روائي في ذكرى صاحب قنديل أم هاشم: يحيى حقي نبي الأدباء
تحل اليوم ذكرى رحيل يحيى حقي، أحد أساطين الكتابة الصحفية والإبداعية في مصر وعالمنا العربي، وأحد جيل المؤسسين ورواد فن القصة القصيرة الذي غيبه الموت في مثل هذا اليوم من عام 1992.
وعن مشوار ورحلة يحيي حقي الإبداعي، يقول الروائي شريف صالح، في منشور عبر صفحته بفيسبوك: "تمر اليوم ذكرى رحيل مجاور أم هاشم "أم العواجز".. الصوفي الزاهد العاشق المستنير، الكاتب الصحفي الدبلوماسي، المصري التركي، رئيس التحرير التاريخي لمجلة المجلة، والأب الروحي لعشرات المواهب، صاحب القنديل وخليها على الله، رائد القصة القصيرة وأحد مجددي اللغة العربية".
أضاف شريف صالح: "مرة عملت تحقيق عن أبناء الأدباء وسألت بنته الوحيدة الأستاذة نهى عن أغرب موقف معاه.. فقالت لي إنه كان حنون جدًا.. لدرجة أنها في بداية حياتها العملية اتأخّرت في الشغل.. ومكنش طبعًا لسه الموبايلات طلعت.. فمن قلقه عليها بلغ الشرطة".
ولفت صالح إلى أن “زوجته الأولى وأم ابنته كانت صعيدية.. وتوفت بعد فترة بسيطة من الزواج ومن زعله وحبه ليها رفض الزواج لأكثر من 10 سنوات، وبعدها تزوج رسامة فرنسية وكمل حياته معاه حتى رحيله”.
وتابع “من المواقف اللي بتحكى عنه، إن لم تخنِ الذاكرة، كان بيكتب في جريدة أو مجلة اسمها التعاون الزراعي ولما الأهرام استكتبته بصفته من كبار الكتاب وبعتت له مكافأة المقال.. اعتذر عن الاستمرار؛ لأنه شاف المكافأة كبيرة جدًأ وقالهم انتو كده بتشتروني مش بتشتروا المقال”.
أشار صالح "كان يحيى حقي أكبر من نجيب محفوظ بست سنين.. وفي فترة من الفترات كان رئيسه المباشر في الشغل.. وبيحكي محفوظ عنه إزاي كان بَينزعج جدا لما محفوظ يقف لاستقباله (طبعًا محفوظ بيعمل دا مش نفاق موظفين.. لكن جنتلة منه هنلاقيها في كل تصرفاته).
وذهب صالح إلى أنه "لو كان للأدباء في مصر نبي.. فيحيى حقي نبيهم.. لفرط نقائه وشفافيته وجمال روحه.. المصري المعجون في ترابها من الصعيد.. للبحيرة.. للإسكندرية.. ويظل مسقط رأسه بجوار المقام الزينبي.. فردوس روحه وكتابته..
وختم صالح حديثه: “لما كتب روايته القصيرة قنديل أم هاشم.. طرح إشكالية العلاقة مع الغرب العلم مقابل زيت القنديل.. لا تقدر تفرض العلم بالعافية على ناس عايشة في بركة الحضرة.. ولا ضميرك هيسمح لك تسيبهم يتعالجوا بزيت القنديل اللى عمى عنيهم.. وكان الحل إنك لازم تحبهم وتتفهمهم مش تتعالى عليهم.. وتلاقي مسافة في الوسط تستفيد فيها من العلم من غير ما تحتقر قناعتهم بقداسة زيت”.