«فرغلي»: دراسة وتفكيك أفكار الجماعات التكفيرية الطريق الوحيد للقضاء عليها
قال ماهر فرغلي، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، رئيس تحرير موقع «أمان»، إن الجماعات الإسلاموية لا تتفهم بعض المصطلحات التي تشير في أذهاننا لبعض المعاني كـ«الديمقراطية»، فهي تشير لأمور عندهم تختلف عما تشير إليه عند باقي الناس كـ"العدل، أو التخلص من الجبابرة، أو احترام الآخر"، مؤكدًا أن تماسك التنظيم وتكوين عقيدته القتالية تكون تمهيدًا للمواجهة التي تسعى إليها معجلة أو مؤجلة.
وأضاف الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، خلال كلمته بجمعية الدراسات بتونس، التي جاءت بعنوان «الخطاب والممارسة»، أن البعض يعتقد خطأ أن المواجهات العسكرية والملاحقات الأمنية كفيلة بالقضاء على هذه الجماعات، والحقيقة أن كل ذلك ربما يكون كفيلًا بإضعافها لكنها لا تموت أبدًا إلا بقطع الحبل السرى المتمثل فى حزمة كبيرة ومعقدة من الأفكار التى ساقتها إلينا هذه الجماعات، التي لا يمكن فهمها فضلًا عن القضاء عليها دون معرفتها ودراستها، مشيرًا إلى أنه لمعرفة موضع العطب الذى يمكن من خلاله ضربها ضربة ميتة قاتلة فضرب الفكرة هو قتل للتنظيم والجدل حولها يأتي بعده انقسام مباشر للتنظيم.
وأوضح «فرغلى»، أنه كما لا ينتظم عقد أى تنظيم من تنظيمات تلك الجماعات، ولا ينعقد ولا تقوم له قائمة إلا بعد وضع مجموعة من التصورات الشرعية التى تكفل له التمايز والحشد عبر دعوة لمعالم منهجية عقدية لا تقبل النقاش ولا الاختلاف حولها، مؤكدًا أن هذه التصورات والنظريات الفكرية المنهجية تضمن فصل الأعضاء المنتمين إليها عن مجتمعاتهم التي يعشيون فيها.
وأكد الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أنه تم طرح أكثر من قضية تشير لما سبق، منها على سبيل المثال «العذر بالجهل»، فهي من أبرز هذه القضايا التى تصلح للتدليل على ذلك، حيث تسببت فى انشقاقات كبيرة داخل تنظيم "داعش" الإرهابي، موضحًا أنه بعد جولات من المناظرات، وجلسات النقاش، انتهت أغلبها إلى تبادل الاتهامات بالجهل، وإعادة استنساخ مصطلحات كلامية لفرق عقائدية لم يعد لها وجود في يومنا الحاضر، في الإغراق داخل بوتقة السلفية الأصولية.
وتابع: يتم اتهام من لا يعذر بالجهل خصمه أنه من المرجئة، بينما يتهم من يعذر خصمه أنه من الخوارج، وهذا الاحتراب الكلامى أدى إلى فُجر في الخصومة، أعقبها نشر كل فريق ما لديه من معلومات ووثائق تثبت تآمر الطرف الآخر على "دولة لخلافة" المزعومة، وعندها بدأت الحرب الفعلية بين تيار "الحازمية، والبنعلية".
ونوه «فرغلي»، إلى أن الحدود الفاصلة بين مختلف الجماعات الإسلاموية، على الأقل في القواعد الفكرية، قليلة للغاية، إذ هناك تداخل في المرجعيات، والنظريات المؤسسة، هي استراتيجية، وهي من استتبعت فيما بعد تلك المقولات، أي أن العمل يسبق النظرية، ومن ثمّ تكون الأفكار الفقهية والعقدية التبريرية.