التفوق المصري يعرقل أحلام "العثمانيين في البحرين الأحمر والمتوسط
يشهد شرق البحر المتوسط، تطورات متلاحقة، بدأها الجانب التركي خلال الأيام القليلة الماضية مع قبرص ثم اليونان، وأعلن وزير الخارجية التركي"جاويش أوغلو" أن بلاده لا تعترف باتفاقيات التنقيب عن الغاز والبترول التي وقعتها "قبرص" وأن تلك الحدود البحرية ملك بلاده فقط، في إشارة واضحة لمصر، والتي وقعت اتفاقيات مع الجانب القبرصي في هذا الشأن، وكان من نتائج الاتفاقية حقل"ظهر" اهم الاكتشافات المصرية في شرق المتوسط علي الأطلاق.
"القاهرة" ردت علي المزاعم التركية، بجملة قصيرة "أن ما وقعته من اتفاقيات دولية، موثقة لدى الأمم المتحدة، وأن القاهرة"تسطيع حماية مصالحها في شرق البحر المتوسط".
بعد تلك الرسائل بين "القاهرة" وأنقرة، أجرت الأخيرة بعض الأعمال الاستفزازية، بعد قيام خفر السواحل التركية بمنع شركة"إيني" الإيطالية صاحبة اكتشاف حقل ظهر، وكانت الشركة أرسلت بعثتها البحرية للتنقيب عن الغاز والبترول بمنطقة شرق المتوسط والتي وصفها خبراء التعدين بأنها "كنز" المستقبل في الوقود.
بعد منع شركة "آيني" من التنقيب، تعمدت تركيا تصادم قواربها التابعة لخفر سواحلها، مع قوارب خفر سواحل اليونان، واستدعت الخارجية اليونانية أمس"الثلاثاء"، السفير التركي لديها، للاعتراض على ما فعلته بحر إيجة، بالقرب من جزيرة "كارداك".
الحكومة اليونانية، وصفت التصادم بالعمل "الاستفزازي"، وقال: المتحدث باسم الحكومة اليونانية "ديمتريس تزاناكوبولوس"إن بلاده "تتابع الوضع عن كثب، وهي تشعر بالقلق من تصرفات تركيا التي يتوجب عليها عدم الإلقاء بنفسها في النيران، وأن سياسة دول الجوار لاتساعد علي تجاوز الهزات.
وكانت جزيرة "كارداك"الواقعة على بحر إيجة، شهدت توترات منذ مساء أمس"الثلاثاء" في الساحل الصخري لجزيرة "كارداك" قبالة مدينة بودروم التركية، بعد محاولة قارب يوناني الدخول إلى منطقة "كارداك" ليمنعه قارب تركي وتمادت التوترات بمنع القوارب التركية القوارب اليونانية من الدخول إلى الجزيرة.
الأمر الذي دعا المتحدث باسم رئيس المفوضية الأوروبية "جان كلود جانكر"للتدخل مخاطبا الجانب التركي، إلى ضرورة الابتعاد عن الأفعال التي قد تدمر العلاقات بين الجارتين، موجها حديثه إلي "تركيا"مؤكدا أنه يتوجب عليها احترام الحقوق السيادية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالمجال الجوي والمياه الإقليمية.
كما حذرالاتحاد الأوروبي في بيان أصدره في الشأن نفسه، من أي أعمال استفزازية في مياه بحر إيجة، وأن القارب اليوناني الذي اصطدم به القارب التركي يتم تمويله بصورة مشتركة بين قوات حرس الحدود وخفر السواحل التابع للاتحاد الأوروبي.
وعلى الجانب الآخر حذرالرئيس التركي "رجب أردوغان" اليونان وقبرص موجها حديثه في اجتماع مجموعة نواب حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه في البرلمان، قائلا: “لا تظنوا أننا تجاهلنا المحاولات الانتهازية للتنقيب عن الغاز الطبيعي في مياه قبرص وسواحل بحر إيجة.. نحن نحذر من يتخطون الحدود.. من الحسابات الخاطئة في قبرص وبحر إيجة.
"عبدالناصر والسادات" في مواجهة الأتراك
حاملتا المروحيات الفرنسية الصنع اللتان دخلتا الخدمة ضمن أسطول مصر البحري قبل عامين، واللتين قفزتا بترتيب البحرية المصرية إلى المركزالـ 8عالميا، فضلا عن التحول الاستراتيجي للبحرية المصرية،فحولت قدراتها من خطط دفاعية إلي هجومية.
القيادة المصرية، أعلنت صراحة أن الهدف من شراء ميسترال، خلال احتفال تسلمها، هو الحفاظ علي المصالح المصرية في البحرين المتوسط والأحمر، حيث يمتد ساحل المتوسط 940 كم ويمتد ساحل البحر الأحمر 1940كم.. إذن السواحل المصرية الممتدة عبر الأحمر والمتوسط تحتاج إلي قدرات بحرية "خاصة" هجومية وليست دفاعية.. وأثبتت الأيام قدرة القيادة السياسية والعسكرية المصرية على قراءة المخططات المستقبلية للتحديات التي سوف تواجهها"مصر" خلال تلك المرحلة، فكان الاستعداد، ليس بدق طبول الحرب، لكن لتكون لدينا القدرة الهجومية والرد الحاسم والسريع على كل من تسول له نفسه، التجرؤ او الأقتراب من حقوقنا، بحر وأرضا أو جوا.
التفوق البحري المصري، والغضب الذي اجتاح "تركيا" لم يتوقف عندها فقط، بل أبدى جنرال بحري إسرائيل كبير، انزاعجه من امتلاك مصر للفرقاطة الألمانية، التي تجهل بلاده إمكانياتها التكنولوجية، معتبرا خدمتها ودخولها خدمة البحرية المصرية، بالأمر المزعج بالنسبة لبلاده.
إسرائيل أبدت غضبها على تفوق البحرية المصرية ووصولها لمستوي يقترب من أساطيل الدول الكبري، رغم تأكيد "جنرال" إسرائيل أن بلاده في سلام مع مصر وأنهما يتمتعان بعلاقات جيدة، ولكنه لم يخف تخوفاته كعسكري، أن مصر تمتلك ادوات بحرية أصبحت خطرا علي بلاده، وهو ما يتفق مع ما سبق وأعلنته تركيا وقوى دولية أخري.
"الحرب على الإرهاب 2018" والتي بدأتها مصر قبل أيام، وشملت كل الأسلحة بالجيش المصري للقضاء علي الجماعات والميلشيات المسلحة في سيناء والمناطق المتاخمة لها لتطهير البلاد من الإرهاب والإرهابيين، واستخدمت القوات المسلحة، جميع أسلحتها بما فيها البحرية متضمنة الميسترال، يؤكد أن "القاهرة " عازمة على اقتلاع الإرهاب الفردي والجماعي، سواء كانت تدعمه وتموله الدول أو تخوضه الدول بنفسها.