الإفتاء توضح الأعذار التي يباح فيها جمع الصلوات المفروضة
تلقت دار الإفتاء خلال البث المباشر لها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"،تساؤلًا حول حكم جمع الصلوات الخمس للمرض أو العمل.
وقال أمناء الفتوى، إن الصلاة ركن من أركان الإسلام، ومنزلتها من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، وقد عُنِي الإسلام في كتابه وسنته بأمرها، وشدَّد كل التشديد في طلبها وتقييد إيقاعها بأوقات مخصوصة.
واستدلت الدار بما جاء في قول الله تعالى: “إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا”، وقد حذَّر أعظم التحذير من تَرْكِها، فروى البخاري ومسلم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “بُنيَ الإسلامُ على خَمسٍ: شهادةِ أَنْ لا إلهَ إلا الله وأَنَّ محمدًا رسول الله، وإقامِ الصَّلاة، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصوْمِ رمضان”.
وأضاف أمناء الفتوى، أنه بلغ من عناية الإسلام بها أن أمر المسلمين بالمحافظة علي الصلاة في الحضر والسَّفر، والأمن والخوف، والسلم والحرب، حتى في أحرج المواقف عند اشتداد الخوف حين يكون المسلمون في المعركة أمام العدو.
واستشهد الأمناء قال تعالى: “حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ، فَإِنۡ خِفۡتُمۡ فَرِجَالًا أَوۡ رُكۡبَانٗاۖ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ”، أي: فَصلُّوا حال الخوف والحرب مشاة أو راكبين كيف استطعتم، بغير ركوع ولا سجود، بل بالإشارة والإيماء، وبدون اشتراط استقبال القبلة؛ قال تعالى: “وَلِلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ”.
وأوضح أمناء الفتوى أنه قد شُرع جمعُ الصلوات للعذر فتؤدَّى الظهر مع العصر تقديمًا أو تأخيرًا، وتؤدى المغرب مع العشاء، بشرط أن ينوي ذلك قبل دخول وقت العصر أو العشاء، ومِن هذه الأعذار المرض.
وعن حكم جمع الصلوات في حالة المرض تابع: الدليل على أنَّ المرض من الأعذار المبيحة للجمع بين الصلوات: هو القياس على السَّفَر بجامع المشقة في كُلٍّ مِن السَّفَر والمرض، والدليل على أَنَّ السَّفَر -والذي يقاس عليه المرض- من الأعذار المبيحة للجمع، حديث أنس قال: “كان رسول الله إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أَخَّر الظهر إلى وقت العصر ثم نزل فجمع بينهما”.