التعددية الدينية.. نقلة معرفية لقبول الآخر بمركز البحوث الاجتماعية
عقد مركز البحوث الاجتماعية بجامعة القاهرة أمس، برعاية د أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع السياسي بكلية الآداب جامعة القاهر وعميدها الأسبق، ندوة لمناقشة كتاب "الصراطات المستقيمة.. قراءة جديدة في نظرية التعددية الدينية " للمفكر الإيراني المستقل عبد الكريم سروش.
ناقش الكتاب د احمد سالم أستاذ الفلسفة بجامعة طنطا، فعرض في بداية الندوة جملة من الاسئلة التي تعرض لها الكتاب مثل، هل الدين فى ذاته يمكن أن يقبل التعدد ؟، ولماذا ينتقل الدين من صورة واحدة إلى صور متعددة عبر الفهم البشرى فى الفكر الدينى ؟، وهل الحقيقة واحدة أم أن للحقيقة طبقات فى فهم البشر ؟، ومن يوجه بصلة التعدد حركة الاجتماع أم بنية الدين القائمة على تعدد الدلالة ؟، وهل الحقيقة قائمة فى دين واحد دون غيره أم أن الأديان تجليات للحقيقة ؟، وهل التعدد القائم فى الفكر الدينى سمة إيجابية أم سلبية ؟، وهل يمكن أن يتجلى المقدس فى البشرى بصورة مقدسة أم صورة بشرية خالصة؟، وهل الوحى خارج حركة التاريخ أم الوحى خاضع لحركة التاريخ ؟.
وتحدث في بداية الندوة عن فكرة تجلي المقدس عبر العقل البشري، وهل هذا المقدس يكون بالمطلق ام بالنسبي، وما مدي حضور المقدس داخل دائرة النسبي، مؤكدًا أن هذا ما طرحه عبد الكريم سيروش داخل كتابه "الصراطات المستقيمة " وفضح به ما اطلق عليه مصطلح "الحصريين" الذين يحصرون فكرة الدين بأن دينهم دون أديان غيرهم او مذهبهم دون مذاهب غيرهم هي التي تمتلك الحقيقة والحقيقة المطلقة.
واضاف سالم في عرضة للكتاب أنه لا يوجد حق خالص من جهة، وباطل خالص من جهة أخري، فالإنسان العاقل يقبل قدر من الحق والأخر عنده يملك قدرا من الباطل لذلك يستلزم قبول كل منا للأخر.
وتحدث في بداية الندوة عن فكرة تجلي المقدس عبر العقل البشري، وهل هذا المقدس يكون بالمطلق ام بالنسبي، وما مدي حضور المقدس داخل دائرة النسبي، مؤكدًا أن هذا ما طرحه عبد الكريم سيروش داخل كتابه "الصراطات المستقيمة " وفضح به ما اطلق عليه مصطلح "الحصريين" الذين يحصرون فكرة الدين بأن دينهم دون أديان غيرهم او مذهبهم دون مذاهب غيرهم هي التي تمتلك الحقيقة والحقيقة المطلقة.
واضاف سالم في عرضة للكتاب أنه لا يوجد حق خالص من جهة، وباطل خالص من جهة أخري، فالإنسان العاقل يقبل قدر من الحق والأخر عنده يملك قدرا من الباطل لذلك يستلزم قبول كل منا للأخر.
ونقل "سالم "، نص من كتاب سروش "بأنه عندما ينزل مطر الدين الخالص من سماء الوحي على أرض الفهم البشري، هنا يتلوث بالفهم البشري وبإفرازات الذهن وعندما تتحرك العقول بغرض فهم الدين، فهنا تقوم بخلط ما لديها من أفكار وقيود تعمل علي تلويثه وصبغة بصبغتها الذهنية والعقلية.
وناقش سالم في ندوة مركز البحوث الاجتماعية وهو إحدي الهيئات البحثية التابعة لجامعة القاهرة والمتخصصة في العلوم الإجتماعية والإنسانية، مقولة سيروش بأن النص عندما ينطق بالكلمة يعبر عن واقع، والواقع في حركة وتغير مستمر، فيإتي مفهوم النص والذي به تعددية واستيعاب وقابلية للفهم بلغة محددة، واللغة في بناء النص حقيقة ذات طبقات، وحقيقة ذات بطون، كما نقل عن الرسول في بعض الروايات أنه قال: إِنَّ القُرآنَ لَهُ ظَهرٌ وَ بَطنٌ، فَجَميعُ مَا حرَّمَ اللهُ فِي القُرآنِ هُوَ الظَّاهِرُ، والباطِنُ مِن ذلِك اَئِمّةٌ الجَور.
واوضح د احمد سالم في عرضة للكتاب ان لكل دين تفسير وكل تفسير له حركة مستمرة، حتي يصبح كل دين تاريخ من التفاسير، وهذا التفسير قد يكون تفسير سقيم للدين او صحيح للدين وضرب مثلًا ُبتاريخ المسيحية، فهو تفسير للدين المسيحي، والإسلام تاريخ لتفسير، وعلي حد تعبير "سروش" نحن نسبح في فضاء من التفاسير والأوهام، فالإسلام السني يمثل فهمًا خاصا للإسلام، والإسلام الشيعي يمثل فهمًا خاصا للإسلام، وهناك صراع بين الفرق الإسلامية في فهم حقيقة الدين، والنتيجة ان كل مجموعة او مذهب يعتقد أن الله اصطفاهم دون غيرهم في فهم حقيقة وجوهر دين الله.
كتاب "الصراطات المستقيمة" يطرح فكرة "التعددية الدينية" الواسعة، والتعددية الدينية كنظرية معرفية في باب الأديان والفرق والمذاهب ويكشف الستار عن حقيقة التعصب ورفض الآخر في فكر المسلمين وليس الدين كفكرة ونظرية.
لقد اطل علينا المفكر المستقل عبد الكريم سروش فى كتابه الأول «نظرية القبض والبسط في الشريعة» فعالج ما يسميه إشكالية الثابت والمتغير في الفكر الإسلامي، ففرَّق بين «الدين» بوصفه ثابتًا متمثلًا في الوحي وبين «المعرفة الدينية» النسبية بوصفها المتغيرة والتي «تنقبض وتنبسط» تبعًا لما يجري في حقول الفهم البشري للدين والواقع المتغير.
وهنا يطل علنا من جديد بهذا الكتاب في الطبعة الثانية هذا العام بجرأته المعهودة ولغته الممزوجة بشعر جلال الدين الرومي وجمعه بين موروث الفكر الإسلامي ومستجدات الفكر الغربي بعنوان «الصراطات المستقيمة... قراءة جديدة لنظرية التعددية الدينية»، ويمتاز جهد سروش بشيء من الخصوصية لكونه يتحرر من قيد مذهبيته (الشيعية) المتعصبة لرأي محدد والتي تتصادم مع جموع الآراء والمذاهب الأخري لينفتح على فضاء التجربة الإنسانية بتنوعاتها المختلفة، إضافة لتناوله القضايا الدينية لا بوصفه رجل دين مختصًا، بل بوصفه متدينًا من خارج المؤسسة الدينية يرفض أن تُحتَكَر السلطة الدينية أو تُحصر في طبقة أو فئة.
كتابه «الصراطات المستقيمة»، يتكون من سبعة مقالات ومحاضرات قُدِّمت مفرَّقةً زمانًا ومكانًا، إلا أنه في الحصيلة محاولة لتأصيل التعددية من الناحية الشرعية، وسواء كان سروش يهدف لتحقيق التعددية السياسية أوالاجتماعية من خلال إقرار التعددية الدينية أو بالعكس، فإنه قد انطلق في رؤية هذا الواقع كما هو لا كما ينبغي أن يكون، بعبارة أخرى فإنه أنشأ رؤية «معللةً» أكثر منها «مدلَّلَة» كما يصطلح هو في كتابه، وامتزج مناقشة الكتاب من قبل د احمد السالمو إدارة د احمد زايد للندوة بقدر كبير من العمق الفكري والفلسفي للمفاهيم الدينية بنظرة صوفية عميقة عن الله والكون والإنسان مستقاة من مأثورات الشعر العربي القديم.