بعد طرده.. «داعش» يتمرد مجددًا في العراق
بالرغم من إعلان الحكومة العراقية عن دحر "داعش" عسكريا في البلاد، يبدو أن خطر التنظيم لا يزال قائما، حيث كثف الإرهابيون أنشطتهم في المحافظات الشمالية.
وأكد مصدر أمني في وكالة "السومرية نيوز" أن مسلحين مجهولين يعتقد أنهم ينتمون إلى "داعش" فجروا ليلة أمس جامع المصطفى على الطريق الرابط بين كركوك وتكريت، دون إصبات بشرية.
وفي حادث آخر وقع قبل يومين، نصب الإرهابيون كمينا في محافظة ديالى عند الطريق الرابط بين كركوك وبغداد وقتلوا عشرة مدنيين، بمن فيهم عائلة مؤلفة من خمسة أشخاص، وأصابوا 15 آخرين، حسب مصدر أمني.
وأفاد المراقب والكولونيل المتقاعد في القوات الخاصة الأمريكية دافيد ويتي على حسابه في "تويتر" بأن 25 شخصا راحوا ضحية المسلحين في محافظتي كركوك ونينوى في ذلك اليوم.
وخلصت صحيفة "جيروزاليم بوست" في تقرير نشرته اليوم تحت عنوان "تمرد داعش الجديد في كركوك والحويجة" إلى أنه من الصعب تقدير عدد الخسائر البشرية في العراق استنادا إلى المعطيات المتاحة، لكن الصورة التي تتبلور من التقارير الواردة تظهر أن المنطقة الفاصلة بين بغداد وإقليم كردستان العراق قد تخرج عن السيطرة.
وأوضحت الصحيفة أن عشرات المدنيين وعناصر الأمن قتلوا، حسب تقارير مختلفة، بأيدي "داعش" في محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك في الآونة الأخيرة، بالرغم من الجهود المبذولة من قبل الحكومة المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من أجل احتواء الأزمة.
وذكر التقرير أن أنشطة الإرهابيين تتركز بالدرجة الأولى حول كركوك، بعد انسحاب قوات البيشمركة الكردية منها، حيث أعلن "داعش" عبر وسائل دعايته عن شن 58 هجوما في غضون 80 يوما مع قتل وجرح 153 من عناصر الأمن العراقي.
من جانبها، أكدت الحكومة العراقية نشر وحدات جديدة من "الحشد الشعبي" وقوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية في المحافظة، حيث ترد تقارير يومية عن تصفية أو اعتقال خلايا إرهابية نائمة وتدمير أهدافها.
وأشار التقرير إلى أن كثافة ضربات التحالف في المنطقة تدل على وجود مشكلة أمنية خطيرة جدا ينبغي على الحكومة العراقية التعامل معها، وخاصة في وقت تقلّص فيه واشنطن تعداد عسكرييها في البلاد، وسط شائعات تتحدث عن عجز الحكومة عن ترميم دباباتها وتعويض الخسائر البشرية التي لحقت في السنوات الأخيرة بقوات النخبة.