حارس الشانزليزيه رواية ساخرة عن مجتمع المهاجرين الأفارقة فى فرنسا
صدرت حديثا عن دار العربي للنشر والتوزيع، النسخة العربية لرواية "حارس الشانزلزيه" للكاتب الفرنسي "جوز"، وترجمة دكتورة دينا محمد معوض.
وهي رواية واقعية ساخرة تدور حول مجتمع المهاجرين الأفارقة في فرنسا.
حصلت الرواية على جائزة مختارات بائعي الكتب، وجائزة أفضل رواية فرنسية في قوائم مجلة "لير" الأدبية الفرنسية، ونشرت أول مرة تحت عنوان "وقوف مدفوع الأجر".
نالت رواية "حارس الشانزلزيه" شهرة واسعة بسبب أسلوبها الساخر وغير التقليدي فهي تدور حول "أوسيري" وهو طالب إيفواري مهاجر غير شرعي إلى فرنسا عام 1990، ويعمل حارسا لمتجر بأشهر شوارع باريس "الشانزليزيه"، ليقف بالساعات أمام المتجر لا يفعل شيء سوى المراقبة والتأمل.
يسرد المؤلف بشكل ساخر مواقف منفردة، ومختلفة تتجمع معا لتشكل رحلة "أوسيري" التي مر خلالها بمواقف كثيرة، وقابل بها العديد من البشر من جذور مختلفة عرب، وأفارقة ، وآسيوييين يصفهم لنا بطل الرواية بشخصيته الساخرة وانتقاده لكل ما يقابله من أحداث وشخصيات.
ينتقل المؤلف في مراحل تدريجية مع بطل الرواية الذي نرى من خلاله كل شيء. بداية من حياته قبل الهروب إلى فرنسا، ثم هجرته وسكنه في نزل الطلاب الإيفواريين في باريس، وأخيرا عمله كحارس أمن، في سرد متوازي مع تاريخ الهجرة الإفريقية إلى فرنسا بداية مع أزمة النفط في السبعينيات، ثم الحرب الباردة، وإغلاق الحدود، ثم مرحلة العصر الذهبي كما يسميه "أوسيري" عندما جاء مهاجرا إلى فرنسا والذي يمتد من 1990 وحتى عام 2000، ثم المرحلة الأخيرة منذ عام 2001 وأحداث سبتمبر، وتفجير برجي التجارة العالمية والتي تبعها ارتفاع وتيرة العنصرية ورفض المهاجرين والتضييق الأمني وهي المرحلة الممتدة حتى الآن.
وعلى الرغم من أسلوب الكتاب الساخر يتناول المؤلف بكل جدية الظروف التي يعيش بها المهاجرون الأفارقة وصعوبة الاندماج في المجتمع الفرنسي المستمر في وضع قيود وأسوار حوله تجعل من محاولة الاندماج والتعايش معه دربا من المستحيل مهما تخلت مجتمعات المهاجرين عن هويتها واقتلعت نفسها من جذورها، بالإضافة إلى انتقاده الواسع لاختراق الرأسمالية لكل جوانب الحياة وصبغها لكل شيء بصبغة استهلاكية مادية تجعل الإنسان في صراع دائم ومتلاحق في جميع الجهات.
"جوز" هو كاتب فرنسي ومصوِّر محترف، وصانع أفلام وثائقية، ومدير لجريدة اقتصادية ساخرة في كوت ديفوار. هو أيضًا كاتب سيناريو، كتب نص فيلم عن هجرة الشباب في كوت ديفوار تحت عنوان "ما وراء المحيط.".
تعد "حارس الشانزليزيه" وعنوانها الأصلي "وقوف مدفوع الأجر" – هي روايته الأولى والتي حققت نجاحا كبيرا، حصل على العديد من الجوائز في فرنسا عام 2014 وعدة جوائز في "أبيدجان بساحل العاج.
"جوز" هو تصغير لاسم "جوزورو"، وهو طريقة نطق قديمة لسيارة الـ"جباكا" المتهالكة في "أبيدجان"، وهو الاسم الذي اختاره المؤلف لنفسه.