وزير الأوقاف: التعلم قبل التعبد لنصحح عبادتنا وأمر ديننا ودنيانا
أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن التعلم قبل التعبد لنصحح عبادتنا وأمر ديننا ودنيانا، فالعامل على غير علم كالسائر على غير هدى، والعلم النافع يشمل مطلق ما ينفع الناس في شئون دينهم ودنياهم.
واستشهد وزير الأوقاف بقول الحق سبحانه وتعالى: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ" (الزمر: 9)، ويقول تعالى: "إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ " (فاطر:28) , ويقول (عز وجل) : "يَرْفَعِ الله الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" (المجادلة:11) , ويقول سبحانه: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".
وقال وزير الأوقاف إن العلم الذي تحدث عنه القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة إنما يشمل التفوق في كل العلوم التي تنفع الناس في شئون دينهم أو شئون دنياهم، ولذا نرى أن قول الله (عز وجل): " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ" .
وتابع وزير الأوقاف :" العلم النافع هو الذي يكون سبيل هدى ورحمة ورشد لصاحبه في أمر دينه ودنياه ؤ ولذا رأينا سيدنا موسى (عليه السلام) يقول للعبد الصالح: "هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا " (الكهف: 66) , وقد قدم النص القرآني صفة الرحمة على صفة العلم حيث يقول الحق سبحانه: "فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا" (الكهف:65), فالعلم ما لم يكن رحمة لصاحبه وللناس أجمعين فلا خير فيه"
وأكد أن المراد بالعلم النافع كل ما يحمل نفعًا للناس في شئون دينهم، وشئون دنياهم، في العلوم الشرعية، أو العربية، أو علم الطب، أو الصيدلة، أو الفيزياء، أو الكيمياء، أو الفلك، أو الهندسة، أو الميكانيكا، أو الطاقة، وسائر العلوم والمعارف.
وأوضح أن قوله تعالى: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ"(الزمر: 9)، وقوله تعالى: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" (النحل: 43)، أعم من أن نحصر أيًّا منهما أو نقصُـره على علم الشريعة وحده، فالأمر متسع لكل علم نافع.
وأكمل حديثه، أن بيان ثواب تعلم الطب لا يقل عن ثواب تعلم الفقه، والعبرة بأمرين: الأول إخلاص النية لله (عز وجل)، والآخر: مدى حاجة المجتمع إلى علم من العلوم، أو صناعة من الصناعات سواء أكان الأمر واجبا كفائيًّا أم ارتقى إلى درجة الواجب العيني.
وأكد وزير الأوقاف أنه لا شك فيه أننا في حاجة إلى جميع العلوم التي نعمر بها دنيانا كحاجتنا إلى العلوم التي يستقيم بها أمر ديننا، ونخلصه بها من أباطيل وضلالات الجماعات الضالة المارقة.