نحو حرب عالمية ثالثة.. كواليس 7 أيام من الاجتياح الروسي لأوكرانيا
استمرت العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا اليوم الأربعاء، لليوم السابع على التوالي، حيث أعلن الجيش الأوكراني أن قوات روسية محمولة جوًا نفّذت أمس عمليات إنزال في خاركيف شرقي البلاد، مؤكدًا أنّ قواته تخوض قتالًا ضاريًا في ثاني كبرى مدن البلاد، في اليوم السابع الاجتياح الروسي لأوكرانيا.
وترصد «الدستور» في التقرير التالي تفاصيل أحداث الحرب على مدار الـ7 أيام الماضية:
اليوم السابع
قال الجيش الأوكراني، في بيان لع اليوم الأربعاء، عبر تطبيق “تليجرام” إن قوات روسية هبطت في خاركيف وهاجمت مستشفى محليًا، وهناك قتال يدور الآن بين الغزاة و الأوكرانيين.
وتقع خاركيف مدينة في شرق أوكرانيا قرب الحدود مع روسيا ويبلغ عدد سكّانها 1.4 مليون نسمة، غالبيتهم ينطقون بالروسية.
واستهدفت القوات الروسية المدينة بقصف عنيف خلّف ما لا يقلّ عن 10 قتلى وأكثر من 20 جريحًا، بحسب السلطات المحلية.
ونقلت وسائل إعلام أوكرانية عن رئيس بلدية ماريوبول، المدينة المرفئية المطلّة على بحر آزوف، أنّ أكثر من 100 شخص أصيبوا بجروح من جرّاء القصف الروسي.
أمّا “خيرسون” التي كانت القوات الروسية تسيطر على مداخلها فقد شهدت خلال الليل تقدّمًا للقوات المهاجمة التي أصبحت تسيطر على محطة السكة الحديد وميناء المدينة، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية عن رئيس بلدية المدينة إيجور كوليخاييف.
وفي “بورودينكا” التي تبعد حوالي 50 كم من كييف، دمّرت ضربات جوية روسية مبنيين سكنيين، الثلاثاء، وفقًا للنائبة الأولى لوزير الخارجية الأوكراني أمينة جباروفا التي نشرت مقطع فيديو ظهر فيهما المبنيان وقد دمّرا جزئيًا والنيران تندلع منهما.
ومن جانبها أفادت شبكة "سي إن إن" الأمريكية ، بأن روسيا ربما سيطرت على وسط مدينة خيرسون جنوب أوكرانيا، مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا يومه السابع.
وذكرت الشبكة أنها حصلت على لقطات مصورة تظهر آليات عسكرية روسية بالمدينة، وتمكنت من تحديد الموقع الجغرافي، والتحقق من صحتها.
وقالت إن هذه اللقطات تظهر آليات عسكرية روسية شمال خيرسون، ومركبات عسكرية روسية متوقفة في ميدان “سفوبودي” وسط المدينة حيث يقع مبنى الإدارة الإقليمية.
وأوضحت أن الأوضاع تشير إلى أن الروس يتحركون في جميع أنحاء خيرسون، دون عوائق على ما يبدو، كما أن القوات الروسية من القرم تقدمت وأقامت معبراً عبر نهر دنيبر.
وأكد عمدة مدينة خيرسون الأوكرانية، أن القوات الروسية سيطرت على الميناء النهري ومحطة السكك الحديدية في خيرسون.
لافروف: روسيا لن تسمح بامتلاك أوكرانيا لأسلحة دمار شامل
ومن جهته، قال وزير الخارجية الروسي" سيرجي لافروف" اليوم الأربعاء، في تصريحات لقناة الجزيرة، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام روسية، إن روسيا لن تسمح لأوكرانيا بالحصول على أسلحة نووية، وتابع: الوفد الأوكراني يعمل على تأجيل المفاوضات وتأخيرها بإيعاز من واشنطن.
وأضاف، أن روسيا لا يمكن عزلها ولديها أصدقاء كثر وأضاف: ينبغي على السلطة في كييف أن تراعي مصالح كل القوميات التي تعيش في البلاد، مشيرًا إلى أن روسيا لن تسمح لأوكرانيا بالحصول على أسلحة نووية.
وحول القرم، قال إنها جزء من روسيا وهذا غير قابل للنقاش، مضيفًا أنه إذا اشتعل فتيل الحرب العالمية الثالثة فستكون نووية ومدمّرة وتابع: لن نسمح لأوكرانيا بالحصول على أسلحة نووية .
بايدن: روسيا ستدفع ثمن الحرب على المدى البعيد
وفي السياق ذاته، ألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن خطابا فجر اليوم الاربعاء، أمام الكونجرس الأمريكي، أعلن فيه إغلاق الأجواء الأمريكية أمام الطائرات الروسية"، وهي الخطوة التي سبقته فيها كندا ودول الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن واشنطن وحلفائها يفرضون عقوبات قاسية على موسكو، معتبرًا أن روسيا ستدفع ثمن الحرب على المدى البعيد.
قال بايدن في خطابه: إن الغرب كان مستعدًا للهجوم "غير المبرر" و"المتعمد" من جانب روسيا على أوكرانيا، مؤكدا أنه لن يرسل قوات للقتال ضد روسيا، بل تذهب لأوروبا للوقوف مع حلفائنا في الناتو".
وقال بايدن، إن بوتين اعتقد أن الغرب وحلف الناتو لن يردوا على الغزو الروسي لأوكرانيا وكان يعتقد أنه يمكن أن يقسمنا هنا في الوطن، لقد كان مخطئا، وكنا مستعدين.
وقال بايدن في خطابه:" موسكو الآن باتت معزول عن العالم أكثر من أي وقت مضى، والعالم الحر يحاسبها، مشيرًا إلى أن الرئيس الروسي، سعى قبل 6 أيام، إلى زعزعة أسس استقرار العالم الحر، "ولكنه أخطأ في تقديره بشكل سيئ".
كما توجه بايدن بالشكر والثناء على الشجاعة والبسالة التي تحلى بها الأوكرانيين معتبرًا انها ألهمت العالم مؤكدا على مساندة الولايات المتحدة الشعب الأوكراني، و مهدداً بالوقوف في وجه الغزو الروسي لأوكرانيا لإعادة الاستقرار لأوروبا.
اليوم السادس
وفي اليوم السادس، قالت وسائل إعلام روسية رسمية، إن هناك تحركات لقوات تابعة للجيش داخل الأراضي الروسية، من أقصى شرق البلاد إلى الغرب باتجاه أوروبا، على موقع العملية العسكرية الروسية الدائرة في أوكرانيا.
وقالت وكالة أنباء "إنترفاكس"، إن القوات الروسية المتمركزة في أقصى شرق البلاد تجري تدريبات في منطقة أستراخان، التي تقع على الحدود بين الجزءين الأوروبي والآسيوي من روسيا.
فيما قالت قيادة المنطقة العسكرية الروسية الشرقية، الثلاثاء، إن القوات ستتدرب في تحركات لمسافات طويلة للوحدات العسكرية من بين مهام أخرى.
وأثارت هذه التحركات القلق من إمكانية استدعاء قوات روسية جديدة إلى داخل أوكرانيا، التي تشهد غزوًا روسًيا منذ صباح الخميس الماضي، مما ينبئ بإطالة أمد النزاع، كما تأتي التحركات تزامنًا مع حشد جديد لقوات روسية في بيلاروسيا، على بعد أقل من 30 كيلومترًا من الحدود مع أوكرانيا، وفقًا لصور التقطتها أقمار صناعية ونشرتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" الأمريكية.
ومنذ بدأت القوات الروسية هجومها على أوكرانيا، نجحت قوات الأخيرة حتى الآن في الدفاع عن كييف وصد الهجمات الروسية عليه.
وقال وزير الدفاع الروسي، سيرجيي شويجو، إن الجيش الروسي سيواصل العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا حتى تحقيق أهدافه، مشيرًا إلى أن المهمة الرئيسية تتمثل في حماية روسيا من تهديد عسكري خارجي من الغرب.
وأضاف "شويجو" في مؤتمر الثلاثاء الماضي سيواصل تجمع القوات المسلحة لروسيا الاتحادية إجراء العملية العسكرية الخاصة حتى تتحقق الأهداف المحددة"، ولفت إلى تنفيذ عملية عسكرية خاصة من أجل حماية سكان دونباس ونزع سلاح أوكرانيا".
وأعلن وزير الخارجية الأوكراني، دميتري كوليبا، الثلاثاء، عن تقدم بلاده بطلب إلى محكمة العدل الدولية من أجل عقد جلسة استماع بأقرب وقت ممكن في القضية الأوكرانية ضد روسيا.
وقال وزير الخارجية الأوكراني: "ندعو روسيا إلى الوقف الفوري لجميع الأنشطة العسكرية في بلادنا".
وأعلنت السلطات الكندية، طرد طائرتين روسيتين من مجالها الجوي، بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء الكندي جستن ترودو، إرسال أسلحة مضادة للدبابات وذخيرة مطورة لدعم أوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي.
وقال رئيس الوزراء الكندي -في مؤتمر صحفي- إن الحكومة الفيدرالية تخطط أيضًا لحظر جميع واردات النفط الخام الروسي، وهي سلعة قال إنها أثرت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والطبقة الثرية الروسية المحيطة به.
اليوم الخامس
في بداية اليوم الخامس، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير 1146 موقعا عسكريا أوكرانيّا منذ بدء العملية الروسية، وإلقاء 110 جنود أوكرانيين أسلحتهم طوعا خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
وقالت الوزارة في بيانها: "دمر الطيران التكتيكي الروسي 6 قوافل عسكرية أوكرانية، ومنذ بدء العملية، قصفت القوات الروسية 1146 موقعا في البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، بما فيها 31 موقع قيادة ومركز اتصالات، و81 منظومة صواريخ S-300 وBuk M-1 وOsa، و75 محطة رادار".
وتابع البيان: "تم تدمير 311 دبابة وعربة مدرعة و42 طائرة ومروحية بما فيها جاثمة على مدرجاتها، و51 راجمة صواريخ، و147 مربض مدفعية على اختلافها، ألقى 110 جنود أوكرانيون إضافيون أسلحتهم طوعا خلال الـ24 ساعة الماضية.
وكلف رئيس لجنة التحقيق الروسية، ألكسندر باستريكين، المحققين بتسجيل وقائع تعذيب الأسرى من جانب العسكريين الأوكرانيين والتحقيق فيها في إطار القضايا الجنائية.
ونقل بيان صدر عن اللجنة ونشر على موقعها الرسمي عن وزارة الدفاع الروسية أن "العسكريين الأوكرانيين يستخدمون التعذيب مع الأسرى من الجنود الروس"، وذكر البيان أن هذه الأعمال تعد انتهاكا جديا للقوانين الدولية.
وأوضح البيان: "كلف رئيس لجنة التحقيق الروسية، ألكسندر باستريكين محققي دائرة التحقيق الرئيسية للجنة التحقيق الروسية باتخاذ كل الإجراءات الممكنة لتسجيل كل واقع لاستخدام التعذيب من قبل العسكريين الأوكرانيين والتحقيق في ملابساتها في إطار القضايا الجنائية المفتوحة بشكل دقيق وباستخدام كل الإجراءات الضرورية لتحديد المسؤولين عنها".
اليوم الرابع
في اليوم الرابع للحرب، استمر القتال فى عدد من المدن الأوكرانية مع القوات الروسية، التزامن مع محاولات إجراء مفاوضات، وبعد أن رفضت كييف مقر انعقاد المفاوضات فى بيلاروسيا، تراجعت وأعلنت نيتها المشاركة.
وأعلن فولوديمير ميدينسكى رئيس الوفد الروسى فى المفاوضات المرتقبة مع أوكرانيا بمدينة جوميل البيلاروسية أن كييف وافقت على عقد الاجتماع وأن الوفد الروسى ينطلق إلى مكان إجرائه.
من جانبه، قال الرئيس البيلاروسى ألكسندر لوكاشينكو إنه اقترح على نظيره الروسى فلاديمير بوتين أن يبقى الوفد الروسى فى جوميل وأن يتم تأجيل المفاوضات مع أوكرانيا لبعض الوقت.
وجاء إعلان ميدينسكى عن موافقة كييف على عقد المفاوضات بعد محادثة هاتفية جمعت الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى مع لوكاشينكو.
وكانت أمهلت روسيا أوكرانيا حتى الساعة الثالثة بالتوقيت المحلى، للرد على الاجتماع فى بيلاروسيا، ولكن انتهى الوقت دون أن توافق كييف على المشاركة فى المفاوضات. وبعدها أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين استعداد موسكو لمفاوضات مع أوكرانيا بمدينة جوميل البيلاروسية، لكن كييف بمواقفها المتقلبة لم تنتهز هذه الفرصة بعد.
كما أمر الرئيس الروسى الأحد الماضي وزارة الدفاع بوضع قوات الردع النووى الروسية فى حالة تأهب قتالى خاصة، وجاءت أوامر الرئيس الروسى خلال اجتماعه مع وزير الدفاع سيرجى شويجو ورئيس الأركان العامة فاليرى جيراسيموف.
وقال رئيس الوفد الروسى المفاوض، فلاديمير ميدينسكى، بحسب الإعلام الروسى قبل انتهاء المهلة أن ممثلى روسيا سينتظرون رد أوكرانيا على الاجتماع. وأكد ميدينسكى أن روسيا لاتزال تسعى للسلام، وتحمل الجانب الأوكرانى أن رفض التفاوض المسئولية الكاملة لإراقة الدماء.
ويضم الوفد الروسى مسئولين كبار فى وزارة الدفاع والخارجية، ووصل الوفد المفاوض إلى بيلاروسيا لكن رئيس أوكرانيا فلوديمير زيلينسكى رفض مشاركة ممثلى كييف فى المفاوضات فى بيلاروسيا.
وأعلنت جمهورية دونيتسك عن مقتل 15 مدنيا وإصابة 34 بجروح متفاوتة الخطورة بقصف الجيش الأوكراني بعد تصعيد كييف المستمر منذ 11 يوما.
وقالت بعثة الجمهورية بالمركز المشترك للرقابة وتنسيق وقف إطلاق النار إن "عدد القتلى المدنيين في جمهورية دونيتسك وصل إلى 15 في التصعيد الأخير من قبل القوات الأوكرانية في الأيام الـ11 الأخيرة".
اليوم الثالث
وشهد اليوم الثالث للحرب الروسية على أوكرانيا، قصفا عنيفا على العاصمة الأوكرانية كييف فى محاولة من موسكو للسيطرة عليها، وقال الجيش الأوكرانى، إنه سمع دوى إطلاق نار حول عدد من المبانى الحكومية وسط العاصمة كييف، وأكد أن القوات الروسية تطلق صواريخ كاليبر على أوكرانيا عبر البحر الأسود، حسبما ذكرت رويترز.
وقال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكى، إن الجيش لن يسلم سلاحه و سيقاتل من أجل بلاده لحمايتها من الغزو الروسى، وأكد أنه موجود فى العاصمة كييف وسط جنود الجيش الأوكرانى، ونشر زيلينسكى فيديو له يوضح أنه مازال موجودا فى العاصمة كييف.
من ناحية أخرى، قالت وكالة بلومبرج، إن واشنطن تدرس بجدية حرمان روسيا من نظام سويفت الدولى للمدفوعات، فيما قال جاستين ترودو، رئيس الوزراء الكندى، إن بلاده تدعم إقصاء روسيا من نظام سويفت للتعاملات المصرفية، متابعا: سنفرض عقوبات إضافية على بيلاروسيا وقادتها.
وتابع وزير خارجية كندا: روسيا ستواجه عقوبات وخيمة جراء أفعالها غير القانونية، مستطردا: سنفرض عقوبات على الرئيس الأمريكي فلاديمير بوتين ووزير خارجية روسيا سيرجى لافروف.
وقال رئيس وزراء كندا، إن استبعاد روسيا من نظام "سويفت" سيصعب عليها الأمر اقتصاديا، وسنفرض عقوبات قاسية على روسيا.
بدورها، أعلنت منصة ميتا، منع وسائل الإعلام الروسية الحكومية من الإعلان على منصتها.
وأعلن تويتر تعليق نشر الإعلانات فى روسيا وأوكرانيا بشكل مؤقت، حسبما ذكرت وسائل إعلام أمريكية، وأعلن البيت الأبيض، أمس أنّ الولايات المتّحدة ستحذو حذو الاتحاد الأوروبى وبريطانيا، وتفرض عقوبات على الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرجى لافروف.
وفشل مجلس الأمن فى تمرير مشروع قرار يدين الغزو الروسى لأوكرانيا، حيث أسقط الفيتو الروسى مشروع القرار الأمريكى فى مجلس الأمن، وذلك بعدما تسلم أعضاء مجلس الأمن مشروع القرار بشأن أوكرانيا.
وأكدت المندوبة الأمريكية الدائمة بالأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، خلال كلمتها بمجلس الأمن، أنه على الجميع أن يعلم أن روسيا اختارت الحرب، موضحة أن مشروع القرار يدين عدوان روسيا ويدعم استقلال أوكرانيا.
وأضافت المندوبة الأمريكية الدائمة بالأمم المتحدة، خلال كلمتها بمجلس الأمن، أن روسيا انتهكت القانون الدولي بهجومها على أوكرانيا، مجددة التأكيد على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، ودعت روسيا لسحب قواتها من أوكرانيا فورا.
اليوم الثاني
في صباح الجمعة الماضية وهو اليوم الثاني من العمليات الروسية، دوت في العاصمة الأوكرانية كييف أصوات انفجارات في أكبر هجوم تشنه دولة على أخرى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية وفيما يمثل تأكيدا لأسوأ مخاوف الغرب.
وأمطرت الصواريخ الروسية المدن الأوكرانية. وأبلغت أوكرانيا عن تدفق مجموعات من القوات عبر حدودها إلى مناطق تشيرنيهيف وخاركيف ولوجانسك في الشرق، وإنزال عن طريق البحر في مدينتي أوديسا وماريوبول في الجنوب.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وكالة أسوشيتد برس أن دوي إطلاق نار تردد بالقرب من الحي الحكومي في العاصمة الأوكرانية كييف، وقال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية تقترب من كييف من الجهتين الشرقية والشمالية الشرقية.
وقال مستشار للحكومة الأوكرانية إنه يتوقع أن تحاول روسيا اقتحام كييف خلال يوم الجمعة. وحثت السلطات الأوكرانية سكان المدينة على التوجه إلى الملاجئ بعد إنذار من غارات جوية.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجمعة إن روسيا ستنشر مظليين للمساعدة في حراسة محطة تشرنوبيل للطاقة النووية المغلقة بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف.
وأضاف أن القوات الروسية، التي بدأت عملية عسكرية واسعة النطاق في أوكرانيا يوم الخميس، دمرت 118 موقعا للبنية التحتية العسكرية الأوكرانية.
ودارت معارك في أحد الأحياء الواقعة في شمال كييف بينما يبدو أن القوات الروسية تشدد الخناق حول العاصمة الأوكرانية، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس، وسمع في الحي إطلاق نار ودوي انفجارات في حي اوبلونسكي بينما تسمع انفجارات عميقة من وسط المدينة.
وقال وزير الدفاع البريطاني إن روسيا تعتزم الاستيلاء على أوكرانيا بالكامل، لكن الجيش الروسي فشل في تحقيقه أهدافه في اليوم الأول من الغزو.
وشنت روسيا هجومها برا وجوا وبحرا يوم الخميس بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين الحرب، في أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وقال والاس لشبكة سكاي "وجهة نظرنا بالتأكيد هي أن الروس يعتزمون غزو أوكرانيا بالكامل".
من جانبه صرح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الجمعة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد "إخراج أوكرانيا من خارطة الدول"، معتبرًا أن "سلامة" الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باتت مهدّدة بالهجوم الروسي.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا استأنفت الضربات الصاروخية في الساعة الرابعة من صباح يوم الجمعة الماضية، لكن قواتها مُنعت من التقدم في معظم الاتجاهات، وشدد الرئيس الأوكراني على أن العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو ليست كافية.
وأضاف زيلينسكي في كلمة بثها التلفزيون إن الضربات الروسية استهدفت أهدافا عسكرية ومدنية على حد سواء.
وقال زيلينسكي على تويتر إنه تحدث يوم الجمعة مع نظيره البولندي أندريه دودا طلبا لمساعدة دفاعية من أعضاء شرق أوروبا في حلف شمال الأطلسي والعمل على دفع روسيا إلى طاولة التفاوض.
اليوم الأول
فجر الخميس الماضي أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن عملية عسكرية في أوكرانيا، وتوسعت العملية الروسية في الأراضي الأوكرانية، وسط ضربات جوية شرقا وغربا، لترسم ملامح حرب نظامية مكتملة في أوروبا.
الهجوم الروسي بدأ فجر الخميس الماضي، بقصف صاروخي على المناطق الشرقية في أوكرانيا، تلته غارات جوية شملت مناطق متفرقة من البلاد، وطالت مدنا في الغرب.
وكان الهدف من عمليات اليوم الأول هو تحييد القدرات الجوية والدفاع الجوي الأوكراني، خاصة أن كييف تمتلك أنظمة دفاعية قوية مثل "S300"، بالإضافة إلى السيطرة على بعض المناطق في المنطقة الشرقية وتدشين محاور القتال والحركة للأيام المقبلة.
ولتحقيق هذه الأهداف، شنت القوات البرية الروسية هجوما من ٣ محاور، من الأراضي الروسية في الشرق، وبيلاروسيا بالشمال، وشبه جزيرة القرم في الجنوب الشرقي، كما نفذت القوات الروسية إنزالًا بحريا في الجنوب على السواحل الأوكرانية على البحر الأسود.
فيما طال القصف والغارات الجوية المستمرة منذ ساعات الصباح الأولى من يوم الخميس، المناطق الشرقية والعاصمة كييف وحتى مناطق غربية من أوكرانيا، مثل لفيف وإيفانو - فرنكفسك.
وأعلن الجيش الروسي، تحقيق قدر كبير من أهدافه في اليوم الأول، مثل تعطيل 83 هدفا أرضيا للبنية التحتية العسكرية الأوكرانية بينها 11 مهبطا للطائرات وإسقاط طائرتين من طراز "سو 24" ومروحية و4 مسيرات "بيرقدار" تركية الصنع، بينها 11 مهبط طائرات في أوكرانيا.
كما تم تدمير ثلاثة مقار قيادة وقاعدة بحرية أوكرانية و18 محطة رادار لأنظمة الدفاع الصاروخي من طرازي إس-300 وبي يو كاي-إم1".
وانتشرت صور ومقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، تظهر عربات مدمرة من أنظمة S300، فيما أعلنت القوات الروسية سيطرتها على مفاعل تشرنوبيل النووي وسط مخاوف من أن يطوله القصف وحدوث كارثة نووية جديدة على غرار 1986.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية إسقاط 6 طائرات حربية روسية ومروحية واحدة خلال اليوم، وانتشرت مقاطع فيديو لبقايا طائرة Su25 ومروحية كا 52 روسيتين.
كما أعلنت أوكرانيا أيضا، تدمير آليات روسية مختلفة منها ناقلات جنود مدرعة وغير مدرعة ودبابات وعربة تتبع نظام "بوك إم" للدفاع الجوي.
وأكدت استخدام صواريخ جافلين المضادة للدروع ضد طابور مدرعات T72 الروسية.
وبالإضافة إلى ذلك، تحدثت كييف عن أسر مفرزة استطلاع روسية قرب العاصمة كييف، ونشرت صورا لجنود روس بدون أسلحة.