مساجد بلجيكا والإرهاب
حسب تقرير للأمم المتحدة، زاد عدد الوافدين من فرنسا إلى داعش ثلاثة أضعاف، فسجل التقرير توافد 1200 فرنسيا عام 2016 مقارنة بـ412 في أكتوبر 2014، فيما احتلت ألمانيا المرتبة الثانية في تصدير المقاتلين.
ويعتبر المركز الإسلامي بالقرب من حديقة
Cinquantenaire في حي الاتحاد الأوروبي في بروكسيل وقرب مبنى المفوضية الأوروبية، المركز
الرئيسي للسلفية الجهادية، والإخوان المسلمون، وهو مركز تصدير المقاتلين، وقد ثبت أن
من قام باعتدائات باريس مروا بهذا المركز الإخواني.
يحصل المسجد على تمويله من رابطة العالم
الإسلامي، والتي يتم تمويلها من السعودية.
مسجد بروكسل، هو المركز الرئيسي لجماعة
تطلق على نفسها اسم "الشريعة من أجل بلجيكا"، وهى تنظيم تابع للقاعدة، وارتبط
اسمها بعدة نشاطات إرهابية من بينها، هجمات مدريد في عام 2004، التي أودت بحياة
191 شخصا وإصابة 1800 آخرين، وكان القيادى حسن الحسكي العقل المدبر لها، هو وفؤاد بلقاسم الذى حكم بالسجن لمدة 12 عامًا.
وتخصصت جماعة الشريعة من أجل بلجيكا، مؤخرا
في تجنيد المسلمين الإوربيين وإرسالهم إلى العراق وسوريا للانضمام إلى تنظيم
"داعش" الإرهابي، وهى الجماعة التى أسسها المغربي فؤاد بلقاسم، وتم حظرها
مؤخرا، والقبض على زعيمها و45 قيادياً آخر بها، وتمت محاكمتهم بتهمة دعم تنظيم
"داعش" الإرهابي وتجنيد الشباب له.
ومن الخلايا والجماعات الإرهابية المسلحة
التي تتخذ من هذا المسجد مركزاً لها، ما تعرف باسم "الجماعة الإسلامية المغربية
المقاتلة" وهى جماعة إقليمية مركزها فى الرباط والدار البيضاء بالمغرب وفرعها
في بلجيكا وفرنسا وأسبانيا، وتورطت تلك ضمن المتورطين في استهداف قطارات العاصمة الإسبانية
مدريد عام 2004.
كان من بين قاطني هذا المسجد منفذو عملية اغتيال
القائد الأفغانى أحمد شاه مسعود في بلدة خوجة بهاء الدين بولاية تخار الأفغانية عام
2001م، ومهدى نموش المشتبه به الرئيسي في الاعتداء على المتحف اليهودي في بروكسل في
مايو 2014، وأيوب الخزانى منفذ الهجوم على قطار تاليس بين أمستردام وباريس، وغيرها
من العمليات الأخرى.
وتعود قصة المسجد إلى عام 1967، عندما كانت
خزائن الدولة البلجيكية فارغة فسعت الحكومة إلى البحث عن إمكانيات لشراء النفط بسعر
زهيد. وقد عقد الملك بادوين صفقة مع الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز آل سعود قضت
بالإبقاء على الجناح السعودي للمعرض العالمي بحديقة Cinquantenaire وتحويله إلى مركز إسلامي ولمسجد على مدى 99 سنة، كمقابل للنفط الرخيص، وسمح
الملك البلجيكي بأن تتولى السعودية تدريب الأئمة بسبب تنامي أعداد المسلمين في بلجيكا
من أفريقيا ودول المغرب. وكان ذلك تفويضا مطلقا للعائلة المالكة السعودية لنشر السلفية
الوهابية.
ومنذ تم بناء المسجد، أصبح مركزاً للسلفية
في أوربا، وأصبح يشكل أرضية خصبة لشبكتها، المترامية الأطراف، وتحديداً في ألمانيا
وفرنسا وأسبانيا وبريطانيا، وأصبح مؤخراً هو محطة داعش للتمويل، وللتجنيد وضم العناصر
الأوربية الانتحارية، فقد كانت أول انتحارية في تاريخ العمليات الإرهابية من الغرب
حاملة للجنسية البلجيكية وهي "مورييل ديغوك" التي فجرت نفسها في العراق ضمن
تنظيم القاعدة عام 2005.
ومن أشهر الإرهابيين المنضمين إلى
"داعش" من بلجيكا؛ المدعو عبدالحميد أباعود- العقل المدبر لتفجيرات باريس
والشهير بـ "أبو عمر البلجيكي"، الرجل الذي أسس أحد أخطر الخلايا الإرهابية
في بلجيكا مطلع العام الحالي، والتي أطلق عليها فيما بعد "خلية بروكسل الإرهابية".
قامت السلطات البلجيكية بتفكيك تلك الخلية،
والقبض على معظم عناصرها بعد العملية الإرهابية التي شهدت مجلة شارلي إيبدو الفرنسية
في 7 يناير الماضي حيث لاحقت الاتهامات أيضا عبدالحميد أباعود ورفقائه صلاح عبدالسلام-
الإرهابي البلجيكي، ومهدي نموش الذي قتل في مايو 2014، 4 من اليهود في بلجيكا.
الخلاصة، إن حديثنا عن هذا المسجد، إنما
هو مثل لما تقوم به السعودية، فى دعم السلفية، كمكون اصيل من مكوناتها للسياسة الخارجية.
وقد سعت السعودية لجعل الأيديولوجية الوهابية
أيديولوجية أممية، من خلال دعم مؤسساتها في الخارج، وأهمها المراكز والمساجد بأوربا
وغيرها، ما دفع فى النهاية لخلق داعش الأوربى، ومن قلب بروكسل.