رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصطفى الخطيب يوقّع «أليست نفسا» بمعرض الكتاب بأندونيسيا

مصطفى الخطيب
مصطفى الخطيب

نظّم مجلس حكماء المسلمين، اليوم الأحد، في جناحه في معرض إندونيسيا الدولي للكتاب حفل توقيع كتاب «أليست نفساً» للكاتب المصري مصطفى الخطيب.

ألقى المؤلف في كتابه الضوء على الحضارة الإسلامية باعتبارها نموذجا مشرقا للتعايش بين كل مكوناتها الإنسانية، محاولا إبراز قيمة التعايش في هذه الحضارة التي تعدت مجرد التعايش بين البشر وبعضهم البعض، لتشمل التعايش مع كل ما في الأرض من كائنات، ومن ثمة فقد؛ تبنى رؤية الإسلام الذي جعل الإنسان مسؤولا في سلوكاته على كل ما خلق الله من كائنات.

وأهدى المؤلف كتابه إلى الدكتور محمد قريش شهاب، عضو مجلس حكماء المسلمين، وزير الشؤون الدينية السابق في إندونيسيا، والذي أبدى إعجابه الكبير بالكتاب، وأكد ضرورة أن يصل إلى المثقفين والشباب؛ ليتعرفوا من خلال على سماحة التاريخ الإسلامي، داعيًا إلى ترجمته إلى عدة لغات.

ووجه الكاتب الشكر إلى مجلس حكماء المسلمين على تبنيه الكتاب، ولجمهورية إندونيسيا، موضحًا أن إندونيسيا تمثل نموذجًا لسلام الدين الإسلامي وسماحته، وأكبر بلد إسلامي، يعيش التعايش بفطرته الإسلامية الإنسانية، ويقدمها للعالم نموذجًا يحتذى، كما سلط الكاتب في حديثه الضوء على بعض النماذج التاريخية للتعايش، مثل وثيقة المدينة المنورة وعهد نصارى نجران والعهدة العمرية، حيث أسست هذه الوثائق لمفهوم المواطنة، وحملت دلالات واضحة وصريحة على إعلاء الإسلام من قيمة الوطن والمواطنة، والتأكيد على متانة هذه الرابطة.

وناقش المؤلف في كتابه الحضارة الإسلامية باعتبارها نموذجا مشرقا للتعايش بين كل مكوناتها الإنسانية، محاولا إبراز قيمة التعايش في هذه الحضارة التي تعدت مجرد التعايش بين البشر وبعضهم البعض، لتشمل التعايش مع كل ما في الأرض من كائنات، ومن ثمة فقد؛ تبنى رؤية الإسلام الذي جعل الإنسان مسؤولا في سلوكاته على كل ما خلق الله من كائنات.

وفي حديثه عن الحضارة الإسلامية أوضح الكاتب أنه لا يقصد بها نتاج المسلمين وحدهم، بل يقصد كل نتاج لتفاعل الثقافات والحضارات التي دخل أبناؤها الإسلام، سواء كان دخولهم إيمانًا وتصديقًا واعتقادًا، أو انتماء وولاء وانتسابًا، مسلمين وغير مسلمين، فهي خلاصة لتلاقح هذه الثقافات والحضارات التي كانت قائمة في المناطق التي وصلت إليها الفتوحات الإسلامية، ولانصهارها في بوتقة المبادئ والقيم والمثل التي جاء بها الإسلام هداية للناس كافة.

وحاول الكاتب من خلال هذا الكتاب أن يؤسس لمفهومٍ أكثر شمولية واتساعًا للتعايش؛ يتضمن العلاقة التي تربط بين أي من عناصر الأسرة الإنسانية، أفرادًا أو دولًا أو مؤسسات أو قوى أو مجموعات دينية أو اجتماعية أو عرقية أو مذهبية أو لغوية، والتي يجب أن تتسم بالود وقبول الآخر والاعتراف بحقوقه الإنسانية كاملة، أيًّا كان الاختلاف الذي يميزه باعتبار أن كل البشر هم نفس واحدة في جوهرها، ومستندا إلى حادثة نبوية تعد من أعظم التجارب الإنسانية الكبرى التي انتهت بمقولة: أليست نفسا؟ أطروحة هذا الكتاب وعنوانه الذي اقترحه مدخلا للتواصل مع الجانب الإيجابي من الحضارة الإسلامية الإنسانية.