بعد قرار بوتين
أمام سلاح «الغاز الروسى».. هل ينهار الدولار أمام الروبل؟
حرب شرسة يخوضها العالم في الوقت الحالي بسبب ما يحدث بين روسيا وأوكرانيا، أصبح لها جانب اقتصادي قوي يفرض نفسه على المشهد الحالي، إذ يحاول كل طرف اتخاذ قرارات تضمن له الأمن الاقتصادي.
كان آخر تلك القرارات هي إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بيع الغاز والنفط مقابل العملة المحلية وهي الروبل الروسي والتي كانت بمثابة مفاجأة للعديد من الدول التي تعتمد بالأساس على الغاز الروسي.
ويعتبر القرار الروسي بمثابة رد فعل على العقوبات الغربية التي فرضتها الولايات المتحدة، وقال “بوتين” خلال اجتماع للحكومة بثه التلفزيون الروسي: "قررت تطبيق سلسلة من الإجراءات لتحويل الدفعات مقابل إمداداتنا من الغاز إلى الدول غير الصديقة بالروبل الروسي"، مانحًا المصرف المركزي الروسي مهلة أسبوع لتطبيق تلك التغييرات، وإيجاد طريقة لتحويل تلك الدفعات بعيدا عن العملات الأخرى.
وبعد إعلان بوتين، قفز سعر الروبل مقابل الدولار بنسبة 8.27 %، للمرة الأولى في نحو 3 أسابيع، ليتراجع سعر صرف الدولار في ختام تعاملات الأربعاء، دون مستوى 95 روبل، تزامنًا مع العقوبات الأمريكية والأوروبية على الاقتصاد الروسي، الأمر الذي تسبب في انهيار حاد في قيمة الروبل مقابل العملات الأجنبية.
ويرى خبراء الاقتصاد أن ذلك القرار سيعمل على تعزيز قيمة الروبل الروسي مقابل باقي العملات الأخرى، ويجبر العديد من دول العالم على البحث عن الروبل الروسي من أجل احتياطي الغاز الطبيعي الذي تمتلكه روسيا، إذ أنه لم يمر عليه سوى 24 ساعة وبدأت تداعيات القرار في الظهور خلال الساعات القليلة الماضية.
ومن جانبه، قال الخبير الاقتصادي أحمد علي، إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعزز من قيمة العملة الروسية بشكل كبير، وذلك لأن روسيا تمتلك الحصة الأكبر من احتياطي العالم من الغاز الطبيعي، والعالم كله يعتمد على الغاز الروسي بشكل كبير.
وأضاف أنه في حال ربط الحصول على الغاز الروسي بالدفع بالعملة الروسية “الروبل”، فإن ذلك سيزيد من حجم الطلب على العملة الروسية ويرفع عملتها بشكل كبير وسط باقي العملات الأخرى على مستوى العالم.
وتابع: "ومن تبعات القرار أيضًا أن يكون هناك تكالب دولي خاصة من الدول التي تستورد جزء كبير من احتياجاتها للغاز من روسيا وهي تتعامل بالدولار ولكن بعد قرار بوتين سيتم التعامل بالروبل الروسي ما يعزز قيمته في حركة التجارة العالمية ويفقد الدولار قيمته".
وأكمل: "دول الاتحاد الأوروبي تعتمد في احتياجاتها من الغاز على روسيا وبالتالي سيفرض عليها التعامل بالروبل الروسي بدلًا من اليورو مما يؤثر على قيمته على مستوى العالم".
ويرى الخبير الاقتصادي أن ما يحدث يعد نوعًا من أشكال فرض السيطرة الاقتصادية والهيمنة وتحويل الروبل الروسي ليكون أهم عملة حالية معتمد على أن روسيا تتحكم في جزء كبير من احتياطي الغاز الطبيعي على مستوى العالم.
وفي سياق متصل، فقد ارتفعت أسعار النفط إذ وصل سعر برنت إلى 122.24 دولار للبرميل، والخام الأمريكي إلى 115.18 دولار، وتراجع سعر صرف الدولار اليوم أمام الروبل، بنسبة 8.27% لتصبح قيمته 94.9875 روبل، وذلك للمرة الأولى منذ نحو 3 أسابيع، فيما هبط اليورو إلى مستوى 110 روبل، بحسب بيانات بورصة موسكو، حسبما نقلت شبكة روسيا اليوم الإخبارية.
وضمن تداعيات قرار بيع الغاز الروسي لأوروبا بالروبل، ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، خلال تعاملات الأربعاء، وتجاوز سعر الغاز الطبيعي في أوروبا، خلال تعاملات اليوم الأربعاء، مستوى 1500 دولار لكل ألف متر مكعب، لأول مرة منذ أوائل مارس.