جرائم الاتحادية التى لن ننساها
لم ينس أى مصرى أو مصرية المشهد الدامى لأحداث قصر الاتحادية رغم مرور أكثر من عام، ولن ننساها أبداً مهما مر الوقت، أو انقضت السنوات، ومن مفارقات القدر الغريبة والمدهشة هو أن من أمر بهذه الممارسات الدموية منذ عام مضى بكل صلف وتكبر،
نراه اليوم يحاكم عليها على مرأى من العالم، هو والشبيحة الذين نفذوا أوامره والمليشيات التابعة له من الإخوان المتأسلمين.إن جرائم الاتحادية التى نتذكر كل تفاصيلها منذ خروج المظاهرات السلمية للاعتراض على الإعلان الدستورى الفاشى للمعزول، وصولاً إلى تعذيب المصريين على سور القصر الرئاسى وقتل بعضهم، تبدو فى الذاكرة وكأنها قد حدثت بالأمس، فخلالها شاهدنا أهوالاً وفظائع ترتكب فيها ضد الثوار والمتظاهرين الرافضين للإعلان الدستورى الديكتاتورى لمرسى، إلا أن تلك الأهوال رغم بشاعتها تمثل فى رأيى بداية سقوطه، وخرج علينا بعدها متباهياً بغبائه وبمنتهى الصلافه والكبر وكأنه يمتلك أقدار المصريين. وكأنه يتعامل مع زمرة من العبيد وليس مع شعب عريق هو أصل الحضارة الإنسانية، وكان دائماً ينتصر على الغزاة والمحتلين مهما كان جبروتهم او قوتهم، ومهما تجاهل بعض المتآمرين ذلك. إن سيناريو الاتحادية سيظل دليلاً دامغاً على عام أسود تولى الإخوان فيه حكم مصر فكان أداة فى يدهم لإظهار كراهيتهم للشعب المصرى، وستظل أفعالهم الدنيئة على جدار الاتحادية من سحل وتعذيب وقتل وتنكيل بالمعارضين والثوار الذين تظاهروا ضد الإعلان الدستورى الفاشى جداراً شاهقاً، يمنع مشاركتهم فى مستقبل هذا الوطن الذى استهانوا به وخانوه وباعوه بأبخس ثمن، بل إن هذا الجدار الفاصل يقف بين كل مصرى وطنى وبين الإخوان المتأسلمين وسيقف حائلاً دون مشاركة أى منهم فى الحياة السياسية، ولن يستطيع أحد من الطابور الخامس هدم هذا الجدار السميك مهما حاول، إذ تنطبق عليه عبارة... «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين»... فلقد تكشفت الحقائق وعرف المصريين الطرف الثالث الذى كان مجهولاً، والذى ظل يقتل ويسفك دماءهم ويعيث فى الأرض فساداً وترويعاً وإرهاباً.تذكرت أننى ظللت عدة ليالٍ لا أنام من قسوة مشاهد تعذيب مصريين أبرياء عند سور الاتحادية، ومنهم شباب لا ذنب لهم سوى أنهم يحبون وطنهم ويطالبون بحريتهم، وظللت أياماً أحاول أن أفهم لماذا يمكن لمصرى أن يفعل ذلك بمصرى آخر، لكن اللقطات المصورة التى تم بثها أثناء محاكمة المعزول وبعضها جديد لهى أبلغ دليل على تلك الجرائم النازية التى يقشعر لها البدن ويندى لها أى جبين.إن دماء شهداء الذين رفضوا الفاشية باسم الدين لن تذهب هباء، فالشهود يدلون بأقوالهم تباعاً وضحايا التعذيب على قيد الحياة رغم الألم النفسى والجسدى الذين حدث لهم بسبب عنف ممارسات الميليشيات الإخوانية، لن ينسى أى منا قتل محمد الجندى أو الحسينى أبو ضيف أو سحل حماده صابر أو تعذيب السفير والمهندس والبواب، وضرب السيدات والفتيات، لن تنسى أى أم مصريه آلام أمهات الشهداء ولا دموعهن التى لن تجف على مقتل أبنائهن على أيدى الإخوان المجرمين، ولن تنسى أى أم مصرية أن المعزول قد أمر بقتل المصريين جهاراً ونهاراً ومنع إنقاذ أى منهم من براثن جلاديهم الذين قيدوهم عند سور الاتحادية، والذين قيدوهم بالسلاسل الحديدية وانهالوا عليهم بالعصى حتى سالت الدماء من كل جزء من وجوههم وأجسادهم ولم يكتفوا بهذا بل حاولوا انتزاع اعترافات مزيفة منهم عنوة.إن الأيام المقبلة ستشهد توالى شهادة الشهود ضد جرائم الاتحاد المشينة، و لاشك أن السيناريو المقبل سيكون محاولات إنكار جرائمهم ولكن القصاص آت قريباً بأمر الشعب، وبفضل قضاء مصر الشامخ، ولن يقبل الشعب المصرى إلا بالقصاص العادل على هذا المشهد الدموى المروع الذى لن ننساه يوما، والذى لم يخفف منه إلا مشهد المعزول وهو يجر أذيال الخيبة فى قفص الاتهام لينال جزاءه.لقد كان العام الماضى أسوأ عام مر على المصريين فى تاريخهم الطويل، لهذا فلم يعد مقبولا أن يخرج علينا أحد بأى اقتراحات لمشاركة الإخوان المتأسلمين أو أتباعهم فى صياغة مستقبل مصر أو التسامح معهم أو المشاركة فى الحياة السياسية بأى وجه من الوجوه، لأن جرائم الاتحادية لاتزال ماثلة فى الذاكرة ولن ننساها
هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.