضي السورية وكان باستقباله "ابو البراء الشمالي" الذي أسكنني بمضافة ببلدة سلوك التابعة لما يسميها التنظيم بولاية الرقة".
ويضيف قائلا "ان أبو البراء الشمالي كان معنيا باستقبال الملتحقين من كل البلدان بالتنظيم عبر الحدود التركية السورية فيما يشرف على المضافة سعودي يدعى أبو بصير السعودي ويعاونه سوري يسمى أبو موسى الحلبي وبعد يوم قضيته بالمضافة قام السعودي بتدوين معلوماتي الشخصية والجهة القادم عن طريقها وبعد التنسيق مع رشيد المصري أوكل لي العمل في "المكتب المركزي لإدارة الحدود في حلب " والذي صار يسمى بعد ذلك بهيئة الهجرة".
ويبين قائلا أن "عملي تضمن الرد على الاتصالات الهاتفية والالكترونية بوسائل الاتصالات الفيديوية وغيرها على القادمين من مختلف البلدان إلى تركيا بغية مساعدتهم للدخول إلى الأراضي السورية، وذلك عبر تزويدهم بأرقام هواتف الناقلين الذين يتكفلون بإيصالهم عبر مراحل إلى المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.. وقال "كنت أتلقى يوميا عشرات الاتصالات ولأني أتقن أكثر من لغة ساهم ذلك بنجاحي في أداء عملي".
وأشار إلى أن "أكثر الملتحقين ممن كنت أزودهم بالمعلومات التي تساعدهم في الوصول إلى سوريا من التونسيين في المرتبة الأولى والسعوديين ومن الجنسيات الأجنبية كان الروس والفرنسيون يتصدرون المهاجرين الذين يلتحقون للقتال في صفوف التنظيمات الإرهابية سواء كانت جبهة النصرة أو داعش".
وأضاف "قضيت بمكتب التنسيق هذا شهرا ونصف الشهر ومن ثم جاء أمر بنقلي إلى كمسؤول لمكتب "منفذ أطمة" ضمن إدارة الحدود التابع لولاية أدلب وهي منطقة حدودية مع تركيا وكان يعمل معي ضمن هذا المكتب أبو بصير السعودي وعامر المصري وأبو علي التركي بالإضافة إلى أبو أحمد وأبو عمر السوري، وكان العمل في هذا المكتب كما في سابقه يتضمن تسهيل دخول المقاتلين القادمين من تركيا إلى سوريا".
وأوضح أن إدارة الحدود العامة كان يتولاها "أبو أسامة المدني" وبسبب كثرة الملتحقين بالتنظيم عبر الحدود التركية حيث أمر المدني بتوسعة مكتب التنسيق "وجعلني أتنقل بين فروعه استثمارا لخبرتي وقدرتي على التفاهم بأكثر من لغة.. وبعد وصول الملتحقين بالتنظيم إلى الاراضي السورية يخضعون لعدة دورات ومن ثم يكلفون ويوزعون على الولايات بما يناسب قدراتهم وإمكانياتهم إلا أن التنظيم يولي عناية خاصة للمهاجرين أكثر من غيرهم من مقاتلي التنظيم".
ويوضح إنه في منتصف العام 2014 " تزوجت امرأة سورية وبعد زواجنا بشهر واحد سيطر التنظيم على مدن داخل العراق وجيء بمجموعة كبيرة من السبايا الايزيديات والتركمانيات والشيعيات والمسيحيات وهبني أبو أحمد العراقي سبية بالإضافة إلى زوجتي السورية ولأني كنت متزوجا مؤخرا قمت ببيعها".
ويشير المتهم قائلا امام قاضي التحقيق "تم نقلي للعمل ضمن مكتب العلاقات الخارجية وكانت مهام هذا المكتب هو تنفيذ العمليات الجهادية خارج الأراضي السورية والعراقية خاصة في أوربا وأميركا بالأضافة إلى التنسيق الخارجي بما يتعلق بمصالح التنظيم".. وقد كلفني "ابو أحمد العراقي" وهو جزائري الجنسية والمسؤول عن مكتب العلاقات الخارجية بملفين ضمن عمل المكتب، وهما الملف التركي والكوري الشمالي بالإضافة إلى مجموعة كانت تعمل لمعاونتي بهذين الملفين وهم أبو البراء الكردي ورشيد المصري وأبو عبيدة التركي".
ويكشف أن العمل على الملف التركي يتضمن محورين.. الأول: التنسيق لإدخال المهاجرين للقتال في صفوف التنظيم عبر الحدود التركية ومعالجة جرحى التنظيم في مستشفيات معينة داخل الأراضي التركية والمحور الثاني التفاوض لتبادل أسرى التنظيم مقابل الأسرى الأتراك الذين كانوا لدى التنظيم ومنهم القنصل ومجموعة من الدبلوماسيين الأتراك". ويوضح "تمت عمليات التبادل بتسليم القنصل والدبلوماسيين الأتراك مقابل الإفراج عن أربعمائة وخمسين من أفراد التنظيم كانوا معتقلين لدى السلطات التركية وكان أبرز المفرج عنهم أبو هاني اللبناني وهو دنماركي الجنسية من أصول لبنانية وهو مسؤول هيئة التصنيع والتطوير وآخرين".
وفي ما يتعلق بالملف الكوري الشمالي يوضح عصام " سعينا للحصول على أسلحة مختلفة ومنها الأسلحة الكيميائية وبالفعل ذهب وفد من مكتب العلاقات الخارجية أشرف عليه "أبو محمد العدناني الذي كان مسؤول لجنة التفاوض إلى الفلبين بغية الوصول إلى كوريا الشمالية من أجل إتمام الصفقة إلى أنهم لم ينجحوا بتحقيقها وعادوا من غير تحقيق أي
شيء.
وعن كيفية الحصول على الأسلحة يشير عصام المغربي إلى أن "أبرز الأسلحة الحديثة التي كنا نملكها فمصدرها من صفقات الشراء مع قيادات من الجيش الحر الذي كانت تزوده جهات متعددة ورغم الصراع معهم إلا أن عمليات الشراء مع هذه القيادات لم تتوقف من أجل الحصول على الأموال مقابل بيعنا هذه الأسلحة".
ويستطرد عصان في اعترافاته مبينا "بسبب الخلافات بيني وبين قيادات في التنظيم وبسبب الوشاية تم تجريدي من مسؤولياتي وتحويلي إلى جندي ضمن ما يسمى فرقة عثمان التابعة إلى ولاية حماة التي يتزعمها وقتذاك أبو محمد الهاشمي وهو الأمر الذي دفعني إلى ترك التنظيم والالتحاق بجبهة النصرة بقيادة الجولاني".