في ذكراه.. كتاب بطاركة: البابا مركيانوس كان ناظرا للمدرسة اللاهوتية الكبرى
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بتذكار نياحة البابا مركيانوس رقم 81 في تعداد بطاركتها.
وقال كتاب التاريخ الكنسي، المعروف بـ"السنكسار"، إن في مثل هذا اليوم من سنة 154 م تنيح القديس مركيانوس بابا الإسكندرية الثامن، و قد ولد بالإسكندرية، ولما تنيح البابا أومانيوس اجتمع الآباء مع الشعب بثغر الإسكندرية، وتشاوروا من يقيمونه على الكرسي عوضا عنه، فوقع اختيارهم جميعا على مركيانوس لعلمه وتقواه فأقام على الكرسي تسع سنين وشهرين و26 يوما مداوما علي تعليم رعيته حارسا لها من التعاليم الغريبة.
ولما أكمل سعيه الصالح مرضيا للرب تنيح بسلام.
بينما قال الجزء الأول من كتاب بطاركة عظماء لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية إنه كان من مواليد الإسكندرية وكان عميدًا للمدرسة اللاهوتية، وعند نياحة البابا أومانيوس البطريرك السابع أجمع الأساقفة رأيهم على تقديم مركيانوس للكرسي البابوي ورسموه رئيسًا عليهم، فسار في خطة أسلافه واعظًا ومرشدًا لقطيع الرب.
كان مشهودًا له بالأخلاق والفضائل الحميدة وبعلمه وتقواه وتواضعه، وقد ارتقى السدة المرقسية في شهر هاتور سنة 146م في عهد الإمبراطور أنطونيوس بيوس، وحقق آمال من انتخبوه من هداية النفوس وتهذيب الأخلاق رغم الاضطهاد الشديد الذي كان مشتدًا على المسيحيين وقتئذ، إلا أنه لم يبالِ بهذا الاضطهاد بل كان شجاعًا في كل المواقف ومبشرًا وواعظًا وحقق مكاسب عظيمة للكرازة المرقسية فأقام على الكرسي راعيًا رعية السيد المسيح تسع سنين وشهرين مداومًا على تعليم رعيته حارسًا لها من التعاليم الغريبة والفلسفات الوثنية إلى أن رقد بسلام كما عاش بسلام في 6 طوبة سنة 155 م.
قد خلفه في نظارة المدرسة اللاهوتية الفيلسوف الذائع الشهرة العلامة بنتينوس.