الكنائس الغربية تحيي ذكرى كرسي بطرس والعثور على عظام الشهداء في حيّ إفجانيوس
تحتفل الكنيسة المارونية اليوم بحلول الثلاثاء من أسبوع الموتى المؤمنين، وقيام كرسي بطرس في أنطاكية.
وتقول الكنيسة إنه مِنَ المَعروفِ أنَّ المُؤمِنينَ بالمَسيحِ لُقِبوا "مَسيحيين" لأوَلِ مَرَةٍ في إنطاكية. وَمِنَ المَعروفِ أيضاً، أنَّ بُطرُسَ قَضى زَمَناً في إنطاكيَة، وكانَ بِلا شَك رَئيسَ الكنيسَةِ فيها. وبِحَسَبِ التَقليدِ قَد أقامَ مَكانَهُ أوديوس، ثُمَّ مِن بَعدِهِ إغناطيوس. لكنَّ بُطرُسَ لَم يَبقَ كلَّ حياتِه في إنطاكية بل إنتَقَلَ الى روما، وماتَ فيها.
كما تشارك المارونية الكنيسة اللاتينية ايضا في الاحتفال بعيد كرسي بطرس الرسول، وتقول انه احتفل بهذا العيد في روما منذ القرن الرابع، ليكون رمزاً وعلامة على أن بطرس الرسول هو أساس الوحدة في الكنيسة.
بينما تحتفل كنيسة الروم الملكيين بحلول الثلاثاء من أسبوع مرفع الجبن، والعثور على عظام الشهداء القدّيسين المكرّمة التي كانت في حيّ إفجانيوس، وتقول الكنيسة انههناك تاريخان لوجود هذه الذخائر في حي افجانيوس الواقع إلى الناحية الشرقية من القسطنطينيّة. التاريخ الأول يقع في عهد الإمبراطور كاديوس (395-408). والتاريخ الثاني في عهد البطريرك القسطنطيني توما (607-610).
وتلقي الكنيسة خطبة وعظة في تلك المناسبات تقول فيها إنّ طريق الله هي صليبٌ يوميّ. لم يصعد أحدٌ يومًا إلى السماء بِرَاحة؛ نحن نعرف إلى أين تؤدّي طريق الرفاهيّة هذه. لا يدعُ الله قطّ ذاك الذي يكرّس له حياته دون همٍّ؛ فهو يعطيه أن يحملَ همّ الحقيقة. في الواقع، هذا ما يجعلنا نعلم بأنّ الله يسهر على هذا الإنسان: إذ إنّه يقوده عبر الأحزان.
إنّ العناية الإلهيّة لا تدع أولئك الذين يقضون حياتهم في المِحَن يقعون بين أيدي الشياطين. وخصوصًا إن كانوا يقبّلون أقدام إخوتهم، ويسترون أخطاءهم، ويخبّئونها كما لو أنّها كانت أخطاؤهم الشخصيّة. ذاك الذي يريد أن يكون بدون همٍّ في العالم، ذاك الذي يملك تلك الرغبة والذي يبحث في الوقت نفسه عن السير على طريق الفضيلة، ذاك هو الشخص الذي حادَ عن الطريق. لأنّ الأبرار لا يكتفون ببذل كلّ جهودهم حتّى يقوموا بالأعمال الحسنة، بل يُناضلون رغمًا عنهم في التجارب؛ هكذا يُمتَحن صبرهم.