نص كلمة وزير الآثار خلال احتفالية افتتاح طريق الكباش
شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال حفل افتتاح طريق الكباش، فيلما تسجيليا عن محافظة الأقصر بعنوان “الأقصر السر”.
وسلط وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني خلال الفيلم الضوء على حجم السياحة في الأقصر، ومدى تعلق السائحين بها.
كما استضاف الفيلم أحد السياح الذين أقاموا في الأقصر منذ أكثر من 15 عاما ومدى ارتباطه وتعلقه بها.
واختتم الفيلم برسالة من وزير السياحة عن الأقصر، طمأن فيها الجميع قائلا "بلدنا أمنة".
وطريق الكباس عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة، وكانت تحيى داخله أعياد مختلفة، منها عيد "الأوبت"، وعيد تتويج الملك، ومختلف الأعياد القومية تخرج منه، وكان يوجد به قديما سد حجري ضخم كان يحمى الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية فى الدولة الحديثة (الأسرة 18) والعاصمة الدينية حتى عصور الرومانية.
وطريق الكباش، هو طريق المواكب الكبري يربط بين معبد الأقصر ومعابد الكرنك، وبدأ بناء هذا الطريق على يد الملك أمنحتب الثالث الذي بدأ تشييد معبد الأقصر، ولكن النصيب الأكبر من التنفيذ يرجع إلى الملك نختنبو الأول، مؤسس الأسرة الثلاثين.
ويبلغ طول الطريق 2750 مترا، وعرض 700 متر، ويصطف على جانبيه حوالي 1200 تمثال، نُحت كل منها من كتلة واحدة من الحجر الرملي، وأقيمت على هيئتين: الأولى تتخذ شكل جسم الأسد ورأس الإنسان باعتبار الأسد أحد رموز إله الشمس، أما الهيئة الثانية فكانت على شكل جسم ورأس كبش وهو رمز من رموز الإله خنوم إله الخصوبة في الديانة المصرية القديمة، والذي قدسوه باعتباره الإله الخالق للبشرية كلها.
وكان في العصور المصرية القديمة "طريق المواكب الكبرى" المعروف إعلاميًا بطريق الكباش عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة وكانت تحيي داخله أعياد مختلفة منها "عيد الأوبت" وعيد تتويج الملك ومختلف الأعياد القومية تخرج منه.
وكان يوجد به قديماً سد حجري ضخم لحماية الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية في الدولة الحديثة (الأسرة 18) والعاصمة الدينية حتى العصور الرومانية.
وقال وزير الآثار والسياحة خالد العناني إن مشروع اكتشاف طريق الكباش، بدأ في عام 2005 ثم تعثر في عام 2011، لكن جرى إحياء المشروع في سبتمبر عام 2017، بتوجهيات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث جرى تكليف الهيئة الهندسية بإنهاء المشروع وتم الكشف عن هذا الطريق.
وشدد وزير الآثار على أن العمل الأثري للطريق لم ينته وسيستمر لسنوات عديدة، لافتا في الوقت ذاته إلى أنه جرى الكشف عن 250 تمثالا برأس كبش و807 تماثيل برأس إنسان.
وأوضح وزير الآثار أن التماثيل - التي تحتوي على رأس كبش - بدأت في الأسرة الـ18، أي القرن الـ 14 قبل الميلاد، بينما التماثيل التي تحتوي على رأس إنسان قام بعملها الملك "نبتبقو الأول"، وهو أول ملوك الأسرة الـ 30 أي القرن الرابع قبل الميلاد.
وقال الوزير: "أتشرف أن أكون أمامك اليوم من قلب صعيد مصر الذي نعتز به.. حيث بدأت منه الحضارة المصرية القديمة من محافظة قريعة الأقصر"، مشيرا إلى أن كل مكان في مدينة الأقصر شهد على جزء هام جدا من حضارة مصر الفريدة.. ومعبد الأقصر أيقونة من أيقونات المدينة، من فناء مساحته أكثر من 2000 متر مربع، وعمره أكثر من 3300 عام، من القرن الـ 14 قبل الميلاد، فناء الملك أمنحتب الثالث، الذي شهد في عصره ازدهارا غير عادي.
وأوضح أنه جرى اكتشاف عام 1989 خبيئة أثرية أكثر من 20 تمثالا للملك ومعبود كان مدفونين في هذا الفناء، الذي نحتفل فيه وموجودين حاليا في متحف الأقصر.
ولفت إلى أن المعبد كان وظيفته الاحتفالات، لذلك جرى اختيار هذا المكان ليشهد على احتفال اليوم، مضيفا أنه من ضمن الاحتفالات، التي كان يحتفل بها المصري القديم هو عيد "الأوبت".
وقال وزير السياحة والآثار خالد العناني إن ما جرى اكتشافه ما يقرب من ثلث التماثيل فقط، والباقي جرى اكتشاف القواعد فقط، مبينا في الوقت ذاته أنه خلال الأيام القليلة الماضية اكتشف المرممون الأثريون 10 رؤوس.
وأوضح أن فاعلية اليوم ليست فقط للإعلان عن انتهاء مشروع الكشف عن طريق الكباش، لكن هناك العديد من الأهداف الأخرى، التي تتمثل أولها في الانتهاء من الأعمال الهوية البصرية التي وجه بها الرئيس عبد الفتاح السيسي في أحد مؤتمرات الشباب، حيث كان التصميم من طلاب الجامعة الألمانية والتنفيذ من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وبإشراف من محافظة الأقصر.
وأشار إلى أنه جرى تطوير مطار الأقصر وعمل هوية بصرية له، وكذلك المراسي والعبارات، فضلا عن "الحناطير" التي أصبحت بشكل موحد، ومحطة السكة الحديد، بالإضافة إلى الشوارع والميادين.
وأضاف أن الهدف الثاني يكمن في الترويج للأقصر، مبينا أنه لا يؤمن بالأرقام التي تقول إن مصر بها ثلث الآثار أو ربع الآثار، مشيرا إلى أن الأثار التي تمتلكها مصر لا تقارن بأي آثار آخرى.
وشدد الوزير على أن الآثار المصرية فريدة من نوعها، فكمية الآثار المتواجدة هنا في الأقصر هي جزء بسيط من مدينة واحدة من مصر.
وأعرب وزير السياحة عن شكره لكل القائمين على مشروع كشف طريق الكباش، موضحا أن الكشف عنه بدأ منذ عام 1949، عن طريق أثري مصري، ولمدة 70 عاما والأثريين المصريين، يعملون على هذا الطريق.
ولفت إلى أن هذا الطريق ليس تحت الأرض فقط، لكن هناك مبان كثيرة جدا، كانت موجودة على الطريق الكباش، مشيدا بالقرار الحكيم لفتح طريق الكباش وربط معبدي الكرنك بالأقصر، وذلك لأول مرة، مؤكدا أن الأقصر تستحق لفظ المتحف المكشوف في العالم، موجها التحية لكل المسئولين عن محافظة الأقصر من 2004 حتى 2011.
وقال العناني إن الاستراتيجية الترويجية للسياحة - التي تنتهجها مصر - وجرى العمل عليها من "بيت خبرة" لما يقرب من عام، أوصت بالترويج لمصر على أنها مقصد سياحي "نابض بالحياة"، وأنها "دولة شابة منطلقة معاصرة" تضمن أنشطة سياحية، وفي ذات الوقت تعتز بحضارتها، كما أوصت بتنظيم العديد من الفعاليات التي تبعث برسالة أمن وآمان عن الكنوز التي تمتلكها مصر.
وأشار إلى أن الفعالية تهدف - أيضا - إلى زيادة الانتماء والوعي لدى المصريين، وهو ما ظهر جليا عندما رأينا رد فعل الأطفال على موكب المومياوات الملكية، حيث اعتزوا بما شاهدوه واكتشفوه في الموكب .
ووجه العناني، الشكر للرئيس السيسي على دعمه الدائم لملفي السياحة والاثار، مشيرا إلى أن الدعم الذي يقدمه الرئيس السيسي لا يقتصر على الدعم المادي فقط، لكن بالمتابعة الشخصية من جانبه.
كما أعرب العناني، عن شكره لرئيس مجلس الوزراء على الإشراف على هذا العمل الجماعي، الذي شارك به مختلف الوزارات، الأجهزة المعنية، والشركة المصرية المنفذة للفعالية، وللآثاريين وهيئة تنشيط السياحة وكل من ساهم في أن تظهر الأقصر بالشكل الذي تستحقه أمام العالم.