اليوم.. 3 احتفالات في الكنائس الغربية بمصر
تحتفل الكنيسة المارونية بمصر اليوم بحلول أحد الموتى المؤمنين، وعيد الناسك مار يعقوب القورشيّ وهو تلميذ القدّيس مارون. تنسَّك على جبال قورش.
أمضى تنسُّكَه في العراء، مصلّيًا، بالرغم من الحَرّ الشديد صيفًا والبرد القارص شتاءً. طعامه الأعشاب المُرّة. لِباسه المسح الخشن المثقل بالحديد. تعرّض لتجارب كثيرة شنّها عليه الشيطان في الجوع والعطش والمرض فانتصر عليه بقوّة الصليب.
أجرى اللّه على يده شفاءات كثيرة توافد الناس إليه لسماع إرشاداته وللشفاء من أمراضهم المزمنة مارس الصوم والصلاة والسهر والتأمّل باللّه. رقد بالربّ في القرن الخامس بعد جهادٍ طويل.
وتحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول الأحد السابع من زمن السنة، هذا وتحتفل ايضا كنيسة الروم الملكيين بحلول أحد مرفع اللحم وأحد الدينونة الأخيرة، بجانب تذكار الكبير في القدّيسين لاون أسقف قطاني، و قطاني هي كبرى المدن في جزيرة صقلية. وعاش القدّيس لاون في عهد الإمبراطور لاون الرابع (775-780) وقسطنطين السادس (780-797). وكان الاثنان من المعجبين بقداسة أسقف قطاني وقادري شجاعته الرسولية وعلمه وغيرته الرعوية والاجتماعية وعجائبه الغزيرة.
وألقت الكنيسة عظة بتلك المناسبة قالت خلالها إنه قال القدّيس بولس أنّ الرّب يسوع سوف "يُسَلِّمُ المُلْكَ إِلى اللهِ الآب". ذلك لا يعني أنّ الرّب يسوع سيتخلّى عن سلطته من خلال تسليم ملكه، بل يعني أنّنا سنصبح ملكوت الله، بعد جعلنا مشابهين بمجد جسده. هو سيسلّمنا نحن إلى الله، بعد أن يكون قد جعل منّا "ملكوت الله" من خلال تمجيد جسده. هو سيسلّمنا نحن إلى الآب، بصفتنا الملكوت وفقًا لما ذكر الإنجيل: "تَعالَوا، يا مَن بارَكَهم أَبي، فرِثوا المَلكوتَ المُعَدَّ لَكُم مَنذُ إِنشاءِ العَالَم".
"والصِّدِّيقونَ يُشِعُّونَ حِينَئذٍ كالشَّمْسِ في مَلَكوتِ أَبيهِم.". لأنّ الابن سيسلّم لله أولئك الذين دعاهم إلى ملكوته، لكونهم ملكوته، أي أولئك الذين وعدهم بالطوبى الخاصّة بالملكوت بواسطة هذه الكلمات: "طوبى لأَطهارِ القُلوب فإِنَّهم يُشاهِدونَ الله" (مت 5: 8). يسلّم المسيح الملكوت لله وها إنّ أولئك الذين سلّمهم إلى أبيه بصفتهم ملكوته، يعاينون الله. قال الربّ نفسه لتلاميذه ما هو الملكوت: "فها إِنَّ مَلكوتَ اللهِ بَينَكم".
وإن أراد أحد أن يعرف مَن الذي يسلّم الملكوت، فليسمع: "وكَلاَّ! إِنَّ المسيحَ قد قامَ مِن بَينِ الأَموات وهو بِكرُ الَّذينَ ماتوا. عَن يَدِ إِنسان أَتى المَوتُ فعَن يَدِ إِنسانٍ أَيضا ً تَكونُ قِيامةُ الأَموات".كلّ هذا يتعلّق بسرّ الجسد، لأنّ الرّب يسوع المسيح هو أوّل مَن قام من بين الأموات. فمن أجل تقدّم البشريّة الذي أخذه المسيح على عاتقه "سيكونَ اللّهُ كُلَّ شَيءٍ في كُلِّ شيَء".