تعهدات «محلب» السبعة ومتطلبات المرحلة
المهندس إبراهيم محلب يستحق أن نعطيه فرصة عادلة للعمل على حل المشكلات المستعصية والمتراكمة، سواء من حكومه الببلاوى أو ممن كانت قبلها، وأقول هذا لعدة أسباب وجيهة وليس من فراغ، أولها أن الرجل قد أثبت كفاءة أثناء توليه وزارة الإسكان والتعمير فى الحكومة السابقة،
وجاء بناء على إجماع شعبى نابع من كفاءته وعمله الميدانى السابق، وإذا كان لنا ملاحظات على بعض الوزراء فإنهم فى حاجة إلى فرصة لتقييم أدائهم فى ظل قيادة محلب.ثانيها: إنه أول رئيس وزراء يظهر احتراما لمطالب الشعب فى نفس لحظة ترشيحه، ويظهر فهما لآليات المرحلة الحالية. ثالثها: إن له رؤية واضحة لمتطلبات المرحلة الدقيقة وأخطارها، وفى بداية مشواره أعلن عن 7 تعهدات تؤكد وعيا أعمق بالمشكلات الملحة، والتى أعلنها فى خطابه للشعب وهى كما أكد، فرض الأمن ومحاربة الإرهاب، والذى سبق أن كتبت مقالى السابق مطالبة به كأولوية عاجلة وكان تحت عنوان «الأمن والخبز وجهان لعملة واحدة»، لأننى أرى أننا فى حاجة الى قيادات قوية وشجاعة، وقادرة على تحقيق الأمن، وإصدار القوانين اللازمة لذلك فى مواجهة البلطجة والإرهاب والمخططات الدولية لتقسيم الوطن، ولذلك شعرت من خطابه بأنه سيعمل جاهدا على تحقيقه فعلا لا قولا، فلقد تعبنا من الأيدى المتراخية والمتباطئة والمتعالية على الشعب، ثم تعهد أيضا بتوفير حلول عاجلة تلبى المتطلبات الأساسية للحد الأدنى من المعيشة الكريمة فى ضوء الإمكانيات المتاحة، والاهتمام بالمشروعات القومية وعلى رأسها مشروع تنمية قناة السويس، وعلاج الاختلالات الهيكلية فى الاقتصاد، وتوفير مناخ سياسى وديمقراطى محايد، وإجراء إصلاح فى الجهاز الإدارى للدولة ومكافحة الفساد، وإحداث توازن فى علاقات مصر الدولية.ورابعا: إن هذا المسئول ليس كأى مسئول آخر جاء فى هذا الموقع، ففى بدء عمله نزل من مكتبه ليكون فى مواقع العمل وليلمس بيديه الأوضاع على أرض الواقع، فذهب لتفقد قسم شرطة ومستشفى عام، وقد يقول البعض لى بأن هذه الأمور يمكن أن يقوم بها الوزراء فى مواقعهم إلا أننى فى المقابل أعتقد أن متابعة الأوضاع من قبل رئيس وزراء مصر، تؤكد أنه رجل العمل الميدانى الذى نحن فى حاجة إليه، فنحن لسنا فى حاجة إلى مسئولين يتسابقون على الظهور الإعلامى ويعملون وفقا لاجندات خاصة أو خارجية أو تحقيقا لمصالح شخصية، أو يعملون بشكل عشوائى، إننا فى حاجة إلى رجال يتوحدون مع نبض الشارع المصرى والأسر المصرية، ويحلون مشاكل المواطن الذى كان يئن ولا يجد من يسمعه، ومازال يعانى ولم يعد لديه المزيد من الصبر. إننى أنظر إلى هذه التعهدات ببعض التفاؤل لأنها تعهدات مسئول يريد أن يخدم الشعب، ويريد أن يعمل بصدق، بل هو يفاجئ المواقع دون أن تسبقه مواكب طويلة لزوم المظاهر والمناصب. إن المهندس إبراهيم محلب فى حاجة إلى فرصة للعمل لتنفيذ تعهداته، وأعتقد أنه يستحق منا ذلك، لأن الوطن فى حاجة الى العمل والإنتاج فرفقا به.ولن يستطيع وحده أن يعمل إن لم يكن المسئولون معه على نفس الدرجة من الفعالية والكفاءة، لذلك فإن الحكومة مطالبة بالعمل بأقصى كفاءة ممكنة، ووفقا لرؤية موحدة ومتجانسة، لأن الحلول لن تأتى بالجلوس فى المكاتب،وإنما بالعمل الجاد والفعال والإيمان بأن العمل من أجل الوطن شرف لا يضاهيه شرف. النظر عن مصلحة الوطن، ولكن فى المقابل فإن شعب مصر بعد يونيو قد كشف كثيرا من الأقنعة وعرف كثيرا من الحقائق، وإذا كان من حقنا أن ننتقد وإذا كان من حقنا أن نعترض وان نقول رأينا بكل حرية، وأن يسمعنا المسئولون فى الحكومة الجديدة، فإنه فى المقابل ليس من المطلوب أيضا المشاركة فى هدم الوطن، أو عدم إدراك متطلبات وخطورة المرحلة الراهنة.
إننا نواجه مرحلة فى حاجة إلى تعاون كل القوى الوطنية ليتقدم بالوطن للأمام وبأقصى سرعة، والقضاء على خطط التقسيم والتدمير التى تحاك لنا.
هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.