فتاوى الكراهية فى الفالنتَين
حتى الفالنتين لم يسلم من فتاوى الدعاة الجدد المتأسلمين الذين طلعوا علينا بهجوم مكثف عليه، إذ انهمرت علينا فتاوى لدعاة التطرف والعنف والفتن بتحريم الحب وتحريم الاحتفال بهذا العيد الذى تحتفل به معظم دول العالم.
ويكون هذا اليوم 14 فبراير من كل عام مناسبة جميلة لإعلاء قيمه الحب، وتبادل الورود والشيكولاتة والهدايا الرمزية الحمراء بين المحبين والعشاق، بل يكون فرصة مواتية لتجديد الشعور به بين الأزواج وبين أفراد الأسرة الواحدة، أما الفتاوى المتشددة التى انهمرت فهى غريبة علينا كمجتمع مصرى هو أصل الحضارة والفنون والاحتفالات، حيث أصبح كل من هب ودب يطلق على نفسه لقب داعية دينى ليعلن لنا أشكالاً غريبة من الفتاوى التى تحض على الكراهية، التى هى من أهداف الإخوان المتأسلمين لتفرقة المجتمع وبث الفتن بين الناس وبين المسلم والمسيحى، وذلك كجزء من تفتيت أواصر المجتمع ومقدمة لتقسيم مصر إلى 5 أجزاء وفقًا للمخطط الدولى.وبالرغم من أن هناك فتاوى خرجت علينا تحرم الاحتفال بعيد الحب، إلا أن بعض الشيوخ أجازوا الاحتفال به.. فمثلا الدكتورة آمنة نصير - أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بالأزهر - وهى سيدة تفسر الدين الإسلامى باعتدال ووسطية، رفضت تحريم عيد الحب، وقالت إن من يصدرون تلك الفتاوى لا يعرفون إلا القسوة والعنف والتشدد والتطرف، وهى صفات لا يقرها شرع ولا دين.وفى النهاية انتصر عيد الحب على كل فتاوى الكراهية، فقد امتلأت الشوارع باللون الأحمر الذى صبغ فتارين المحلات، والهدايا الخاصة بعيد الحب، أو الفالنتين.والفالنتين هو عيد ينسب للقديس فالنتين الذى أعدمه أحد الأباطرة الرومان فى القرن الثانى بعد الميلاد، لأنه كان يزوج الشباب المحبين سراً من بعضهم البعض، رغم إصدار الإمبراطور قانونًا يحرم زواج الشباب حتى يضمن التحاقهم بالجيش الرومانى فيزداد عدده، وتتضاعف انتصاراته، وتحول القديس فالنتين إلى أسطورة تتناقلها الأجيال، وتتطور الاحتفال شيئًا فشيئًا، حتى أصبح عيدًا عالميًا فى ١٤ فبراير، وتم ابتكار بطاقات المعايدة منذ منتصف القرن الـ ١٩، وانتقل من أوروبا الى أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، وإلى آسيا، ففى أمريكا الجنوبية يعرف باسم عيد الحب والصداقة، بينما فى آسيا يعتبر سكان سنغافورة والصين وكوريا الشمالية الأكثر إنفاقًا للهدايا فى عيد الحب. وفى مصر أضاف المصريون هذا العام إلى الاحتفال بعيد الحب التعبير عن حب مصر، فعلقوا صور السيسى، ورفعوا العلم المصرى فى واجهات المحلات، وبهذا انتصر الشعب المصرى للحياة فى مواجهة الموت، وانتصروا للحب فى مواجهة الكراهية، وإننى أعتقد أن دعم الشعب المصرى للحب الرومانسى، والإقبال على الاحتفال به هو من صفات المصريين منذ فجر الدولة المصرية القديمة، فلا ننسى أن قصة حب وإخلاص إيزيس لأوزوريس هى أبلغ مثال على أن مشاعر الحب متأصلة فى تاريخ الشعب المصرى، ولن تلبث دعاوى الكراهية أن تذهب أدراج الرياح أمام هذا السيل المنهمر من الرسائل المتبادلة بين المصريين فى عيد الحب، وعلى صفحات التواصل الاجتماعى.وكل عيد حب والشعب المصرى بخير، ومصر بخير ما دام فيها شعب يرفض بث الكراهية والفتنة والإرهاب.
هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.