رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علماء الأزهر يرسمون خريطة لمواجهة دعوات «حذف الآيات القرآنية»

جريدة الدستور

أثارت الدعوة التي تبنتها وزيرة التعليم الجزائرية الأسبوع الماضي بحذف سورة الإخلاص من المناهج التعليمية ردود فعل واسعة بين علماء الأزهر الشريف.

لم تكن هذه الدعوة إلا تلبية لدعوة أخرى في فرنسا في بداية الأسبوع الماضي التي وقع عليها أكثر من 300 شخصية عامة ومثقفة منهم الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي.

وأصدر الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، بيانا قال: "إنه لا تجميد لحرف واحد من أحرف القرآن الكريم، وليذهب المطالبون بتلك الدعوات إلى الجحيم".

وأضاف الدكتور محمد عبدالعاطي، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للفتيات بالقليوبية في تصريح خاص لـ "أمان"، إن أفضل الحلول لمواجهة تلك الدعوات يكمن في إهمالها وعدم الالتفات إليها.

ووصف «عبدالعاطي» مطلقي هذه الدعوات بأنهم يجهلون حقيقة الدين الإسلامي، وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مضيفًا، أن تلك الدعوات لا علاقة لنا بها ولا يُنظر إليها وبناء عليه فإننا نرفضها رفضًا قاطعًا.

ورفض عبدالعاطي وصف آيات في القرآن الكريم بأنها تدعو إلى الكراهية أو استخدام العنف ضد الآخرين، أو إلى الإرهاب أو قتل الأبرياء، مشيرا إلى أن الهدف كان من آيات القرآن القتالية هو إقرار السلام وعدم الاعتداء على الأبرياء، مؤكدًا أن القتال شُرع لرد العدوان، طبقًا للقرآن الكريم: «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ » والله يقول: «وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ»، إذن القرآن الكريم عندما يتحدث عن المسالمين يقول في حقهم:«لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ».

وعرج عميد الدراسات الإسلامية والعربية أثناء كلامه إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: «من قتل نفسًا معاهدًا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عامًا»، ليسأل بعدها «عبدالعاطي»: كيف يقول عاقل بعد ذلك إن الإسلام يدعو للقتل والإرهاب؟.

وقالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذة الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، في تصريحات خاصة لـ«أمان»، إن أفضل حل لمواجهة تلك الدعوات هو العودة إلى الاتحاد وعدم الفرقة بين الدول العربية وشعوبها.

وأضافت النائبة البرلمانية، أن ظهور تلك الدعوات في هذا التوقيت المريب التي تتهاوى فيه بعض الدول العربية ينذر بكارثة محققة على مستوى الوطن العربي، مستدلة بقوله تعالى«وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا»، مؤكدة أن العرب لو كانوا ذوي هيبة ومكانة ما كانت لتلك الدول أن تعبث بكتابهم العزيز.

ودعت أستاذة العقيدة والفلسفة كل المجتمعات العربية إلى التمسك بالوحدة والتعاون فيما بينهم ونبذ الفراق والكراهية.

من جانبه، رفض الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية، الإدلاء برأيه في وضع استراتيجية لمجابهة تلك الدعوات، قائلًا: «وكيل الأزهر تكلم في هذا الموضوع، وهم أدرى من غيرهم».

وقال أستاذ الشريعة الإسلامية، إن هذه الدعوات تنتشر حينما تجد لها قنوات وصحفا تفرد لها المساحات، موضحًا أن أفضل حل لهذه الدعوات هو تجاهلها تمامًا.