الكنيسة القبطية: إيليا النبي صعد إلى السماء حيا ولا يزال حتى الآن
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بتذكار صعود إيليا النبى إلى السماء حيًا.
وقال كتاب التاريخ الكنسي، المعروف بـ"السنكسار"، إن في مثل هذا اليوم كان انتقال النبي إيليا التشبي إلى السماء حيا، وكان هذا النبي في أيام آخاب الملك، وقد غمر قلبه الحزن إذ رأي آخاب الملك قد تحول من عبادة اله إسرائيل إلى عبادة الأوثان وانقاد إلى إيزابيل الملكة التي ساعدت كهنة بعل زبوب، فانتشرت عبادة الأوثان في أيامه.
ولذلك وقف أمامه يوما وقال له "حي هو الرب اله إسرائيل الذي وقفت أمامه انه لا يكون طل ولا مطر في هذه السنين إلا عند قولي"، وفي الحال جفت الأنهار ويبس العشب وصار القحط والغلاء في الأرض كلها ولكن الله لم يتخل عن عبده الغيور فأمره الرب ان يمضي إلى نهر كريث وكانت الغربان تأتى إليه بخبز ولحم صباحا ومساء.
وأمر الله فجف ماء النهر ولكنه لم يترك إيليا أيضا، إذ أمره ان يذهب إلى صرفة صيدا وهناك وجد امرأة أرملة تجمع حطبا فطلب منها خبزا ليأكل.
فقالت له: "حي هو الرب إلهك إنه ليست عندي كعكة ولكن ملء كف من الدقيق في الكوار وقليل من الزيت في الكوز وهاأنذا أقش عودين لأتى واعمله لي ولابني لنأكله ثم نموت، فقال لها ايليا لا تخافي ادخلي واعملي كقولك ولكن اعملي لي منها كعكة صغيرة أولا، ثم اعملي لك ولابنك أخيرا، لأنه هكذا قال الرب اله إسرائيل ان كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص إلى اليوم الذي يعطي الرب مطرا علي وجه الأرض، فذهبت وفعلت حسب قول إيليا وأكلت هي وهو وبيتها أياما.
وأقام عند الأرملة إلى انقضاء زمن الغلاء، وكان لها ولد قد مرض واشتد مرضه جدا حتى لم تبق فيه نسمة ورأي النبي حزن المرأة فأخذه منها وصعد به إلى العلية التي كان مقيما بها وصلى لأجله وتمدد عليه ثلاث مرات فسمع الرب لصوت ايليا ورجعت نفس الولد إلى جوفه فعاش فاخذ الولد وأعطاه لامه حيا.
ولما علمت إيزابل أن ايليا قد ذبح كهنة البعل هددته بالقتل، فلما رأي ذلك منها صغرت نفسه وذهب إلى جبل حوريب حيث اختبأ فكلمه الرب ما لك ههنا فقال يا رب قتلوا أنبياءك وهدموا مذبحك وبقيت أنا وحدي وهم يطلبون نفسي فقال له لا تخف فإني قد أبقيت لي سبعة آلاف ركبة لم تجث للبعل.
ولما مات آخاب وملك اخزيا وعمل الشر في عيني الرب سقط من الكوة ومرض فأرسل رسلا إلى إله عقرون ليسألوه إن كان يبرا من هذا المرض، فالتقي إيليا النبي بالرسل وقال لهم قولوا للملك هكذا قال الرب "أليس لأنه لا يوجد في إسرائيل إله تذهبون لتسألوا بعل زبوب اله عقرون، لذلك فأن السرير الذي صعدت عليه لا تنزل عنه بل موتا تموت".
فلما قالوا للملك هذا عرف أنه إيليا النبي، أرسل إليه رئيس خمسين وكان النبي جالسا على رأس الجبل فقال له القائد يا رجل الله أنزل إلى الملك، فأجاب إيليا: إن كنت انا رجل الله فلتنزل نار من السماء وتأكلك أنت والخمسين الذين معك، فنزلت نار من السماء وأكلته هو والخمسين الذين له ثم أرسل الملك رئيس خمسين آخر، وقال كما قال الأول ونزلت نار وأكلته هو والخمسين الذين له أما الثالث فقد جاء وجثا على ركبتيه أمام إيليا وتضرع إليه وقال له بإتضاع، فنزل معه بأمر الوحي وذهب إلى الملك وبكته علي فعله ومات الملك على سريره.
وبعد ذلك مضى إلى نهر الأردن ومعه اليشع تلميذه حيث ضرب الماء بردائه فانفلق إلى نصفين فعبرا كلاهما في اليابس، وفيما هما يتكلمان إذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد ايليا في العاصفة إلى السماء.