في أول أيامه.. كل شيء عن الصوم الأكبر للكنيسة الأرثوذكسية
تبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الصوم الكبير اليوم الاثنين 28 فبراير الجاري ويمتد نحو 55 يومًا تنتهي بليلة سبت النور وعيد القيامة المجيد والذي تحل في23 أبريل المقبل.
تكون طقوس الصوم مختلفة هذا العام بشكل نسبى، بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا، إذ ستقام غالبية الصلوات وفقًا لإجراءات احترازية، على رأسها حضور أعداد محدودة.
خريطة البابا تواضروس الثاني
فيما كشفت مصادر كنسية، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، عن خريطة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في الصوم الكبير والذي يبدأ غدًا الأثنين.
وأضافت المصادر الكنسية، في تصريحاتها الخاصة، أنه من المقرر أن يقضي البابا تواضروس الثاني خلوته في الصوم الكبير بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، والقاهرة والإسكندرية، كعادة بابوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كطقس رهباني متبع.
وتقيم الكنائس الأرثوذكسية بالإيبارشيات المختلفة خلال فترة الصوم الكبير والتي تمتد نحو55 يومًا أكثر من قداسًا على مدار اليوم بنظام الحجز مُسبق لمشاركة أكبر قدر من الأقباط في قداسات الصوم الكبير، ومنعًا للازدحام بين الأقباط خلال إقامة قداسات الصوم.
وشددت الإيبارشيات على الشعب القبطى بضرورة الحجز المسبق لحضور قداسات الصوم الكبير
وتتخذ الكنائس الأرثوذكسية خلال قداسات الصوم الكبير والذي يستمر على مدار 55يومًا كافة الإجراءات الأحترازية المتبعة لتجنب أنتشار فيروس كورونا المُستجد ، من التباعد الاجتماعي وفردًا في كل دكه وارتداء الكمامات مع قياس درجات الحرارة قبل دخول الكنائس، والمغادرة فور انتهاء القداس الإلهى.
وأضافت الكنائس المختلفة أن حجز حضور القداسات بالكنائس خلال فترة الصوم يكون من خلال تقديم طلبات وملء استمارات ورقية مخصصة لهذا الغرض، أو حجزالقداسات عن طريق موقعها الألكتروني لأفراد الشعب المقيمين بنطاق المنطقة التى تخضع للسلطة الدينية لكل كنيسة، منعًا للتزاحم والتجمعات.
إغلاق الأديرة
وأصدرت عدد من الأديرة القبطية غلق أبوابها أمام الأقباط، تزامنًا مع بدء الصوم الكبير و الذي يبدأ في 28 فبراير ويستمر لمدة 55 يومًا، كإجراء كنسي متبع إذ يتفرغ الرهبان للصلاة والتعبد والتسابيح خلال فترة الصوم الكبير.
إذ أعلن دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بسوهاج إغلاق أبوابة أمام الزوار خلال فترة الصوم الكبير.
وقال الأنبا أولوجويوس أسقف ورئيس الدير في بيان له: يٌغلق دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين أبوابه أمام الأقباط خلال الصوم الكبير في الفترة من يوم الأثنين وحتي الخميس، أمام الرحلات والتجمعات والزيارات، مؤكدًا أن الدير يفتح ابوابه ايام الجمعة والسبت والأحد امام الزائرين.
ومن جهته أعلن دير الأنبا باخوميوس بالأقصر والمعروف بدير الشايب في وقت سابق، عن إغلاق أبوابه أمام الأقباط والزوار طيلة فترة الصوم الكبير الذي يبدأ الاثنين المقبل، وقال الأنبا يوساب أسقف عام إيبارشية الأقصر، والمشرف على الدير، ومجمع رهبان الدير، "يعتذر الدير عن استقبال الزوار كافة بما فى ذلك الرحلات والأفراد وأسر الأباء الرهبان، طوال فترة الصوم الكبير باستثناء أيام الجمعة ، السبت ، الأحد من كل أسبوع".
وأضاف أسقف عام إيبارشية الأقصر، سوف يكون الدير مفتوح خلال هذه الأيام الثلاثة للزيارة ونوال البركة، دون السماح بالمبيت نهائيا بدون أي استثناءات رجاء الالتزام بكل قواعد الإجراءات الاحترازية مثل ارتداء الكمامة والحرص على التباعد الاجتماعي.
ومن جهته أعلن دير مارجرجس بالرزيقات الأقصر عن اعتذاره عن عدم استقبال الزوار خلال فترة الصوم الكبير، وقال الدير في بيان له، "يعتذر دير مارجرجس بالرزيقات عن استقباله للزوار طوال أيام الأسبوع خلال فترة الصوم الكبير، ولا يوجد أي استثناءات".
وكان دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر، قد أعلن عن غلق أبوابه أمام الأقباط بدء من يوم الإثنين، وحتى عيد القيامة المجيد الذي يحل في أبريل المقبل.
وقال الدير في بيان له برئاسة الأنبا دانيال أسقف ورئيس الدير، يعتذر دير القديس الأنبا بولا بالبحر الأحمر عن عدم استقبال الزوار كافةً بما في ذلك الرحلات والأفراد وراغبي قضاء فترة خلوة.
فيما قالت مٌصادر كنسية في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن أديرة الراهبات تغلق أبوابها نهائيًا خلال فترة الصوم الكبير على أن تفتح أبوابها في 26 إبريل، عقب انتهاء الاحتفالات بعيد القيامة المجيد، مضيفًا أنه من أبرز تلك الأديرة دير القديس أبي سيفين بمصر القديمة للراهبات، ودير الأمير تادرس بحارة الروم، ودير مارجرجس بحارة زويلة ودير الأنبا بضابا للراهبات بنجع حمادي، وذلك في إطار حرصهم على أداء الخلوات الروحية طوال فترة الأصوام.
الكنائس الكاثوليكية والروم الأرثوذكس يبدأن الصوم في8 مارس
وفي سياق متصل تبدأ كنيسة الروم الأرثوذكس والكنيسة الكاثوليكية بمصر الصوم الكبير في 8 مارس المقبل لمده 40 يوما تنتهي بالاحتفال بعيد القيامة المجيد في أبريل المقبل
من جانبه قال أسامة بسمتيك عضو المكتب الإعلامي بكنيسة الروم الأرثوذكس أن الكنيسة تبدأ الصوم الكبير استعداداً لعيد القياة المجيد ابتداءً من اليوم الأحد وهو "أحد مرفع اللحم" ، الذي يوافق اسبوع الاستعدا بالكنائس الأخرى
وأشار "أسامة " في تصريحات لـ" الدستور إلى أن الأسبوع المقبل سيكون هو أحد مرفع الجبن" و بداية الأربعين المقدسة، والتي تنظم خلالها كنائس الروم الأرثوذكس قداسات يومية من خلال جدول ، مع تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد .
نظام الصوم في الكنيسة الكاثوليكية
وقال الأب الدكتوريوأنس لحظي جيد، السكرتير الأسبق للبابا فرنسيس بابا الفاتيكان في مقاله له عن«الصوم الكبير»، الصوم هو تشريع الإلهي ولكن كيفية الصوم هو تشريع كنسي ويحق فقط للكنيسة، كأم ومعلمة، أن تحدد الطريقة التي ترى أن الأنسب لأولادها لكي يحيوا زمن الاستعداد بروحانية وبطريقة تليق بإيمانهم المسيحي القويم، مٌضيفًا: ويبقى الصوم تعبير عن الإيمان وعن العمق الروحي، لأن المسيحية لا تقوم على التظاهر بل أن السيد المسيح نفسه يأمر المؤمنين بأن يدهنوا رأسهم بالزيت لكي لا يظهروا للناس أنهم صائمون بل لأبيهم السماوي الذي يرى في الخفاء ويجازي علانية، فالمهم ليس ما يدخل الفم بل ما يخرج منه، فصوم بل إيمان وبلا توبة حقيقة لن يفيد صاحبه. وبالتالي فالكنيسة تقدم لأبنائه نظاما معتدلا تاركة لمن يريد المزيد أن يفعله دون احتقار للآخرين ودون إدانة.
وتابع: للقانون رقم 882 من مجموعة قوانين الكنائس الشرقية، فإن الصوم هو الامتناع عن أكل اللحوم وعن الألبان ومنتجاتها والبيض) وإنما يجوز أكل السمك.
موضحًا أنه وفقًا لقوانين الكنائس الشرقية فإن الصوم واجب في الأيام الآتية، كل أيام الجمعة على مدار السنة إلا في فترة الخمسين، وفي أيام الجمع التي تقع فيها أحاد الأعياد الآتية: الميلاد، الغطاس - الرسولين بطرس وبولس - انتقال السيدة العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء.
مٌضيفًا: كما يتم الصوم خلال فترة صوم الميلاد ومدته خمسة عشر يوماً، بالإضافة إلى صوم الرسل، ومدته أسبوع، وصوم السيدة العذراء ومدته خمسة عشر يوماً.
أما فترة الأنقطاع والأمتناع عن الأكل والشرب أكد الأب يؤانس لحظي أنه وفقًا لقوانين الكنائس الشرقية فإن الصوم الانقطاعي هو الامتناع عن الأكل والشرب، من منتصف الليل إلى الظهر، إلى جانب الامتناع عن أكل اللحوم، وعن الألبان ومنتجاتها والبيض وهو واجب في الأيام التالية برامون الميلاد وبرمون عيد الغطاس، وصوم بينوى، ومدته ثلاثة أيام، والصوم الكبير ومدته أربعين يوماً، إلى جانب أسبوع الآلام بأكمله بما فيه سبت النور.
أما عن الإعفاء من الانقطاع والصوم فأكد الأب يؤانس لحظي أنه حاله وجود عذر، يمنع أحد المؤمنين من الالتزام بواجب الصوم أو الصوم الانقطاعي، عليه أن يرجع إلى الراعي أو أب الاعتراف، للاسترشاد برأيه والعمل بتوجهاته
دعيّ الصوم الكبير بالصوم الكبير لأنه يحتوى على 3 أصوام، هي أسبوع الاستعداد والأربعين يومًا المقدسة التي صامها السيد المسيح صومًا انقطاعيًا، وأسبوع الآلام ويمتد إلى 55 يومًا، وهو صومًا من الدرجة الأولى لا يتناول فيه السمك مثل صوم الميلاد.
نشأة الصوم الكبير؟
ويختلف موعد هذا الصوم من عام إلى آخر بحسب تاريخ يوم عيد القيامة المجيد يحدد عيد القيامة كل عام بحيث لا يأتي قبل يوم ذبح خروف الفصح أو معه، وبحيث لا تعيد الكنيسة مع اليهود بل يتم الاحتفال في يوم الأحد التالي لكي يتم الاحتفاظ برمزية أيام الجمعة العظيمة، وأحد القيامة.
يبدأ الصوم الكبير بأسبوع الاستعداد، ويختتم بأسبوع الآلام، أُضيفت الكنيسة أسبوع ثامن وسُمي بـ«أسبوع هرقل»، فصار الصوم ثمانية أسابيع شاملة أسبوع الآلام.
تقام الطقوس والصلوات داخل الكنائس فى الأسبوع الأول فى شكل قداس يومي مع بداية الأسبوع الثاني من الصوم تصلى الكنائس قداسين يوميًا، قسمت الكنيسة الصوم إلى 8 أسابيع يبدأ يوم الإثنين وينتهى يوم الأحد.
وقسمت الكنيسة القبطية فترة الصوم إلى 7 أسابيع وهي: "أحد الرفاع، أحد الاستعداد، أحد التجربة، أحد الابن الضال، أحد السامرية، أحد المخلع، أحد المولود أعمى"، وحددت كل أسبوع يبدأ اعتبارًا من يوم الاثنين، وينتهي مع نهاية يوم الأحد.
رغم كثرة أيام الصيام في المسيحية، إلا أن الصيام الكبير له قدسية خاصة، لكونه يسبق قيامة المسيح، حسب الاعتقاد المسيحي، ويعرف كذلك بـ"الصوم السيدي أو الأربعيني".
فيما يشهد في الأسبوع الأخير ما يعرف بـ"حج الأقباط" إلى القدس، ويفضلون أن يشهدوا أسبوع الآلام للتبرك من رحلة الأسبوع الأخير في حياة المسيح بدءا من أحد السعف ووصولًا إلى سبت النور في كنيسة القيامة بالأراضي المحتلة.
تمتد جذور الصوم إلى العصر الرسولي بحسب اعتقاد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حتى صار أمرًا مستقرًا عليه في سنة 325، عبر مجمع نيقية.
وفقًا للطقس القبطى، فإن أيام الصوم الكبير هى أقدس أيام السنة، ويمكن أن يسمى صوم سيدى، لأن المسيح قد صامه بنفسه، وهو صوم من الدرجة الأولى، إن قسم صيام الكنيسة إلى درجات.