العائدون من أوكرانيا.. طلاب: مصر لم تتركنا لحظة.. والدولة تحملت تكاليف سفرنا كاملة
مجهودات حثيثة بذلتها أجهزة الدولة المعنية لإعادة الطلاب المصريين الموجودين فى أوكرانيا، على خلفية العملية العسكرية التى تنفذها روسيا هناك، منذ أكثر من أسبوع، وعلى رأسها وزارات الخارجية والهجرة والطيران المدنى.
وتنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، توجهت طائرة مصرية إلى رومانيا، لإعادة عدد من الطلاب المصريين فى أوكرانيا، الذين نجحوا فى عبور الحدود إلى بوخارست، وتمت إعادتهم بالفعل، وتتواصل الجهود لإعادة البقية. «الدستور» التقت عددًا من هؤلاء الطلاب، للحديث عما عاشوه من أجواء مخيفة فى ظل القصف، وكيف ساعدتهم الدولة المصرية، بداية من التواصل معهم وطمأنتهم، مرورًا بكل إجراءات عبورهم إلى الدول المجاورة ومنها إلى مصر.
محمد عويضة: السفارة وفّرت لنا فنادق مميزة فى رومانيا
قال محمد عويضة، ابن محافظة المنوفية، إنه كان يسكن فى إحدى المدن غرب أوكرانيا، على مقربة من الجامعة التى يدرس بها، وقبل بدء العملية العسكرية الروسية، رصد وجود «حالة غريبة» فى شوارع البلد الأوروبى، وكأن هناك حالة استعداد للحرب، مشيرًا إلى أن أبرز مشاهد هذه الحالة كان نفاد عدة سلع أساسية من المتاجر. وأضاف: «فى صباح اليوم الذى بدأت فيه العملية العسكرية، قررت أن أغادر رفقة مجموعة من أصدقائى، وبالفعل تمكنا من مغادرة البلاد إلى رومانيا المجاورة، بمساعدة السفارتين المصريتين فى كييف وبوخارست». وواصل: «بعد يوم كامل من الترتيبات على الحدود، دخلت أنا وأصدقائى إلى رومانيا، وهناك تم استقبالنا استقبالًا جيدًا جدًا، وتوفير أماكن لنا فى عدة فنادق مميزة، حتى تم نقلنا إلى القاهرة بالفعل بمساعدة من السفارة المصرية، التى كانت على تواصل دائم ومستمر للاطمئنان على أبنائها»، موجهًا الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، وجميع العاملين بالسفارات المصرية المعنية، على جهودهم لإعادة المصريين إلى أرض الوطن.
محمد حاتم العلكى:الحرب اندلعت فجأة.. وشكرًا لبلدنا
قال محمد حاتم العلكى، ٢٢ عامًا، الطالب بإحدى كليات الطب بأوكرانيا، إن الحرب اندلعت فجأة.
وأضاف: «استيقظنا فجر الخميس قبل الماضى على صوت انفجار وإطلاق الصواريخ واستمر القصف على المدينة المقيمين بها حتى ١٢ ظهرًا من اليوم نفسه، والحمدلله لم تقع أى إصابات أو خسائر بين الطلاب المصريين، وبدعم جهود الدولة المصرية استطعنا العودة إلى أرض وطننا الغالى».
سيد عبدالدايم: أوشكنا على الموت وسافرنا 34 ساعة متواصلة بحثًا عن الأمان
أوضح سيد عبدالدايم، ابن قرية المنصورية، التابعة لمركز دراو بمحافظة أسوان، الذى يدرس بالفرقة الثالثة بكلية الطب جامعة خاركوف فى أوكرانيا، أن الحرب الحالية بدأت بمناوشات بين روسيا وأوكرانيا، وهو أمر لم يعره وزملاؤه اهتمامًا وقتها، لأن المناوشات كانت محدودة، وكان تركيزهم منصبًا على الدراسة فقط.
وأضاف: «بعد اندلاع الحرب ودخول القوات الروسية إلى المدينة التى نقيم بها اضطررنا لدخول الملاجئ والمبيت فى محطات مترو الأنفاق تحت الأرض لعدم التعرض للقصف، وذلك بناءً على توجيهات السفارة المصرية، والمسئولين فى مصر، واستمعنا لنصائحهم بضرورة السفر إلى الحدود للعودة إلى الوطن».
وتابع: «عانينا من القلق الشديد، وأهلنا أيضًا كانوا فى حالة خوف وقلق شديدين، نتيجة متابعتهم الدائمة الأخبار، لكن رغم المخاطر التى مررنا بها كنا نطمئن أهلنا ولا نصف الأوضاع الحقيقية، لأن ما يذاع لا ينقل الصورة الكاملة، وقد عشنا لحظات صعبة، وكنا على وشك الموت فعلًا، خاصة فى الدقائق التى كنا ننتقل فيها من المنزل الذى نقيم به إلى محطة القطار».
واستطرد: «مع تطور الأوضاع استدعى الأمر التحرك السريع من أقصى الشرق الأوكرانى إلى الغرب وعبور الحدود الرومانية، بناء على نصيحة المسئولين المصريين، وتركنا كل شىء ونجونا بأنفسنا فقط، وتحركنا فى مجموعة مكونة من ٣٥ طالبًا، وانتقلنا جميعًا من الشرق الأوكرانى إلى مدينة لفيف فى الغرب عن طريق القطار، واستغرقت الرحلة أكثر من ١٦ ساعة».
وأردف: «عانينا خلال هذه الرحلة الطويل من الفزع والرعب، كما انتظرنا ٦ ساعات عند الحدود الأوكرانية الرومانية، وبعدها احتجنا ١٢ ساعة أخرى للانتقال من الحدود إلى العاصمة بوخارست، أى أن إجمالى الرحلة وصل إلى ٣٤ ساعة متواصلة».
داليا الداخلى: «الهجرة» تواصلت معنا منذ بداية الأزمة
عاشت داليا الداخلى، ابنة قرية «طليا» التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، ساعات من الرعب فى أوكرانيا، على وقع أصوات القصف المستمر، فى ظل وجودها هناك لدراسة الطب، داخل جامعة «كارازينا» فى مدينة خاركوف. وأكدت «داليا» أنها استيقظت على أصوات القصف الروسى المفاجئ، وصافرات الإنذار التى بدأت تدوى فى كل مكان، فجر الخميس قبل الماضى، لتعيش هى وزميلاتها أجواء من الرعب، بسبب الحرب والقصف الذى طال المبنى المجاور للسكن الخاص بهن.
وأضافت: «كنا نختبئ تحت المكاتب فى السكن الخاص بنا، للاحتماء من الغارات وأصوات القصف، التى استمرت ٥ أيام كاملة، عشتها أنا وصديقاتى فى ذعر ورعب شديدين، حتى جاءت لنا التعليمات بالعودة إلى مصر».
وواصلت: «فى هذه الأثناء لم يكن لدينا أى نقود أنا وزميلاتى، لتوقف ماكينات الصراف الآلى فى الشوارع، ووسط صعوبة مغادرة المنازل من الأساس، لكن منذ الساعات الأولى للقصف، تواصلت معنا السفارة المصرية فى أوكرانيا، والسفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج، لطمأنتنا ومحاولة إخراجنا من أجواء الرعب التى عشناها»، مشيرة إلى أن «كل تكاليف السفر كانت على حساب الدولة المصرية».
عنان عزت: مش مصدقة إنى رجعت وسط أهلى
كشفت عنان عزت، الطالبة بالفرقة الخامسة بكلية الطب البشرى جامعة دنيبرو بأوكرانيا، عن أنها سعيدة لوجودها وسط أهلها بعد الأيام العصيبة التى عاشتها فى أعقاب الغزو الروسى لأوكرانيا، مضيفة: «حتى هذه اللحظة لا أستوعب وصولى للقاهرة وتواجدى وسط أهلى».
وأوضحت «عنان» أن الخارجية المصرية والسفارة المصرية فى أوكرانيا كانتا على تواصل مستمر بالطلاب المصريين حتى الوصول إلى مطار القاهرة الدولى.
وأشارت إلى أنها كانت على تواصل دائم مع أسرتها خلال تلك الأحداث.
محمد الشريف: الشعب الرومانى وفر لنا الطعام والشراب وخطوط اتصالات
أكد محمد الشريف، ٢٠ عامًا، أحد الطلاب العائدين من أوكرانيا، حيث كان يدرس الطب، أنه تواصل مع شركة نقل أثناء وجوده فى أوكرانيا لنقله على حدود رومانيا مع زملائه، وطلبت ما يعادل ١٠٠ ألف جنيه مصرى لنقلهم إلى الحدود مع رومانيا. وأضاف: «جمعت مع زملائى المبلغ، وقطعنا طريقًا طويلًا لمدة ٢٠ ساعة، واجتزنا أكثر من تمركز للجيش الأوكرانى بتنسيق مع الخارجية المصرية، وعند الوصول إلى رومانيا واجهتنا بعض المشكلات أثناء المرور، إلا أن السفارة تدخلت وساعدتنا لنتمكن من الدخول إلى رومانيا».
وأوضح «الشريف»، أن الشعب الرومانى كان ودودًا معهم ووفروا لهم الطعام والشراب، إضافة إلى خطوط اتصالات مزودة بالإنترنت، وقدم لهم كل الدعم والعون. وأشار إلى أن السفارة المصرية هناك وفرت سيارة له وزملائه لنقلهم إلى مطار «بوخارست» فى رومانيا حتى وصلت الطائرة الخاصة التى أرسلها الرئيس عبدالفتاح السيسى لتقلهم إلى مطار القاهرة.
تسنيم محمد:«النيران» كانت قريبة من قطار الهروب
تسنيم محمد، طالبة مصرية بأوكرانيا، تقول إن رحلة هروبها من الحرب، السبت الماضى، بدأت بفشل كبير، لكنها تمكنت فى النهاية من النجاة.
وأوضحت «تسنيم»: «كنا فى خاركيف، وتحركنا يوم السبت، وفوجئنا بعدم وجود وسائل مواصلات، فعدنا للبيت بسبب حلول وقت الحظر، وفى اليوم التالى توجهنا لمحطة القطار».
وتابعت: «الشرطة الأوكرانية لم تسمح بصعودنا إلى القطار، وقالوا إن القطارات مخصصة للأوكرانيين فقط.. واضطررنا للانتظار فى المحطة ٥ ساعات كاملة، ثم ركبنا القطار المتجه إلى كييف، فى الثانية والنصف ظهرًا، وبدأنا نسمع صوت القصف وصافرات الإنذار والقطار يتحرك، فاضطر السائق لمتابعة طريقه إلى لفيف، ووصل فى اليوم التالى فى السادسة مساءً.. وهناك انتظرنا حافلات ستنقلنا إلى رومانيا».
وأضافت: «وصلنا إلى رومانيا بعد ٧ ساعات، ولم نصادف أى صعوبات هناك».
وأشارت إلى أنهم انطلقوا فى رحلتهم إلى العاصمة بعد يوم كامل، فى العاشرة صباحًا، وتوجهوا مباشرة نحو السفارة المصرية، وسجلوا بياناتهم، ثم توجهوا مباشرة نحو المطار إلى طائرة الإجلاء التى أوصلتهم إلى أرض الوطن.
محمد على: سمعت أول قذيفة أثناء المحاضرة
محمد على، ٢١ عامًا، طالب مصرى فى الفرقة الثالثة بكلية الطب بجامعة خاركيف، يقول إنه قرر حينما بدأت الحرب أن يظل فى أوكرانيا، حفاظًا على مستقبله الدراسى، وبدأ يمهد نفسه للدراسة أونلاين.. لكن حينما رأى أساتذة الجامعات يهربون للحدود، أدرك أن الأمر أصبح شديد الخطورة، وقرر العودة للوطن.
وأضاف: «أول قذيفة سمعت صوتها وأنا أشاهد محاضرة أونلاين، وقبل ذلك بأيام كنت أتابع تفاقم الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وبدأت الحكومة هناك تحذر المواطنين وتبلغهم بأن البلاد ستتعرض لهجوم»، وتابعت: «كانت الكلمات تذاع باستمرار فى الإذاعات المحلية، حتى قررت المدارس والجامعات استئناف الدراسة عبر الإنترنت».