«بل أحياء».. راحلون يشاركون فى معرض الكتاب: «ويبقى الأثر»
قد يكونون رحلوا بأجسادهم، كُتبت شهادات وفاتهم على الورق، لكن مثل هؤلاء كتبوا لأنفسهم الخلود بمجموعة من الكتابات والإبداعات فى مختلف فنون الكتابة، من مقالات وروايات وقصص قصيرة وكتب تأريخ اجتماعى وسياسى.
فى السطور التالية، تستعرض «الدستور» مجموعة من الإصدارات التى كتبها كُتّاب وباحثون وروائيون راحلون، أو حتى كُتبت عنهم، وتُزين مكتبات الدورة ٥٣ من معرض القاهرة الدولى للكتاب، المقامة حاليًا حتى ٦ فبراير المقبل.
ياسر رزق يؤرخ لـ«سنوات الخماسين» بين 25 يناير و30 يونيو
على الرغم من رحيله الذى أثار موجة كبيرة من الحزن، خاصة فى الوسط الصحفى والإعلامى، يبقى كتاب «سنوات الخماسين.. بين يناير الغضب ويونيو الخلاص»، للكاتب الصحفى ياسر رزق، الرئيس السابق لمجلس إدارة «أخبار اليوم»، من أهم إصدارات الدورة الحالية من معرض القاهرة الدولى للكتاب.
ويتضمن «رياح الخماسين» رصدًا دقيقًا وموضوعيًا لأحداث حقبة هى الأصعب فى تاريخ مصر الحديث، منذ اندلاع ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ وحتى ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، ومعلومات ومواقف يكشف عنها للمرة الأولى ويرويها الكاتب من موقع الشاهد، بحكم عمله الصحفى وقربه وصلاته الوثيقة بدوائر صناعة القرار أثناء تلك الفترة الحرجة من تاريخ البلاد.
وقال «رزق»، فى تصريحات سابقة، إن هذا الكتاب جزء من ٣ أجزاء تُطرح تحت عنوان «الجمهورية الثانية»، لكن القدر لم يمهله ليكمل الجزءين التاليين، ورحل عن دنيانا تاركًا سيرة مشرفة فى بلاط صاحبة الجلالة، الأربعاء الماضى.
وفى أولى صفحات الكتاب، قدم ياسر رزق إهداءً إلى الشعب المصرى، قال فيه: «إلى شعب عظيم لا يرضخ لظلم، ولا ينحنى لعاصفة، ولا يركع إلا لرب العباد»، كما وجّه رسالة خاصة للأجيال الجديدة، جاء فيها: «إلى أجيال آتية هذه ملامح من قصة آبائكم فى زمن عصيب، ولمحات من حكاية وطنكم فى حقبة فاصلة، عساها تنير لكم طريقًا، وتُعبّد دربًا، وأنتم تشيدون مجدًا جديدًا، معطرًا بعظمة تاريخ».
وجاء أيضًا فى مقدمة الكتاب: «قبل أن أبدأ، هذه ليست محاولة لكتابة تاريخ، إنما محاولة لقراءة حاضر، علّنا نهتدى بها عند مفارق طرق قد تقابلنا فى المستقبل، فلا يمكنك أن تؤرخ لأحداث ماضٍ قريب، بينما هى تنبض وتتحرك وتتفاعل، أو هى ما زالت تدمى وتوجع وتؤثر».
أحمد خالد توفيق يوثق رحلة «الميرانتى» إلى الهند
يظهر الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق فى الدورة الحالية من معرض القاهرة الدولى للكتاب من خلال طرح رواية جديدة له تحمل اسم «الميرانتى.. أمير البحار»، عن دار «كيان» للنشر والتوزيع.
وفى ٧ مايو ٢٠١٨، حصدت رواية «الميرانتى.. أمير البحار» جائزة «أفضل قصة ذات مضمون تاريخى»، ضمن جوائز مسابقة «مصطفى عزوز» لأدب الطفل، الممنوحة من قبل منتدى أدب الطفل والبنك العربى فى تونس.
وجاء فى تصدير دار «كيان» للرواية: «تقلع السفينة فاردة شراعها مغادرة ماليندى، فى الأيام التالية أُصبت بدوار بحر رهيب، لكن حينما استطعت أن أتمالك نفسى أخيرًا بدأت أراقب سير الأمور.. كان دا جاما فظًا خشنًا، وهذا يتناسب مع مسئولياته الكثيرة، لكنه بالفعل معجب بذلك العربى (ابن ماجد)، الذى صار مرشد الرحلة إلى الهند، وكان من حقه أن يقابل القبطان متى شاء». وأضاف: «لقد صار وجه (ابن ماجد) مألوفًا هنا بجسمه الضئيل وعمامته وضحكته، وقد سماه البرتغاليون (المعلم الفلكى)، لم يستطيعوا نطق العبارة فخرجت من أفواههم (ماليمونكا)، كذلك حاولوا تسميته (أمير البحار) فخرجت الكلمة (الميرانتى).. الآن عرفت من أين جاء هذا الاسم الغريب، (الميرانتى) هو نفسه (أحمد بن ماجد)».
صلاح عيسى يحكى قصة اغتيال شهدى عطية
كعادته دائمًا، يطل الكاتب الصحفى الراحل صلاح عيسى على محبيه وقرائه فى معرض الكتاب من خلال كتابه «الموت فى تشريفة الحليف الوطنى»، الصادر عن دار «المحروسة» للنشر والتوزيع، ويروى قصة المناضل الشيوعى شهدى عطية. واستعرض صلاح عيسى فى الكتاب تفاصيل وفاة شهدى عطية، فى ١٥ يونيو ١٩٦٠، ومما جاء فيه: «أمّا فى ذلك الصباح، ١٥ يونيو ١٩٦٠، ولثمانية أشهر سابقة، فإن (الأوردى) كان مُخصَّصًا لمَهمَّته (المقدَّسة)، التى حفَرَت اسمه بالسياط والشوم، وحتى بالدم على صفحات التاريخ، وهى أن تكون المرحلة الثالثة- الأكثر قسوة ودمويَّة- فى عملية تصفية الشيوعيين المصريين، وإجبارهم بالقهر والتعذيب على التخلِّى عن أفكارهم، وحلِّ تنظيماتهم.
نبيل فاروق يبتعد عن «البوليسية» بقصص قصيرة
صدرت عن دار «دوِّن» للنشر والتوزيع، الأعمال القصصية الكاملة للدكتور نبيل فاروق، وهى قصص اجتماعية تعكس الواقع الذى نعيش فيه، وتدور حول المصريين والمجتمع المصرى والنفس الإنسانية، وبعضها قصص عن البلد وأحواله وأحوال ناسه.
وذكرت الدار أن الدكتور نبيل فاروق برع فى وصف الشخصية المصرية من خلال قصصه القصيرة المُعبِّرة عن حال المصريين ومشكلاتهم ومعاناتهم وأفكارهم وما يشعرون به، لذا كان لا بُد أن نجمع هذه القصص المتنوعة لنضعها فى كتاب. وأضافت: «على عكس الطابع الذى يميز الدكتور نبيل فاروق فى أعماله، وهو الطابع البوليسى، تجىء هذه القصص الاجتماعية لتبرز براعته فى الكتابة عن البلد وناسه.
أحمد مدحت يُدوّن آخر ما كتبه فى «هذا أنا»
أُصيب الكاتب الشاب أحمد مدحت بفيروس «كورونا المستجد» فى ٢٩ مايو ٢٠٢١، وبعد أقل من ١٠ أيام تمكن منه الفيروس، ليغادر دنيانا يوم ٨ يونيو التالى، فى رحيل مثّل صدمة لكل الوسط الثقافى والإبداعى.
ويحضر أحمد مدحت فى الدورة الحالية من معرض الكتاب، ليس بروحه فقط، ولكن من خلال كتاب يحمل عنوان «هذا أنا»، عن دار «معجم» للنشر، يتضمن آخر ما كتبه الراحل من مقالات. ويضم الكتاب مجموعة مقالات إنسانية عن الصداقة والحياة والعلاقات بشكل عام، إلى جانب جزء يتحدث عن الكتابة والكُتّاب والسينما، علاوة على رأيه الشخصى فى عدد من المشاهير، وتأثيرهم عليه وعلى المجتمع عامة.
وحيد حامد كتابان عن حياة ووصايا «الفلاح الفصيح»
جمهور معرض الكتاب سيكونون على موعد مع كتابين عن الكاتب الكبير الراحل وحيد حامد، أولهما هو «الفلاح الفصيح» للناقد طارق الشناوى، عن سلسلة «كتاب اليوم» التى تصدرها مؤسسة «أخبار اليوم».
الكتاب محاولة لتوثيق حياة وحيد حامد، الذى عُرف بتقديمه أعمالًا اجتماعية لها بعد سياسى وتناقش قضايا المجتمع المصرى بشكل صادق جدًا، وأخرجها أهم المخرجين المصريين، ومنهم: سمير سيف وشريف عرفة وعاطف الطيب.
الكتاب الثانى صدر عن دار «كنوز» للنشر والتوزيع، تحت عنوان «وصايا وحيد حامد»، للكاتب شريف عارف، الذى قال إن كتابه الجديد يقدم حوارات خاصة أجراها مع الكاتب الراحل، على مدى السنوات العشر الأخيرة من حياته، وتم تسجيلها صوتيًا لساعات طويلة.
وأضاف «عارف»: «وحيد حامد من الشخصيات التى تتوقف أمامها طويلًا، كراصد لمجتمعه من زاوية مختلفة دائمًا، فهو يعد ترمومترًا للمجتمع المصرى، الدارس لتفاصيله وآلامه وأفراحه، المدرك لوقت غليانه أو استقراره النسبى».
وأشار إلى أن «الصدفة وحدها هى التى ألقت بى فى طريقه، وجاءت به ليعيد ترتيب أفكارى، وربما نظرتى إلى الأشياء»، مختتمًا بقوله: «هذا الكتاب فى ظاهره هو ثرثرة خاصة بينى وبين الأستاذ- رحمه الله- لكنه فى الباطن مجموعة كبيرة من الوصايا.. تصلح لكل زمان ومكان».