مؤامرتهم وأسبابها
ربما لا نعرف على وجه الدقة، لماذا يتآمر الغرب علينا، لا نقول يتآمر علينا كشرق، ولكن كعرب، وبتخصيص أكثر دقة، كمسلمين، مما لاشك فيه أن التاريخ لن يتغاضى أبدًا عما حدث فى الفترة التى سادت فيها تركيا أو الدولة العثمانية وحكمت أجزاء من أوروبا
.... إنها تلك الفترة الحالكة السواد فى تاريخنا.
أحيانًا نتجاهل تاريخنا المكتوب، تجاهل مؤرخونا هذا التاريخ، عن عمد، وتجاهلوا رصد جرائمنا، أو الجرائم التى ارتكبتها الجيوش الغازية فى أوروبا، دائما نتغاضى عنها، وكثير من تلك الجرائم اكتسبت غطاء دينيا، والغريب أن تاريخنا كتب وسجل ما فعلناه بأنفسنا، وتغاضى عامدا عما فعلناه بالغير.
فعلى سبيل المثال، سجل التاريخ، كل ما فعله المتحاربون من أجل السلطة والحكم، فى مطلع تاريخنا الإسلامى، فى الفتنة الكبرى وقتل عثمان، ثم ما حدث بين على ومعاوية، ثم ما حدث بين على ويزيد بن معاوية، ثم ما فعله الولاة المنتسبون لتلك الأفكار السياسية، سواء كانوا خوارج أو سنة أو شيعة، وما لحق بالمدن التابعة لهم، واستباحتها، ولكن تاريخنا لا يذكر مذابح الأرمن، التى ارتكبتها الجيوش التركية والعثمانية، فى تلك البلاد.
ولم يذكر القتل المتعمد والمنهجى للسكان الأرمن، من قبل الإمبراطورية العثمانية، خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الإبعاد القسرى للسكان، ومسيرات التهجير من المدن والقرى، فى ظل ظروف قاسية مصممة لتؤدى إلى وفاة المبعدين وموتهم خلال تلك الرحلات. يقدّر الباحثون أن أعداد الضحايا الأرمن تتراوح ما بين 1 مليون و 1.5 مليون نسمة.
ولم يحدث ذلك للأرمن وحدهم، ولكن لمجموعات عرقية مسيحية أخرى، خلال هذه الفترة كالسريان والكلدان والآشوريين واليونانيين وغيرهم، ويرى عدد من الباحثين أن هذه الأحداث، تعتبر جزءًا من سياسية الإبادة الجماعية التى انتهجتها، ومارستهاالإمبراطورية العثمانية ضد الطوائف المسيحية، بعض تلك المذابح وقع فى منطقتنا العربية، وفى دير الزور فى بلاد الشام التابعة للدولة العثمانية فى ذلك الوقت. حيث نشر صحفى ألمانى صورا لأمهات أرمنيات معلقات على الصليب عاريات، تم صلبهن أثناء الإبادة من قبل الجنود الأتراك. موقع الإعدام كان فى صحراء دير الزور، سوريا. وقتها قام أهالى دير الزور باخفاء أطفال الارمن، ومن استطاع الهرب من المذبحة من البالغين، وكان الدرك التركى يمر ويسأل الاهالى عن الأطفال، وكان أهالى دير الزور ينكرون رؤيتهم، ويدعون أن الاطفال أطفالهم، والأرمن الموجودين بدير الزور الآن، من بقاياهم.
كل نسيه التاريخ العربى، ولكن تاريخهم سجله وفضلا عن هذا فإن الرغبة المحتدمة فى العودة الى الأندلس، دون النظر إلى الأسباب التى أدت إلى طرد العرب منها. كل يؤدى يؤدى إلى اشتعال نيران الغضب، ومحاولة تحجيم تلك الأمة التى يديرها حكامها بعقلية الشيوخ.
كل تلك الأمور دعت المفكرين الأوروبيين إلى التفكير فى طرق عديدة لمحاولة تشتيت شمل الدول العربية، لتتجنب ما يدور فى أذهان شيوخ تلك الأمة من الحلم بالعودة الى الأندلس. وممارسة نفس الجرائم التى إرتكبها أسلافهم، ومما وقر فى الأذهان لدى مفكرى الغرب، أن تلك الجرائم ارتكبت باسم الدين، مما يضفى عليها طابعا طائفيا بغيضا لأجل هذا كانت مؤامرتهم على الدول العربية.