شهادات خاصة لـ «الهاربين» من حجيم «داعش»
في الوقت الذي فرّ فيه العديد من عناصر تنظيم داعش، بعد الحروب والإخفاقات التي تعرض لها التنظيم الإرهابي لاسيما في سوريا والعراق، وخسارته عاصمة الخلافة الوهمية منتصف العام الماضي، خرجت شهادات من أبواق العناصر الفارة تؤكد ما آل إليه التنظيم الإرهابي.
ومن خلال كتابين حرص مؤلفاهما على نقل شهادة الهاربين من التنظيم، وهما كتاب «داعش.. كلام الهاربين» ومؤلفاه "توماس داندوا وفرانسوا- كزافييه تريغان"، كشف شهادة الهاربين، والآخر كتاب «كنت في الرقة» لمؤلفه الكاتب التونسي هادي يحمد، اقتحم من خلاله حصون التنظيم الإرهابي عبر أحد مقاتليها.
وكشف كتاب «داعش.. كلام الهاربين» اعترافات حقيقة لعناصر هاربة، فتح من خلاله تجارب العناصر الهاربة من جحيم التنظيم الإرهابي خلال فترة وجوده وسيطرته على العديد من المناطق الواسعة في العراق وسوريا.
وفي الكتاب الذي لم يتجاوز 192 صفحة، عرضا من خلاله تجربتهما في التواصل مع خلايا وشبكات على صلة بأعضاء سابقين في التنظيم الإرهابي ممن تمكنوا من الهروب منه والنفاذ بأرواحهم في النهاية، حيث تمكنا من عرض تلك الشهادات بعد مدة من البحث عن العناصر الهاربة خلال سفرهما إلى تركيا وعدد من الدول الأوروبية خلال عامي 2015 و2017، وتكمن من جمع العشرات من الأحاديث والمقابلات المسجلة مع رجال وأطفال انخرطوا بصور مختلفة، في صفوف التنظيم، أو عاشوا تحت سيطرته، وكُتب لهم عمر ثانٍ بالنجاة منه، والهروب من قبضته.
وفي مطلع الكتاب وصف الكاتبان حجم المعاناة والمشقة التي استلزمها منهما تجميع المواد قائلين "لقد اقتضى الأمر منا عامين متواصلين، والكثير من العمل المضني، وثمانية أسفار لم تكن كلها مثمرة بالضرورة، لكي نقترب عن كثب من الهاربين من داعش، ونفك عقدة ألسنتهم، ونجعلهم يتكلمون. وشيئًا فشيئًا لننال ثقتهم، وهو ما لم يتحقق لنا كاملًا".
ووصف المؤلفان جحيم المعاناة التي عاشها هؤلاء في حضن التنظيم الإرؤهابي، حيث استعرضا من خلال كتابهما تفاصيل كثيرة من الحياة اليومية لمسلحي التنظيم الإرهابي، وخاصة خلال فترة اتخاذه من مدينة الرقة السورية عاصمة لكيانه في سوريا ومدن أخرى مهمة في شرق وشمال سوريا، وغرب وشمال العراق منها مدينة الموصل.
واستعرضا من خلال الكتاب طرق ومسالك الهروب من داعش، مؤكدين وجود شبكات سرية للتهريب يتمركز بعضها في مدينة تقع على الحدود التركية السورية، يجازف من خلالها المهربون إلى مساعدة الهاربين على الخروج من حجيم داعش.
وكشف الهاربون من حجيم التنظيم في شهادتهم بداية وقوعهم في فخ التنظيم من خلال عمليات تغرير وتضليل وغسيل للدماغ مورست عليهم، فانضموا للتنظيم ووجدوا أنفسهم أمام حياة من المعاناة والعنف والرعب، كاشفين من خلال تجربتهم عن الأسباب التي أقنعتهم بضرورة المجاوفة للهرب من التنظيم الإرهابي.
فيما كشف كتاب «كنت في الرقة» الذي جاء في 268 صفحة وتوسط غلافه صورة لعنصر سابق للتنظيم يرتدي الزي العسكري شهادة أحد الهاربين من حجيم التنظيم.
ويستعرض الكتاب شهادة لمقاتل سابق في التنظيم يدعى "محمد الفاهم"، تونسي الجنسية، ويومياته المثيرة من بينها الحروب التي خاضها داعش في الرقة، والسير على الأشلاء الآدمية واصوات البنادق وغيرها، مؤكدًأ من خلال شهادته أن داعش ليس إلا وهم تخلى عنه بمحض إرادته الشخصية.