بعد لقاء السيسى بالرئيس النيجيرى.. كيف تطورت العلاقات المصرية- النيجيرية؟
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالرئيس النيجيرى محمد بوهارى، خلال القمة الأوروبية الإفريقية.
وترصد "الدستور" تاريخ العلاقات بين مصر ونيجيريا.
تعد نيجيريا واحدة من أكبر ثلاث كيانات فى القارة الإفريقية، وتعود العلاقات الثنائية إلى مطلع الستينيات عقب استقلالها عام 1960، تبادلت مصر ونيجيريا العلاقات الدبلوماسية عام 1961، حيث افتتحت مصر سفارة لها فى لاجوس، ثم نقلت للعاصمة الجديدة أبوجا عام 2001، وارتكزت فى البداية على الجوانب السياسية، وخاصة المشاركة فى دعم القضايا الإفريقية، وتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية وتصفية الاستعمار، وتمثلت إرهاصات العلاقات الاقتصادية فى تبادل تشغيل الخطوط الجوية لمصر للطيران وفتح مكتب لشركة النصر للتصدير والاستيراد فى لاجوس. كما ساعدت مصر نيجيريا من خلال توفير الخبرات البشرية اللازمة، حيث أرسلت مصر 300 طبيب مصري للعمل بعقود مع الحكومة النيجيرية بعد أن تركها عدد من الخبراء الأوروبيين .
في 16 نوفمبر 1960، أوفدت الجمهورية العربية المتحدة بعثة شرف وصداقة لنيجيريا لحضور الاحتفالات التي أقيمت في لاجوس بمناسبة تنصيب الرئيس "بنجامین نامدي أزيكيوي" حاكماً عاماً لنيجيريا، وحمل "كمال السيد" رئيس البعثة رسائل شخصية للرئيس النيجيري من الرئيس جمال عبد الناصر، وكذلك حمل له دعوة لزيارة الجمهورية العربية المتحدة، ورد "ازيكيوي" بأن نيجيريا تكن كل الاحترام للرئيس جمال عبد الناصر، والنيجيريون فخورون بقيادته لمسيرة تحرير الشعوب الأفريقية.
سعى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلي دعم أواصر الصداقة بينه وبين أول رئيس وزراء لنيجيريا عقب الاستقلال عام 1960، وهو ما أسفر عن بدء التمثيل الدبلوماسي وافتتاح المركز الثقافي المصري في كانو وتوطيد العلاقات بين الشعبين.
فى عام 1965 زار الرئيس جمال عبد الناصر نيجيريا، وكانت زيارة قصيرة حيث توقف في مطار مدينة كانو بنيجيريا للتزويد بالوقود خلال عودته للقاهرة عقب زيارته التاريخية إلى غينيا، قائلاً في رده على سؤال صحفي : "إنني آمل أن تكون زيارتي القصيرة والممتعة قد أسهمت في دعم العلاقات بين الجمهورية العربية المتحدة ونيجيريا. والجمهورية العربية المتحدة ستفعل كل ما في وسعها لمساعدة نيجيريا، وهى على استعداد أيضاً للتعاون تعاوناً تاماً مع الدول الإفريقية الأخرى لصالح الوحدة الإفريقية"، وقد استغل الرئيس عبد الناصر وجوده، وقام بجولة بسيارة مكشوفة في شوارع مدينة كانوا لعدة ساعات، حيث استقبله النيجيرون بحفاوة أسطورية.
تعد السفارة المصرية بالعاصمة النيجيرية أبوجا، الأكبر فى القارة الإفريقية، والتى تم الانتهاء من إنشائها بواسطة شركة المقاولون العرب المصرية النيجيرية في 10 أكتوبر 2013، ومما يؤكد رغبة الجانب المصرى فى تقوية العلاقات بين البلدين وجود المركز الثقافى المصرى فى مدينة كانو شمال نيجيريا، والمكتب التجارى فى مدينة لاجوس عاصمة نيجيريا الاقتصادية، بالإضافة إلى البعثة المصرية بأبوجا التى تعتبر إحدى أكبر البعثات فى القارة الإفريقية والعالم.