«الأيام الصعبة».. أسر المصريين فى أوكرانيا: «نيران الحرب اشتعلت فى قلوبنا قبل كييف»
مهما بلغت رسائل الطمأنينة التى أرسلتها السفارة المصرية فى أوكرانيا، وجميع الجهات المعنية فى مصر، وعلى رأسها وزارات الخارجية والهجرة والتعليم العالى، بشأن أحوال الطلاب المصريين فى البلد الأوروبى، الذى تدور على أرضه حرب مع روسيا- تنفطر قلوب العائلات على أبنائها، حتى أصبحت قلوبهم فارغة من الهم.
صحيح أن السفارة تواصلت مع جميع الطلاب المصريين، وخصصت أرقامًا هاتفية لذلك الغرض، وعملت على حصر الأعداد، استعدادًا لأى طارئ، علاوة على توجيه المقيمين فى مدن قريبة من الحدود البولندية والرومانية إلى التوجه لهناك، فى ظل فتح الدولتين حدودهما لاستقبال الفارين من الحرب، لكن لا أحد يستطيع لوم أم أو أب أو شقيق أو شقيقة، إذا ما عبروا عن خوفهم الشديد على أبنائهم، ذلك الخوف الذى جعلهم يقولون لـ«الدستور»: «لو مش هيرجعوا.. سيبونا نروحلهم»، معتبرين أن «نيران الحرب أصابت قلوبهم قبل أن تندلع فى كييف وغيرها من المدن الأوكرانية».
عزت محمد: المكالمة الأخيرة لابن خالى الأصعب على الإطلاق
قال عزت محمد إن ابن خاله أحمد عصام بندق يدرس فى أوكرانيا، وتحديدًا بالفرقة الرابعة فى كلية الطب التابعة لإحدى الجامعات هناك، ومنذ إعلان بدء العملية العسكرية الروسية لم تتوقف استغاثات العائلة، التى حاولت كثيرًا التواصل مع ابنهم، لكن دون أى جدوى، خاصة مع انقطاع الاتصالات منذ عصر الخميس الماضى.
ووصف تفاصيل المكالمة الأخيرة بين خاله وابنه فى أوكرانيا، التى جرت ظهر الخميس الماضى، بعد ساعات من بدء الهجوم الروسى، قائلًا إنها كانت اللحظة الأصعب على الإطلاق، ولم يستطع أحد من العائلة التماسك أثناءها وبعدها، وكأنها المكالمة الأخيرة على الإطلاق، وفق تعبيره.
وأضاف: «المكالمة اقتصرت على كلمات الوداع فقط، وتركت حالة كبيرة من القلق، التى تزايدت بصورة ملحوظة بحلول ما بعد عصر الخميس، فمنذ ذلك الوقت وحتى الآن لا نعرف مكان ابن خالى، كما أنه أخبرنا فى المكالمة الأخيرة بانقطاع الكهرباء والمياه فى المنطقة التى يسكن فيها، فضلًا عن انهيار العقار المجاور له، جراء إطلاق صاروخ عليه».
وواصل: «أعرف ابن خالى جيدًا، كان الرعب يملأ قلبه وصوته، لكنه حاول التماسك وهو يتحدث معنا، على الرغم من صعوبة الوضع، ولجوئه هو وزملائه إلى البقاء فى محطات المترو، بعد تدمير عدد من العقارات فى مدينة خاركيف التى يعيش فيها»، مطالبًا السفارة بالتدخل وإنقاذ ابن خاله وبقية الطلاب المصريين من أهوال الحرب التى يعيشونها فى أوكرانيا.
زيزى محمد: أبكى على ابنى منذ بدء الغزو
لحظات صعبة تعيشها زيزى محمد، والدة طالب مصرى يدرس طب الأسنان فى أوكرانيا، يدعى عبدالرحمن عادل، منذ أن بدأت الحرب بين موسكو وكييف، التى تصفها بقولها: «أبكى منذ بدء الحرب، وأتمنى أن أمد يدى إلى هناك وأنقذ ابنى.. هو شاب لكننى لا أزال أراه طفلًا».
وأضافت: «أرسلت ابنى إلى أوكرانيا كى يتعلم، لا ليعيش لحظات الرعب هذه.. لا ذنب له كى يشهد هذه المأساة»، مشيرة إلى أنها تستخدم وسائل التواصل الاجتماعى للاطمئنان على ابنها، فهو «يستمد الأمان والسلام منى».
وكشفت عن أن ابنها وأصدقاءه فكروا فى الذهاب إلى الحدود البولندية، على بعد ٩٠٠ كم متر من موقعهم الحالى، كى يستطيعوا العودة إلى مصر، لكن الظروف لم تسمح لهم بذلك، مختتمة بقولها: «أبحث عن أى فرصة لاستعادة ابنى، وأناشد السفارة المصرية هناك مساعدتى.. لو ما ينفعش هو ييجى أروح له أنا».
حسام عبدالشافى: لا أريد من الدنيا سوى احتضان نجلى
اعتبر حسام عبدالشافى، والد طالب مصرى فى أوكرانيا يدعى «محمد»، أن نيران الحرب اشتعلت فى قلبه وليس فى كييف، كاشفًا عن أن ابنه الذى يدرس الطب هناك أصبح فى خطر كبير، وهو كأب لا يستطيع مساعدته.
وقال «عبدالشافى»: «ابنى يتمنى أن يصبح طبيبًا كبيرًا ومشهورًا لينقذ حياة الناس، وهو محافظ على تفوقه منذ سنوات، وأصبح الآن فى الفرقة الخامسة، ولا أريد من الدنيا سوى رؤيته واحتضانه». وأشار إلى آخر مكالمة هاتفية تلقاها من ابنه، التى كانت فى اليوم الأول للحرب، وعلم خلالها مدى صعوبة الوضع هناك، مضيفًا: «بالكاد سمعت صوته، فأصوات الصواريخ والمدافع أعلى من أصوات الناس». وواصل: «شعرت كأننى فقدت عقلى حينما علمت بأن ابنى وزملاءه تركوا مسكنهم لأنه غير آمن، ويبحثون الآن عن مأوى، والصواريخ والطائرات والقذائف تحلق فوق رءوسهم، حتى اضطروا فى النهاية إلى الاختباء تحت الأرض، داخل محطة مترو فى مدينة خاركيف».
مريم حاتم: سمعنا أصوات الانفجارات من هاتف شقيقى.. ونعيش فى قلق شديد
قالت مريم حاتم، شقيقة «محمد» الطالب فى الفرقة الرابعة بكلية الصيدلة فى مدينة إيفانو– فرانكيفسك، إن عائلتها تعيش حالة من الحزن والقلق الشديدين على أخيها منذ اندلاع الحرب.
وأضافت «مريم» أن جميع أفراد أسرتها مصابون بالفزع، خاصة بعد انقطاع التواصل مع شقيقها، منذ عصر اليوم الأول من الهجوم الروسى، متابعة: «نحاول بين الحين والآخر إرسال رسائل إليه، عله يكون بخير ويرد علينا». واختتمت بالإشارة إلى أن والديها يعيشان حالة من الهلع الشديد على نجلهما، خاصةً بعدما سمعا أصوات الطائرات والانفجارات من الهاتف، خلال آخر اتصال مع شقيقها.