المخرجة منال إبراهيم: معرض «مَرِّينا» يوثق مسرح جيل التسعينيات ويُعرّف الأجيال الجديدة بنجومه
منال إبراهيم مخرجة مسرحية من جيل التسعينيات، شاركت كمخرجة منفذة فى عروض تعد علامات فى طريق المسرح المصرى، ويعد وجودها بالعروض ضمانة لانضباط وجودة العرض، قدمت منال إبراهيم كمخرجة مسرحية حوالى ٣ عروض مسرحية، كان أشهرها «فات الميعاد» الذى قُدم بمركز الهناجر للفنون ٢٠٠١. وعقب زيارة «الدستور» معرض «مرينا»، الذى تقيمه منال إبراهيم، المقام بجاليرى «التخشينة» بمعهد جوته بشارع البستان، الممتد حتى ١٧ مارس.. كان لنا معها هذا الحوار.
■ فى حوار سابق بيننا أخبرتينى بأن المسرح ابتلعك.. أتذكرين كيف جذبك «أبوالفنون»؟
- فى فترة الجامعة ذهبت لمشاهدة مسرحية «كاسك يا وطن» على مسرح الجامعة، وكان المسرح مزدحمًا جدًا، ومن وقتها لم أترك المسرح، كوّنت فرقة مع بعض الزملاء وشاركت ممثلة فى مسرحيتين: «ليلة القتلة»، و«مكان مع الخنازير»، كنت أشعر بأننى ما زلت فى رحلة ممتدة لاكتشاف الذات، فعملت مساعدة للإخراج مع انتصار عبدالفتاح فى عرض «الدربكة». وعدت للتمثيل مع صالح سعد فى «ماكبث»، وحين علّقت الدكتورة نهاد صليحة على أدائى وقتها قائلة إننى أركز مع كل ما يحدث على الخشبة أكثر من الدور، تركت الدور وأدركت أن لى ميولًا أخرى فى المسرح، وأكملت عملى فى ذات العرض «منفذة إخراج»، وبعد ١٩٩٤ اتجهت للإخراج وأكملت فى هذا المسار.
■ لماذا لم تواصلى المحاولة وتتشبثى بحقك؟
- حاولت حينما كانت هناك بيئة تناسبنى، ربما لو كنتُ تركيبة إنسانية أخرى لا تمل من التكرار والإلحاح وليست لدىّ مشكلة مع التأجيلات والرفض، لحاولت مرة أخرى.. لكن للأسف لا أملك هذه القدرات.
وفى ٢٠٠٥ عقب حريق مسرح بنى سويف توقفت تمامًا ولم أستطع دخول المسرح فترة طويلة، وفى فترة ثورة ٢٥ يناير رأيت الجماهير المصرية تعبّر مسرحيًا عن احتجاجها، فشعرت بأن الشارع قد تجاوزنا وأنه لا بد أن تكون لدىّ فكرة فارقة لأقدمها لهذا الجمهور.
■ حدثينا عن فكرة إقامة هذا المعرض؟
- فى البداية، كنت أريد تأليف كتاب عن فترة مهرجانات المسرح الحر فى أوائل التسعينيات، لكن اكتشفت أننى لا أملك مادة كافية، ووجدت أن لدىّ بعض الصور التى تستحق العرض، ففكرت فى المعرض ليكون بمثابة باب يُفتح لتشجيع الناس على محاكاته والبحث فى مقتنياتهم وعرضها، «وشوية شوية نستكمل المادة بتاعتنا».
وهدفى من المعرض التوثيق، لكن لأن المادة غير كافية أصبحت أستهدف تحفيز الفنانين على عرض موادهم، وهناك هدف عاطفى هو التذكير بمن رحلوا وبأدوارهم، «فى مرة قابلت مسرحى شاب ومعتقد إنه أول حد يقدم مسرح جسدى.. فحبيت أشرح له إن كان فيه فنان اسمه منصور محمد كان بيشتغل على النوع ده من المسرح». من المهم أن نشاور للأجيال القادمة ونشرح لهم تاريخنا، لقد رأيت شبابًا يتماهون مع صور المعرض.
■ لماذا فترة التسعينيات تحديدًا.. هل يعتبر ذلك انحيازًا لجيلك؟
- هذه الفترة كانت مهمة جدًا وثرية بشكل غير عادى، تحتوى على تنوع رهيب فى التيارات الفنية والمناهج.. فى هذه الفترة توّلد شكل جديد للمسرح وحساسية جديدة، الجيل كان مختلفًا ومتمردًا على السائد، «عشان كده عمل حاجة مختلفة».
■ ما رؤيتكِ فى ترتيب الصور داخل المعرض؟
- كنت أحاول صناعة شيئين، تغطية أكبر عدد من التجارب مع التركيز على إنجاز المستقلين وإظهار جمالياتها، وتكريم من رحلوا وإظهار أعمالهم، وساعدنى فى ذلك الصديق مصمم الديكور محمود حنفى.
■ نظمتِ عددًا من اللقاءات خلال المعرض.. ما دورها؟
- كشكل من أشكال التوثيق، نظمت ٥ لقاءات: مع المخرج هانى المتناوى ليحدثنا عن تجربة «محمد أبوالسعود»، ومع عفت يحيى، وعرضت خلاله تجربة فرقة «القافلة»، خاصة أنهم سيحتفلون بمرور ٣٠ عامًا على نشأتها، ولقاء مع طارق سعيد للحديث عن فرقته «الضوء» وعن بدايات الفرق الحرة، ولقاء مع أحمد مختار حول تجربته والتأثيرات البصرية الذى كان يحققها بإمكانات بسيطة، واللقاء الأخير كان مع حسن الجريتلى حول تجربة فرقة «الورشة» التى جمعت بين الأقدمية والاستمرارية، وأتوقع أن نختتم المعرض بلقاء أخير سيكون مفاجأة.
■ ما خططكِ المقبلة بشأن المعرض؟
- أتمنى التجوال بالمعرض فى المحافظات والجامعات، وإذا توافرت مادة كافية أتمنى إقامة أكثر من معرض، وعرض المادة الجديدة باستخدام آليات عرض مختلفة.