الحقيقة الغائبة عن الفيروس القاتل
المجتمع المصرى بمختلف فئاته يعانى منذ أيام من نوع جديد من الخوف الذى وصل إلى حد الذعر، ولاتزال الحقيقة غائبة، وكأنه لا يكفينا ما نحن فيه من قلق وذعر واكتئاب عام بسبب الإخوان المتأسلمين وجرائمهم اليومية، وسقوط شهداء وجرحى من الشعب المصرى بسبب عملياتهم الإرهابية، إذا بنا أمام مرض جديد يؤدى إلى الموت بسرعة شديدة بعد ظهور فيروس قاتل غير معروف كنهه حتى الآن ، ولا أحد يصارحنا بحقيقته.
والغريب فى الأمر أن المسئولين عن صحة الشعب المصرى بوزارة الصحة لا يصارحوننا بحقيقة هذا المرض المميت المخيف، فبينما انتشرت حالة من الذعر بين الأطباء بسبب وفاة ٤ منهم إثر إصابتهم بالتهاب رئوى حاد، أعقبه مضاعفات أدت إلى وفاتهم بسرعة دون التوصل إلى تشخيص محدد لما حدث للجهاز التنفسى ومعرفه الفيروس المسبب للوفاة، وقبلها تساقط عدة ضحايا لهذا المرض الغريب الذى قال بعض الأطباء إنه إنفلونزا الخنازير إلا أن وزارة الصحة تنفى وجود فيروس قاتل.ويبدو أن المعلومات عن هذا المرض مجهولة، وأن هناك قصوراً فى كيفية مواجهته أو التطعيم ضده، كما رفضت وزارة الصحة القول بأن ثمة فيروسات مميتة فى البلد، وإن كانت قد أقرت د.مها الرباط وزيرة الصحة بأن إنفلونزا الخنازير أصبحت إنفلونزا موسمية طبيعية، وأعلنت وزارة الصحة أن هناك حالات إصابة بإنفلونزا الخنازير، ولايوجد متوفين من الأطباء بسببها، إلا أن مجلس نقابة الأطباء قرر رفع دعوى قضائية ضد وزارة الصحة بعد حوادث الوفاة التى حدثت لبعض الأطباء، نتيجة عدوى غير معروفة وذلك بهدف إلزام وزارة الصحة برفع بدل العدوى الهزيل المقرر وهو ١٩جنيهاً.
إن حالة الذعر تجتاح المجتمع، لأن الحقيقة غائبة وهذا الأمر أصبح غير مقبول فى ظل انتشار الشائعات، وتدهور حال المستشفيات العامة التى يعالج فيها أبناء الشعب من الفقراء وغير القادرين على تحمل تكاليف العلاج الباهظة فى المستشفيات الخاصة، فماذا يفعل المواطن الآن أمام هذه المعضلة؟ وكيف يمكن الوقاية من هذا الفيروس المميت والمعدى، إذا كانت وزارة الصحة المسئولة عن صحة الناس تنفى وجوده أساساً؟ وأين يوجد التطعيم الخاص به؟ أم أنه ليس هناك تطعيم ضده أصلاً فى مصر؟ وكيف يمكن حماية أبنائنا منه وكيف يمكن حماية أنفسنا منه؟
وهناك تساؤل آخر مهم لابد أن يطرح نفسه مع نفى وزارة الصحة لوجود فيروس مميت..إذن ما هو المرض الذى بسببه توفى الأطباء الأربعة مؤخراً؟
للأسف الشديد أن وزارة الصحة حتى الآن لا تمتلك الشفافية لتعلن لنا الحقائق كاملة، والغريب أن زمن إخفاء الحقائق قد ولى، ولم يعد مقبولاً. ولا يمكن إخفاء الحقائق عن الشعب المصرى لمدة طويلة، فإذا كان هذا الفيروس موجوداً ويعلم الأطباء ذلك، فمن واجب المسئولة الأولى عن صحة المصريين د.مها الرباط أن تخرج للشعب لتعلن لنا عن الحقيقة كاملة أياً كانت، وتفاصيلها وكيفية حماية المصريين من هذا المرض الذى يصيب الجهاز التنفسى، ثم يؤدى إلى الوفاة السريعة، إن هذا أكرم حل حتى يمكن مواجهته والوقاية منه قبل أن يصبح وباء يقتل المزيد من المصريين الأبرياء.
هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.