رئيس الملتقى العالمي للتصوف يبرز دور التربية والوطنية في تعزيز السلم بالمجتمعات
تناول الدكتور منير القادري رئيس مؤسسة الملتقى ورئيس المركز الأورو المتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، خلال مشاركته في الليلة الرقمية الثانية والتسعين المنظمة من طرف مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بتعاون مع مؤسسة الجمال تحت شعار « ليالي الوصال ذكر وفكر»، دور التربية على مكارم الأخلاق وقيم الوطنية الصادقة في تعزيز السلم والسلام في المجتمعات والأمم.
واعتبر "القادرى" أن ما يشهده العالم من تضارب في الأفكار والأيديولوجيات والسياسات، وتعاقب للأزمات والنكبات، يفرض على الشعوب الاعتناء بالمقومات الأساسية التي تضمن استمراريتها ورقيها، ومنها العناية بالتربية على مكارم الأخلاق وقيم الوطنية الصادقة.
وأشار رئيس مؤسسة الملتقى ورئيس المركز الأورو المتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، إلى أن الإسلام أرسى معالم الوطنية قبل أربعة عشر قرناً من الزمان، وقوى دعائمها وأزاح الجاهلية والعصبية والقبلية التي كانت تحكم الناس، ونظم العلاقات بين جميع أفراد المجتمع بغض النظر عن دياناتهم وطوائفهم وعصبياتهم، وتابع أنه رسخ لقواعد المجتمع المتكامل، وأسس لمفهوم المواطنة الصالحة حقوقاً وواجبات، وكذلك لأسس السلم والسلام في المجتمعات، حتى صارت أمة الإسلام خير الأمم بين الأنام، مستشهدا بقوله تعالى: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ" (ال عمران الآية 110).
وأوضح أن المواطنة الصالحة ليست مواطنة مؤقتة وإنما هي مواطنة دائمة، مرتبطة بالقيم والأخلاق والآداب، وأنها تحث على الإصلاح والنماء، وتحمل مسؤولية الأداء الفعال الذي يحقق النهضة و الخير والرخاء، مضيفاأن الوطنية ليست لفظاً يقال وإنما هي أفعال تقام، وأنها عامل بناء وتنمية، وعامل وحدة وقوة، وعامل تنوع وإثراء في حياة الأمة، مبرزا دور المجتمع في بناء المواطن تربويا وفكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا ومدنيا، من خلال المؤسسات التربوية.