«خطر متحرك».. حكايات مواطنين أصيبوا بكورونا دون أعراض
منذ انتشار جائحة كورونا لفت انتباه الباحثين حول العالم التأثيرات المتباينة للفيروس على المصابين ففي الوقت الذي يحتاج فيه للبعض للعناية المركزة وقد تصل للوفاة هناك أشخاص لا تظهر عليهم أي أعراض ويكشفون عن طريق الصدفة إصابتهم بالفيروس.
ومع ظهور المتحور الجديد أوميكرون الذي رأى الباحثين أنه سريع الانتشار والعدوى وفترة حضانة المصاب له أقصر، ولا تظهر أعراض شديدة على المصابين به ، "الدستور" تعرض حكايات مواطنين أصيبوا بكورونا ولم تظهر لديهم أي أعراض.
يعمل محمد عبد الله مراقب صحي مع بداية جائحة كورونا كان مسئول عن تتبع المخالطين للمرضى المصابين بالفيروس، وانتقلت له العدوى دون علمه لأنه لم يكن لديه أي أعراض، وقال "كنت أجرى تحليل روتيني قبل سفري لأهلي لأن طبيعة عملي تتطلب الاختلاط بالمصابين بالعدوى وكنت خائفًا من نقلها لوالدي الكبار في السن، ولكن فوجئت بالنتيجة تظهر إيجابية لأنني لم يكن لدي أي أعراض.
وتابع قمت بعزل نفسي لمدة أسبوع لكنني لم أحصل على أي أدوية فالطبيب أكد أنه بدون أعراض لن يكون هناك أي أدوية، وطلب مني اتخاذ الإجراءات الاحترازية العادية لأن العدوى من الممكن أن تنتقل مني لشخص آخر لا يتحمل أعراضها، وبالفعل عزلت نفسي وبعد أسبوع ذهبت لإجراء تحليل آخر لأجد النتيجة قد تحولت إلى سلبية، وتخلص جسدي من الفيروس دون أن أشعر بأي أعراض.
وسبق لباحثين سويسريين عام 2020 أن أجروا دراسة واسعة أظهرت أن ما بين ربع وثلث جميع الإصابات خالية من الأعراض، ومع ظهور متحور أوميكرون، فإن الفيروس يمكن أن ينتقل قبل يوم إلى يومين من ظهور الأعراض وبعد يومين إلى ثلاثة أيام من ظهورها، وأفضل طريقة للتأكد من خلو الشخص من الإصابة هي إجراء اختبار الأجسام المضادة (Antigen)، لاكتشاف ما إذا كان الشخص لا يزال ناقلاً للعدوى أم لا.
جهز شريف إسماعيل أوراق سفره للمغادرة إلى الإمارات، وفي المطار أجروا له تحليل "بي سي آر" ليكتشف إصابته بالفيروس، وقال لم يكن لدي أعراض توحي بإصابتي بكورونا فكنت أذهب لعملي يوميًا وصحتي جيدة وفي المطار عندما أجروا لي التحليل وجدوا العدوى لدي فمنعوني من السفر وعزلت نفسي في المنزل.
وتابع بعد أسبوع من العزل أجريت تحليل آخر لتظهر العينة إيجابية مرة ثانية ولم أكن أحصل على أي أدوية نظرًا لعدم وجود أعراض، لثلاثة مرات متتالية في ثلاثة أسابيع قمت أقوم بإجراء التحليل الذي يؤكد وجود الفيروس في جسدي، وبعد مرور شهر انتهت العدوى التي بدأت بدون أعراض من البداية.
كشف البروفيسور أليكسي أغرانوفسكي من قسم علم الفيروسات بكلية الأحياء بجامعة موسكو، عن خطورة المصابين بمتحور "أوميكرون" دون ظهور أعراض المرض، على المحيطين بهم.
وأشار أن أعراض الإصابة بكورونا ، قد لا تظهر لدى بعض المصابين بأي من سلالات الفيروس التاجي المستجد، مضيفًا وعلى الرغم من أن المصاب لا يشعر بأي أعراض للمرض ويشعر بصحة جيدة، إلا أن الاختلاط به يشكل خطورة على المحيطين، حيث قد يؤدي الاختلاط بمثل هؤلاء الأشخاص، إلى الإصابة بالشكل الحاد من كورونا.
.ويقول، "إن الجانب السلبي لعدم ظهور أعراض للإصابة بمتحور "أوميكرون"، هي أن المصاب لا يعرف أنه حامل للفيروس التاجي المستجد، وهذا يزيد من احتمال انتقال العدوى إلى الآخرين".