باحث بشئون حركات الإسلام السياسي يرصد أسباب فشل الإخوان في حكم العالم العربي
حلل محمد توزي، الباحث المتخصص في شئون حركات الإسلام السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة أكس أون بروفانس في فرنسا، في مقال بموقع «وورلد كرنش» الأمريكي، أسباب فشل الإخوان وتيارات الإسلام السياسي المرتبطة بها في الحكم في العالم العربي، وكيف تواصل تلك الجماعات في إظهار عجزها المطلق في إدارة حكومة وطنية بشكل صحيح.
وأشار الباحث إلى أن "الإخوان" يعتمدون على ما وصفه بـ«عبادة السرية والتعتيم في إدارة أعمال وأنماط التنظيم»، واللجوء لاستخدام العنف لإسكات أي حركات معارضة ضدها، حيث يعمل أعضاء هذه المنظمة غالبا في السرية وملتزمون بمبادئ حركتهم الدينية المحافظة وغير الديمقراطية، مع عدم وجود أي انتماء للوطن أو مؤسساته القومية، جنبا إلى جنب مع استخدام القوة والعنف لتحقيق أهدافهم.
وأضاف: «ثقافة الإخوان مرتبطة بمواقفهم غير ديمقراطية التي يتردد صداها مع أكثر سمات العقيدة النيوليبرالية تشددا، مع تقديس ترنيمة الفردانية، ودور أقل للدولة ومؤسساتها، فضلا عن عدم الاكتراث بمبادئ العدالة الاجتماعية، وعدم الفصل بين الدين والسياسة، وادعائهم تمثيل الإسلام الحقيقي».
وتابع الباحث إن شعوب الدول العربية بدءا من مصر حتى المغرب، أدركت بعد ذلك زيف ورفضوا فكرة الولاية عليهم باسم الدين، لا سيما بعد أن ثبت فشل المشروع الإخواني في حل مشاكل الناس الاقتصادية والاجتماعية.
ولفت إلى أن الجماعات المرتبطة بالإخوان سعت على مدار العقد الماضي، في أعقاب ما يسمى بالربيع العربي، إلى الوصول للحكم عن طريق صناديق الاقتراع، مضيفا «لقد اعتقدوا أنهم سيجدون في نزعة المجتمع المحافظة - التي تغذت على مدى أجيال من قبل القوميين في معركتهم ضد الغرب والتي تنقلها الأنظمة القائمة - بيئة خصبة لتطوير مبادىء متزمتة ومتشددة للغاية من الإسلام، مرتبط بعدم المساواة بين الرجل والمرأة والتقليل من مكانة المرأة وحصرها في دور الإنجاب فقط».
وأوضح أن ثقافة الإخوان وجميع تيارات الإسلام السياسي في العالم العربي على مر العصور، مستوحاة بشكل اساسي من كتابات مؤسس التنظيم حسن البنا وسيد قطب عن الجهاد ومطالب النشاط السري والوعظ السري في إدارة شئون الحكم ومسائل الحريات العامة والفردية.
وواصل: «ساهمت كتابات سيد قطب، ومن بعده يوسف القرضاوي عن كتابات العلماء التقليديين، في بناء قاعدة أيديولوجية متينة - مما جعل من الممكن ترسيخ هذه القناعة التي تحولت إلى شعار تحول إلى برنامج الإسلام هو الحل»، مؤكدة أن التجارب أثبتت زيف هذه الشعارات الشعبوية التي ترددها احزاب الإخوان.