رغم توفر جرعات لقاح كورونا.. دول تعاني لإقناع المواطنين بالحصول على التطعيم
في الوقت الذي يتم فيه تجهيز المزيد من شحنات اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لكي يتم تطعيم مليارات الأشخاص الذين تُركوا في العام الماضي بدون أن يحصلوا على اللقاح، وبينما صارت هناك لقاحات جديدة تشق طريقها إلى المواطنين، تكافح عشرات الدول من أجل توصيل إمدادات اللقاحات وتطعيم الأشخاص بها.
وقالت وكالة "بلومبرج" للأنباء في تقرير لها أعده الكاتبان جيمس باتون، وأنتوني سكوازين، إن ندرة المراكز المخصصة للحصول على اللقاحات في الكاميرون، وضعف التواصل مع الجمهور وإنكار وجود فيروس كورونا بالأساس في جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلى جانب نقص توفر المحاقن في كينيا، تعد من بين العقبات التي تؤدي إلى تعقيد عمل حملات التطعيم.
- حالة من اللامبالاة واعتبار متحور "أوميكرون" أقل خطورة في زيمبابوي
أما في زيمبابوي، التي كانت في البداية تتصدر سباق إعطاء اللقاحات بالمقارنة مع الكثير من الدول الاخرى، فقد أدى وجود حالة من اللامبالاة واعتبار متحور "أوميكرون" أقل خطورة، إلى إبطاء وتيرة حملة التطعيمات؛ كما تحولت الطوابير الطويلة التي كان يصطف بها المواطنون من أجل الحصول على اللقاح، إلى مجرد أعداد قليلة من الراغبين في التطعيم.
ومن جانبها قالت أجنيس ماهومفا، المنسقة الرئيسية لقوة المهام الوطنية في زيمبابوي المعنية بالتعامل مع أزمة كورونا، "بالنسبة للقاحات، فإن لدينا منها الكثير إن الأمر حاليا يتعلق بكيفية نظر المواطنين للقاحات، وإقناعهم بالحصول عليها ".
ويوجد حاليا لدى برنامج "كوفاكس" العالمي الذي يحظى بدعم منظمة الصحة العالمية، والذي يعمل على توفير اللقاحات للدول الفقيرة والذي ظل متلهفا من أجل الحصول على لقاحات في معظم عام 2021، ما يقترب من مليار جرعة لقاح في شحنات، ومع تحول التركيز إلى زيادة التحصين في الدول الأفقر بأفريقيا ومناطق أخرى في العالم، ينتاب المسؤولون حالة من القلق من أن يؤدي الانتشار السريع لمتحور "أوميكرون" إلى ظهور المزيد من المتحورات القادرة على الصمود أمام اللقاحات.
- معوقات التحصين
وقال سيت بيركلي، رئيس تحالف "جافي" العالمي للتحصين واللقاحات، وهو شريك رئيسي لبرنامج "كوفاكس"، إن هناك ما يصل إلى 20 دولة تكافح من أجل استخدام جرعاتها من اللقاحات، وذلك بسبب المعوقات المرتبطة بسلاسل التوريد، وتردد المواطنين، بالاضافة إلى عوامل أخرى.
وتصل اللقاحات المتبرع بها بعد فترة قصيرة من الاخطار بها، كما تكون مدة صلاحيتها قصيرة، مما يزيد من صعوبة الأمر بالنسبة للأنظمة الصحية المنهكة بالفعل.
وقال مسؤولو الصحة في نيجيريا، على سبيل المثال، إنهم تمكنوا من استخدام معظم الجرعات التي تلقوها، إلا أن صلاحية بعضها كانت قد انتهت قبل استخدامها.
ولا يزال الحصول على الجرعات مسألة مثيرة للقلق البالغ بعد أن أسرعت الدول الغنية لشراء معظم المتوفر من إمدادات اللقاحات في العام الماضي، ومن الممكن أن يتسبب متحور "أوميكرون" في توسيع الفجوة بينما تقوم تلك الحكومات بتوسيع نطاق برامجها الخاصة بالجرعات المعززة.
وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، فقد تضررت آلية "كوفاكس" بسبب حظر عمليات التصدير والتأخيرات التي طرأت على الإنتاج، كما أن بعض الشركات المنتجة للقاحات لم تلتزم بعقودها.
- دروس مستفادة من الحملات الناجحة
يعد توزيع اللقاحات مصدر قلق كبير آخر، وتقوم "المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها" بإرسال مسؤولي صحة دوليين إلى المغرب ورواندا، للتعلم من حملات اللقاحات الناجحة هناك، كما قامت الوكالة بتوفير مجموعة من وزراء الصحة السابقين لتقديم المشورة للدول بشأن حملاتهم، بحسب ما يقوله مدير المراكز جون نكينجاسونج.
وأضاف "في عام 2022، كانت كل جهودنا تنصب على عنصر توصيل اللقاحات.. سنشهد زيادة في تدفق اللقاحات على القارة، وبعد ذلك سيكون العبء على الجميع من خلال العمل بصورة جماعية من أجل زيادة التوزيع ".
وتقول "بلومبرج" في تقريرها إن تحقيق هذا الهدف لن يكون سهلا، حيث تحتاج الدول إلى التغلب على نشر المعلومات المغلوطة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتمويل غير الكاف، بالاضافة إلى التغلب على المعوقات التي تحول دون إرسال اللقاحات إلى المناطق النائية.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد قالت في نوفمبر الماضي، إن هناك أربع دول في أفريقيا، من بينها جمهورية الكونغو الديمقراطية والكاميرون، كانت تستخدم باستمرار أقل من نصف الجرعات التي حصلت عليها.
- ضعف التواصل
يؤدي ضعف التواصل بشأن اللقاحات ومكان الحصول عليها أيضا إلى إحباط المحاولات التي يتم بذلها لحماية أعداد أكبر من الأشخاص، وقد تم في أوغندا إعطاء نحو 12 مليون جرعة، على الرغم من أن الحكومة حصلت على حوالي ثلاثة أضعاف هذا العدد من الجرعات، وقد حصل 3.5% فقط من السكان على التطعيم كاملا.
وفي الوقت نفسه، شهدت زيمبابوي في ذروة عمل برنامج التطعيمات الخاص بها، إعطاء أكثر من 40 ألف جرعة يوميا، و قد انخفض هذا العدد إلى أقل من 17 ألف جرعة في الخامس من يناير بحسب بيانات وزارة الصحة.
وتعد زيادة أعداد الوفيات في جنوب أفريقيا، والتي تعتبر طريقة أكثر دقة لتقييم تأثير مرض "كوفيد" - أكثر من ثلاثة أضعاف العدد الذي يتم الاعلان عنه رسميا.
كما تشير الدراسات إلى اكتشاف تسجيل حالة واحدة فقط ،ـمن بين كل 80 حالة مصابة بفيروس كورونا في أوغندا.