حقوق الإنسان: العالم العربي يعاني كثيرًا بسبب ما تم في العشر سنوات الأخيرة
قال رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان في الجزائر الدكتور عبد المجيد زعلاني، إن الشبكة العربية تعمل على مستويين الأول نشاطات وورش عمل واجتماعات مشتركة خاصة بدولة معينة، والثاني نشاطات وورش عمل واجتماعات تخص كل المؤسسات الوطنية الأعضاء في الشبكة العربية مثل هذا المؤتمر الذي عقد بالقاهرة.
واعتبر زعلاني - في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)، على هامش مشاركته في مؤتمر الشبكة العربية لحقوق الإنسان بالقاهرة - أن العالم العربي يعاني كثيرًا بسبب ما تم في العشر سنوات الأخيرة، وقال "حقوق الإنسان لقيت صعوبات وعقبات كثيرة نظرا لحدوث ثورات وحركات يفترض فيها أن تأتي بمزيد من المكاسب لحقوق الإنسان لكن يبدو لي أنها كانت سببًا أحيانًا في انتكاستها".
وأضاف "المسيرات التي صاحبت تلك الثورات كان هدفها نبيلا لكن الذي وصلت إليه نسبيا لم يكن أحيانا في مستوى الآمال والطموحات بسبب أخطاء في بعض الممارسات ولكن الحصيلة على الأقل في الجزائر كانت إيجابية فمن جهة كانت هناك مسيرات سلمية لا مثيل لها في التاريخ ولم ترق فيها قطرة دماء واحدة، وقد دامت لأزيد من سنة كاملة، ومن جهة أخرى وإن كانت التغييرات التي تبعت هذه المسيرات في نهاية المطاف لم تحظ بإجماع كل من شاركوا في المسيرات".
وأشار إلى أنه ربما هناك من يرى أنها لم تكن في مستوى التطلعات ولكنها بالتأكيد كانت خطوة في الطريق الصحيح لأنها أوجدت مناخا إيجابيا وفضاء أوسع لحقوق الإنسان والمؤسسات وقد تكرس ذلك في الدستور الجديد لسنة 2020، والذي تضمن مساحات أوسع لحقوق الإنسان وأضاف حقوقا جديدة وآليات أكثر مرونة من شأنها ضمان التنفيذ الفعلي لما جاء في النصوص.
وضرب مثالا بالتغييرات المتعلقة بنظام إنشاء الجمعيات أو تنظيم المسيرات الذي كان يحتاج موافقة حكومية لكن الآن يكفي الإعلان والتصريح وإخطار السلطات بإنشاء الجمعية أو تنظيم المسيرة.
وقال "في اعتقادي الأمر يحتاج إلى وقت لانضاج الأفكار والممارسات المتعلقة بحقوق الإنسان لأن شعوبنا لم تتعود بعد على هذا الأمر فالعالم العربي في بداية الطريق لاختيار النموذج الديمقراطي الذي يتبعه ليوصلنا إلى نتائج ديمقراطية مثل حرية التعبير المفيدة التي تقدم مزيدا من الحرية والتنمية والتقدم وليس مجرد حرية غير مسؤولة".