محلل سياسى جزائرى: رفع حالة الطوارئ فى مصر له أكثر من دلالة على مختلف الأصعدة
أكد الدكتور عبدالقادر سوفي المحلل السياسي الجزائري وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة بجاية الجزائرية، أن قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي رفع حالة الطوارئ في مصر له أكثر من دلالة على مختلف الأصعدة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح “سوفي”، في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر، أنه على الصعيد الأمني، رفع حالة الطوارئ يعني استتباب الأمن في ربوع البلاد وسيمكن من فتح آفاق جديدة من شأنها أن تسهم في المزيد من الانفتاح الاقتصادي وزيادة التدفق السياحي؛ وهو ما سيعود بالنفع على الدولة ومؤسساتها الاقتصادية وكذلك تقليل نسبة البطالة مما يسهم في المزيد من الاستقرار الاجتماعي.
وأضاف المحلل السياسي الجزائري أن هذا القرار سيضفي أيضًا دفعة للاستثمارات وإنعاش الاقتصاد المحلي وسيزيد من ديناميكية "هذه الدولة الحيوية التي لا تنام وتعمل على مدار 24 ساعة".
وتابع أستاذ العلوم السياسية الجزائري قائلًا "إن صدى قرار رفع حالة الطوارئ سيكون قويًا على الصعيد الاقتصادي؛ وسيخدم التعاملات الاقتصادية وسيزداد الطلب على الوجهة المصرية وسيعطي رسالة للعالم بأن الحالة الأمنية في مصر مستقرة وسيضفي المزيد من الثقة للمتعاملين الخارجيين معها".
واعتبر أن هذا القرار "أثلج صدور" مختلف الأوساط الجزائرية التي تنظر إلى مصر باعتبارها دولة شقيقة استطاعت أن تفرض الأمن والاستقرار في ظل استفحال ظواهر التطرف والإرهاب في العالم أجمع وفي المنطقة العربية بصورة خاصة، كما استطاعت أن تتغلب على هذه التحديات وتؤمن الحياة الطبيعية للمواطن والسائح والمستثمر على حد سواء.
وأضاف أنه إذا أردنا التحدث عن مصر والجزائر فهما دولتان ذات ثقل في المجال الإفريقي والعربي والإسلامي وفي منطقة البحر المتوسط، وتربطهما علاقات استراتيجية تستند على الكثير من التعاون والمواقف المشرفة إبان الحروب والأزمات، كما عانت الدولتان من آفة الإرهاب والفكر المتطرف.
وأشار «سوفي» إلى أن هناك تقاربًا في وجهات النظر بين البلدين، ولديهما تصور استراتيجي متقارب في العديد من القضايا والأزمات في المنطقة العربية وفي القارة الإفريقية؛ منها على سبيل المثال الملف الليبي؛ انطلاقًا من رغبتهما الجادة في إعادة الاستقرار إلى ليبيا وعدم السماح بالتدخل الخارجي في شئونها والعمل على تعزيز دور المؤسسات الوطنية وطرد المرتزقة.
ويرى الدكتور عبدالقادر سوفي أنه بات من الضروري الآن تعزيز التكامل والتعاون بين مصر والجزائر؛ حيث يقع على عاتقهما إعادة التوازن داخل البيت العربي والإفريقي، وأيضًا صناعة قرار على المستوى الإقليمي والدولي.
واعتبر المتخصص في الدراسات الاستراتيجية والأمنية وسياسات الدفاع أن المؤسسة العسكرية هي بمثابة العمود الفقري للدولة للتغلب على المؤمرات التي تحاك ضدها، واستطاعت المؤسسة العسكرية في الجزائر التصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار.
وأوضح أن مصر نجحت في التصدي لكل المؤامرات الممنهجة للإضرار بها، بفضل قوة المؤسسات الوطنية في مصر وفي مقدمتها الجيش.
وتابع أن مصر والجزائر صمدتا أمام محاولات الضرب في العمق الاستراتيجي بفضل قوة المؤسسات العسكرية في البلدين والاعتماد على القدرات البشرية في المؤسسات الاقتصادية وهو ما مكن الدولتين من العبور إلى بر الأمان والتغلب على المخاطر التي تحدق بهما.
وفيما يتعلق بالمشروعات القومية التي أطلقتها مصر خلال السنوات الأخيرة، يرى الدكتور عبدالقادر سوفي المتخصص في الدراسات الاستراتيجية أن مصر استطاعت أن يكون لها استشراف للمستقبل الذي يضمن لها تعزيز تواجدها على الساحة الدولية وفي النظام الاقتصادي العالمي، موضحًا أن تطوير القدرات والبنية التحتية وإنشاء مدن جديدة وشق طرقات وسكك حديدية ومطارات ومناطق صناعية أعاد بعث الاقتصاد واستغل القدرات البشرية والمقدرات الوطنية في سبيل تحقيق الأمن الاقتصادي الذي بدوره سينعكس على الأمن الاجتماعي وأيضًا الثقافي، ومن ثم باتت مصر من مصاف "الدول التي يحسب لها ألف حساب".
ويرى الدكتور عبدالقادر سوفي أستاذ العلوم والعلاقات الدولية بجامعة البليدة 2 بالجزائر أن بلاده بحاجة إلى سند قوي وهي مصر، يدعم القرار العربي الإفريقي ويصمد أمام الهجمات الخارجية، ومن ثم فإنه يمكن لمصر أن تلعب دورًا كاملًا ومتوازنًا مع الجزائر في القضايا الكبرى التي تمس الدولتين، وفي إطار المجال الحيوي والعمق الاستراتيجي للبلدين.
يذكر أن الدكتور عبدالقادر سوفي هو متخصص في الدراسات الاستراتيجية والأمنية وسياسات الدفاع، ومحلل سياسي ومستشار لدى الإذاعة الدولية الجزائرية، وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة البليدة 2 (شمالي الجزائر).