الكنائس الغربية والكاثوليكية بمصر تحتفل برجل الله وثيوفيلكتوس
تحتفل الكنيسة اللاتينية في مصر بحلول الثلاثاء الأوّل من الزمن الأربعينيّ، وتذكار اختياريّ للقدّيس يوحنّا رجل الله، الراهب الذي وُلِد عام 1495 في البرتغال.
وبعد أن قضى في الجندية حياةً مليئةً بالأخطار، اختار "النصيب الافضل"، وكرّس نفسه لخدمة المرضى. أسّس مِصحًّا في غرناطة في اسبانيا. ثم ضمِّ إليه رفقاء آخرين، أنشأوا فيما بعد "رهبنة المستشفيات للقديس يوحنا عبدالله". اشتهر بمحبته للمحتاجين والمرضى. تُوُفيَ في المدينة نفسها عام 1550.
بينما تحتفل الكنيسة المارونية بحلول الثلاثاء الثاني من الصوم الكبير، وتحتفل كنيسة الروم الملكيين بحلول ثلاثاء الأسبوع الثاني من الصوم، وتذكار القديس البار ثيوفيلكتوس المعترف رئيس أساقفة نيكوميذية ورسمه البطريرك تاراسيوس متروبوليتاً لمدينة نيكوميذية. ثم نفاه الإمبراطور لاون الأرمني محطم الأيقونات سنة 815 لتمسكه بالإيمان القويم.
وانتقل إلى الله سنة 845 في منفاه بعد ثلاثين سنة قضاها في العذاب. في عهد البطريرك متوديوس (843-847) نقل رفاته من المنفى إلى مدينة نيكوميذية. وكان السلام قد عاد إلى الكنيسة وانتصر التعليم القويم.
وتدلي الكنيسة بعظة بهذه المناسبات تقول فيها: "ورأَى اللهُ جَميعَ ما صَنَعَه فاذا هو حَسَنٌ جِدًّا... واَستَراحَ في اليَومِ السَّابِعِ من كُلِّ عَمَلِه الَّذي عَمِلَه" نحن نرى أنّ أعمال الله حسنة، وسنرى راحته بعد أعمالنا إن كانت حسنة. كدليل عن هذه الراحة، فُرِضَ على العبرانييّن التقيّد بالرّاحة يوم السبت. لكنّهم كانوا يمارسونها بطريقة ماديّة جدًّا إلى حدّ أنّهم أدانوا ربّنا حين رأوه يحقّق خلاصنا في هذا اليوم. هذا ما جعلهم يستحقّون هذا الجواب الحقّ: "إِنَّ أَبي ما يَزالُ يَعمَل، وأَنا أَعملُ أَيضاً" ليس من خلال حكم البشريّة كلّها معه فحسب، لكن أيضًا من خلال تحقيق خلاصنا.
لكن حين بانت النعمة لنا، أُعفي المؤمنون من التقيّد بيوم السبت الذي كان يتضمّن الراحة ليوم واحد. الآن، وبفضل النعمة، يعيش المسيحي سبتًا دائمًا، إن كان كلّ ما يقوم به من الأعمال الحسنة هو على أمل الراحة المستقبليّة، وإن لم يمجّد نفسه على أعماله الحسنة وكأنّها كانت من صنعه وليست أمرًا تلقّاه. من خلال التصرّف على هذا النحو ومن خلال تلقّي واعتبار سرّ العماد كيوم سبت، أي كراحة الربّ في قبره، هو يستريح من أعماله السابقة، ويمشي على دروب حياة جديدة، ويدرك أنّ الله يعمل فيه، الله الذي في آنٍ معًا يعمل فيه باعتبار أنّه يحكم مخلوقاته كما يجب، ويرتاح باعتبار أنّه يمتلك في داخله الطمأنينة الأبديّة.
لم يتعب الله حين خلق، ولم يشعر بالارتياح حين توقّف عن الخلق؛ لكن من خلال لغة الكتاب المقدّس، أراد أن ينمّي فينا الرغبة في راحته هو أراد أن يقدّس هذا اليوم... وكأنّه، حتّى بالنسبة إليه هو الذي لا يتعب في العمل، كان هنالك قيمة للراحة أكثر من العمل. هذا ما علّمنا إيّاه الإنجيل حين قال المخلّص إنّ مريم، حين جلست عند قدميّ الربّ تستمع إلى كلامه، اختارت النصيب الأفضل أكثر من مرتا، حتّى لو كانت هذه الأخيرة مشغولة بأمور كثيرة من الخدمة