مستشار سابق في «الخارجية الأمريكية»: الأزمة الأوكرانية تزداد تعقيدًا
قال مستشار سابق في وزارة الخارجية الأمريكية، حازم الغبرا، إن “الأزمة بين أوكرانيا وروسيا باتت معقدة وتزداد تعقيدًا، والأوضاع بدأت تشتعل في الحدود الشرقية ومناطق الانفصاليين”.
وأضاف “الغبرا”، في تصريحات خاصة لـ"الدستور" “الخيار الأفضل لجميع الأطراف هو الدبلوماسية، ولكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجد نفسه في وضع صعب، لايمكنه العودة والانسحاب دون أي إنجازات أو مكاسب. ولا يوجد أي مبرر له يقدمه مع الانسحاب كيف سيبرر الحشد العسكري والإعلامي خلال الأسابيع الماضية”.
وتابع “الغرب لا يبدي أي اهتمام بتقديم أي تنازلات في هذه المرحلة، وهناك تفكير في اعتقاد في الغرب أن بوتين لا يعرف أن الحرب ستكون مكلفة وباهظة الثمن”.
وذكر: أن “الدبلوماسية مستمرة من جميع الأطراف وحتى مع اشتعال الجبهة الشرقية، ولكن لا يوجد أي اتجاه معين نعتقد أنه سيصل لإيجاد حل للازمة لان هناك فروق شاسعة بين ما يطلبه الطرف الروسي ومستعدة أن تقدمه الأطراف الغربية الممثلة في الناتو وواشنطن والاتحاد الأوروبي”.
وأضاف “لا يُوجد أي نقطة حتى الان لبدء الحوار حولها، وهناك ثبات في الموقف من الطرفين، وتضاد في الموفق بين الطرفين وليس من السهل الحل الدبلوماسي، ولا يُوجد أي تعويل على أي مسار دبلوماسي معين”.
وواصل “هناك مخاوف كبيرة على أمن أوروبا، لأنه يوجد حشد عسكري واضح وكبير على الحدود الأوروبية، وهذا مقلق جدًا لأن أي خطأ مقصود أو غير مقصود، قد يشعل أزمة أكبر من تلك التي نراها في أوكرانيا”.
ونوه بأن “هناك مخاوف محقة من الطرف الاوروبي خصوصا وان الوضع الاقتصادي في اوروبا ليس جيد مع تداعيات ازمة كورونا ، والامن العسكري لاوروبا مهدد حيث يوجد ما يقارب 200 الف جندي روسي من جهة ولكن هناك أيضا مخاوف على الامن الاقتصادي والامن الغذائي اكثر من الامن العسكرين و على المدى القصير هناك مخاوف محقة في اوروبا حول الامن ولكن على المدى الطويل ماستؤدي اليه هذه الازمة سيكون له فوائ دايجابية على امن اوروبا اذا ستطاع اوروبا والناتو وضع حدا لتجاوزات الروسية في المنطقة”.
وحول إمكانية فرض العقوبات على روسيا، قال "الغبرا" “بالطبع ستفرض واشنطن عقوبات مالية وبنكية و دور واشنطن لرفض العقوبات ولكن هناك أيضا عقوبات أوروبية متوقعة لاسيما و تتجه المانيا نحو دعم صف الناتو ووحدته في مواجهة روسيا، وتابع: العقوبات الامريكية مع أهميتها سوف تتعاون مع العقوبات الاوروبية وم نثم تقوم أوربا بتنفيد العقوبات الأمريكية السابقة والحالية”.
وتابع: العقوبات سوف تضر روسيا بشكل كبير للغاية ولكنها سوف تكون موجعة للأوروبية أيضا، فاذا تم فرض عقوبات على روسيا التي يتم استيراد النفط والغاز منها لأوروبا سوف تتضرر اقتصاديا بشكل كبير ولكن أوروبا ستكون مهدةة ستواجه أزمة طاقة كبيرة.
وواصل “العقوبات هي الوسيلة الوحيدة غير العسكرية المناسبة لروسيا الان مشيرا إلى أن بوتين لن يجازف ويخوض الحرب لأن النتائج غير مضمونة تماما والدعم الغربي العسكري لاوكرانيا يساعد على التاكيد على هذه النتيجة”.
وأوضح أن بوتين كان يعول على أمرين وهما ضعف أوروبا بسبب تداعيا فيروس كورونا وضعف الموقف الأمريكي بسبب تداعيان الانسحاب من أفغانستان.
وأشار إلى أن أسلوب الحرب الحديث لايعتمد على خطوط التماس كما كان في الماضي، مشيرًا إلى أن بوتين يعتبر أي تمدد لقوات الناتو خسارة لروسيا وهو هو لب الحرب الباردة، ولكن هناك رغبة لدى بوتين في أن يعود بروسيا للساحة الدولية لسابق عهدها.