تجدد الخلاف بين مؤسسات «داعش» الإعلامية
«داعش» يجدد الصراع مع «مؤسسة الوفاء» ويتهمها بنشر أكاذيب وإشاعات.. والمؤسسة تعيد تدوير الملفات لغلق باب الإتهامات
جدد تنظيم داعش الإرهابي وتحديدًا ما يعرف لديه بـ"ديوان الإعلام"، الهجوم مرة أخرى على "مؤسسة الوفاء الإعلامية" التي كانت تناصره في السابق، حيث أكد التنظيم الإرهابي أنها لا تزال تطعن وتشكك فيه من الداخل من خلال تواجد الكثيرين من الخارجين عن التنظيم والكارهين له ممن يترأسون هذه المؤسسة ويشرفون عليها بشكل مباشر.
وعقب غلق ملف الاتهامات المتبادل بينهما، والذي دام فترة طويلة بعد نشر التعميم الذي جاء بعنوان "ليهلك من هلك عن بينة"، وقام التنظيم الإرهابي بإلغاء العمل به مؤكدًا بأنه يحتوي على أخطاء علمية، وعبارات موهمة غير منضبطة أدت إلى حدوث التنازع والتفرق بين صفوف المجاهدين خاصة، والمسلمين عامة.
وفي أحدث اتهمام وجهه التنظيم الإرهابي لـ"المؤسسة"، أكد أنها خرجت بمقال جديد جاء بعنوان «إرشاد المناصر الصادق»، يحتوي على أمور تدينها، حيث جاء فيه "فالمناصر الصادق لا ينشر أبدًا ما قد يضر بسمعة دولته، أو يظهر بمظهر الضعف، أو ينتقص من هيبتها، بل يحرص دومًا على إظهارها بسمت القوة والصلابة والصف الواحد والبنيان المرصوص وهي كذلك فعلًا"، لافتًا إلى أنها تصر على خطئها وتقوم بنشر مقالها الذي يؤكد مشرف المؤسسة على أنه جاء من باب النقد البناء.
ولفت التنظيم إلى أنها دائمًا تنشر ما يضر بسمعته، وإظهاره بمظهر الضعف، وتروج مرة للغلاة بأنه تم القضاء عليهم، وأخرى بأنهم سيطروا على العديد من أمور التنظيم، وأخرى بأنهم خارج التنظيم وانشقوا عنه، بالإضافة إلى نقل أكاذيب وضلالات وروايات لأشخاص مجهولين تشكلك في الطرقة التي قتل بها "تركي البنعلي" بأن قتل بعبوة ناسفة.
لم تقف المؤسسة عند اتهامها بنشر الأكاذيب وترويج الإشاعات واحتواء الكارهين والخارجين عن التنظيم داخلها، بل قامت بالرد على التنظيم في مقال لها جاء بعنوان "من كان بيته من زجاج فلا يرم الناس بالحجارة"، مجعية من خلاله تواجد العديد من المنضمين للتنزيم الإرهابي الذين يسيرون على خطى التشكيك ونشر الاتهامات الداخلية، بالإضافة إلى إلفاق الكثير من التهم عن عبدالرازق أجحا الذي تبرأت منه المؤسسة، وسعى ما يسمى بـيمني وأفتخر بإسلامي" إلى ذكره في الطعن بالموؤسسة.
وأوضحت المؤسسة أن الساعي في الطعن عليها سعا جاهدًا لإثبات حديثه كذبًا وزورًا، حيث يقول: "عندما تبنت مؤسسة الوفاء نشر مرئيات الجاسوس المغربي ثم حولت مرئياته إلى كتاب ونشرته فإنه تسلل بهذا إلى صفوف الأنصار وبدأ عمله في الاستقطاب لإسقاطهم بشتى الطرق حتى وضعهم في السجون، إذا كانت المؤسسة هي الجسر الذي مشى عليه الجاسوس المغربي حتى يثق فيه الأنصار ثم بعد ثقتهم فيه أدخلهم إلى السجون"، لافتة إلى أن المتتبع للقصة يرى كذبه من خلال الرسالة المنشورة من داخلا المؤسسة والتي جاءت بعنوان "رسالة نذير من السجون المغربية.. تحذر وبراءة من المدعو عبدالرازق أجحا"، مؤكدة أنها قامت بفضحه.
ومن ضمن الاتهامات التي وجهها التنظيم للمؤسسة، أنها تقوم بالكشف عن المراسلات المرسلة إليها وتقوم بإخراجها للعلن، حيث أوضح التنظيم أن المؤسسة بنفسها أكدت بعدم جواز خروج تلك المراسلات للعلن قائلة "لا يجوز شرعًا نشر أي مراسلات أو أوراق داخلية ائتمن عليها من هي عنده، وكان الغرض من كتابتها النصح لولاة الأمور، أو بيان بعض ما قد يخفي عليهم، ومن ذلك المراسلات الشخصية لشيخنا العلامة تركي البنعلي فهذه المراسلات لم تكتب أصلا، وتركي البنعلي لم أذن بإذاعة هذه المراسلات بين الناس"، مؤكدًا أن المؤسسة وقعت في المحظور الشرعي ولم يحفظ الأمانة فقام بنشر مراسلة منسوبة لتركي البنعلي أرسلها لأبو بكر البغدادي في القناة.
ولا تزال المؤسسة تقوم بنشر العديد من المواد المتعلقة بالتنظيم الإرهابي، والتي يقوم بكتابتها العديد من الدواعش، والتي تكون في أغلبها مواد مقروءة تحمل الفكر الداعشي، بالإضافة إلى إعادة تدويرها مرة أخرى بشكل دوري، نظرًا للفقر الإعلامي الذي وقع فيه التنظيم، بجانب السلسلة الصوتية التي اعتادت المؤسسة على نشرها في محاولة منها إلى العودة لسابق عهدها، والدخول وسط التنظيم مرة أخرى، وإغلاق ملف الاتهام المتبادل بين الطرفين.