حدث في مثل هذا اليوم.. تكريس كنيسة الشهيد أبي فام الجندي بأبنوب
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم ، بذكرى تكريس كنيسة الشهيد أبى فام الجندى بأبنوب.
وقال القمص تادرس يعقوب ملطي، راعي كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس للاقباط الارثوذكس بحي اسبورتنج بمحافظة الإسكندرية، في كتاب "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية" إنه حين بدأ اضطهاد المسيحيين في عهد الإمبراطور مكسيميانوس قَبَض إريانا والي أنصنا على القديس أبي فام، وفي الليلة التي قُبِض عليه فيها ظهر له ميخائيل رئيس الملائكة وقوّاه وشجّعه على احتمال الألم، وطلب منه أن يتقدم ومعه الغلام ديوجانس ليستشهد. وقد أخبر صديقه تاوضروس بما رآه.
وأضاف: "في الصباح ودَّع القديس والديه وأصدقاءه ولبس حلة بهيّة وذهب لملاقاة الوالي. ومَنْطَق نفسه بمنطقة من ذهب وركب حصانًا، وحيَّاهُ إريانا بتحية السلام إلا أن القديس ردَّ عليه بأن "لَا سَلاَمٌ، قَالَ إِلهِي، لِلأَشْرَارِ". وحاول معه الوالي لكي يُقَرِّب ويبخّر لأبلّون وأرطاميس الآلهة، فأجابه القديس: "لن أسجد لآلهتك لأنها صُنِعت بالأيادي، لن أترك إلهي رب السماء والأرض الذي أحبني يسوع المسيح الذي مات من أجلي".
حين سمع إريانا هذا الكلام بدأ في تعذيبه بقسوة، ثم أمر جنوده بربط القديس في ذنب حصان ويسحلوه في شوارع مدينة أوسيم. وإذ رأته والدته سوسنة صارت تبكي، أما هو فقال لها: “لا تبكي يا أمي ولا تحزني، بل افرحي فإن هذا هو يوم عرسي لأكون صديقًا للعريس السماوي، مشاركًا في مجده وملكوته. هذه هي الساعة التي فيها تكون تنقية الإيمان من دنس الشكوك. هذه هي الساعة التي فيها تُقدم أجسادنا ذبيحة مقبولة لله”، إذ سمعت أمه كلماته شهدت للسيد المسيح مع جموع من المحيطين بها، فصنع الوالي أتونًا من النار، ونالت مع الجموع إكليل الاستشهاد في 28 توت".
وتابع: "أذاقه إريانا ألوانًا أخرى من العذابات، فعلّقه على خشبة ثم أمر جنوده أن يخزّقوا عقبيّ القديس ويربطوهما بسلسلتين، ويجرّوه بهما على الأرض حتى سال دمه طول الطريق إلى أن وصلوا إلى شاطئ النهر. كما قاموا بتسمير يديه، وقد ظهر له السيد المسيح الذي ثبته وشفي جراحاته، أمر الوالي بسحبه في طرق المدينة وحرقه خارجها. وقد حدث أن رجلًا أعمى سمع عما يحدث فأخذ دمًا من الأرض ولطخ به عينيه فأبصر ومجد الله.
واكمل: "ركبوا السفينة وسارت بهم إلى أن وصلوا مدينة قاو قبالة قرية تدعى طما بصعيد مصر وهناك توقّف سير السفينة، وعبثًا حاولوا ولو بقوة السحر تحريكها، فأخذ إريانا القديس أبا فام وأمر جنوده فقطعوا رأسه بحد السيف، وحمله أهل المدينة بإكرام وهم يردّدون الألحان، ودفنوه غربيّ قرية طما، وفيما بعد بُنِيَت كنيسة في ذلك الموضع. وفي أواخر عام 1995 م، أثناء توسيع الكنيسة المبنية على اسمه، تم اكتشاف جسد القديس أبي فام في يمين الداخل إلى باب الهيكل.