باحث بالمركز المصرى: روسیا تدرك تماما الأھمیة الكبیرة لمصر فى المنطقة
فى ظل العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا فى العديد من المجالات، وموقف موسكو الداعم للقاهرة، بدد السفير الروسى بالقاهرة، جورجى بوريسينكو، المزاعم التى تدور حول تحيز موسكو تجاه إثيوبيا فى أزمة سد النهضة.
وخلال حوار تليفزيوني له، أرسل السفير الروسى بالقاهرة عدة رسائل تؤكد دعم ومساندة الموقف المصرى فى أزمة سد النهضة، وسعى موسكو لتطوير العلاقات مع القاهرة خلال السنوات المقبلة.
وفى السياق، قال أحمد السيد باحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن ثورة 30 یونیو كانت نقطة تحول كبیرة في علاقة مصر بروسیا، وتحدیدًا منذ الزیارة التي قام بھا وزیرا الخارجیة المصري والرئیس عبد الفتاح السیسي -والذي كان حینھما وزیرًا للدفاع- وكان ذلك بالتحدید في 14 نوفمبر 2013، الأمر الذي بدا أنه مؤشر على تحول مھم في السیاسة الخارجیة المصریة، ثم تعددت الزیارات المتبادلة بین الجانبین على كافة المستویات.
وأضاف السيد فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن روسیا ترتبط بعلاقات جیدة مع مصر منذ حكم الرئیس المصري عبدالفتاح السیسي، الذي زار موسكو مرارا، ومنح شركاتھا مشروعات عملاقة أھمھا مشروع "الضبعة النووي" الذي دشنه نظیره فلادیمیر بوتین، فضلاً عن تأكید وزیر الخارجیة الروسي " لافروف" خلال زیارته الأخیرة لمصر في أبریل 2021، للرئیس السیسي عن موقف بلاده الثابت برفض المساس بالحقوق المائیة التاریخیة لمصر في میاه النیل ورفض الإجراءات الأحادیة في ھذا الصدد، معرباً عن التقدیر للجھود الحثیثة والمخلصة التي تبذلھا مصر في ھذا الإطار، وتطلع بلاده إلى التوصل إلى حل یحقق مصالح كافة الأطراف من خلال المفاوضات في أقرب وقت ممكن.
وتابع السيد، أشار السفیر الروسي في القاھرة "جیورجى بوریسینكو"، إلى أن روسیا ترغب في تطویر وتقویة الشراكة مع مصر، وأن الاتفاقیة الخاصة بالتعاون الشامل والشراكة الاستراتیجیة بین البلدین التي تم توقیعھا بین الرئیس السیسي ونظیره الروسي عام 2018 وتم إقرارھا خلال العامین الماضیین قد تم تفعیلھا خلال ھذا العام.
وأكد السيد أن روسیا تدرك تماما الأھمیة الكبیرة لمصر في المنطقة، وھو ما تجلى في التوافق بین موسكو والقاھرة في التعاطي مع العدید من القضایا والأزمات التي تشھدھا منطقة الشرق الأوسط، وانعكست تداعیاتھا بشكل كبیر على الدول الأوروبیة بشكل عام وروسیا بشكل خاص، لذا من المتوقع أن یستمر نھج العلاقات على ھذا المسار، نظرًا لوجود بعض المظاھر والدلائل التي تؤكد اتجاه العلاقات بین البلدین إلى التطور في شتى المجالات.
واختتم السيد تصريحاته قائلا "فضلاً عن الشراكة القویة بین مصر وروسیا، لدى الجانبين مواقف مشتركة في العدید من المشكلات الدولیة منھا التعاون في حل الأزمة اللیبیة وحل المشكلة الفلسطینیة فضلاً عن المواقف مشتركة في الأمم المتحدة وھناك تعاون أیضا في قضایا الأمن السیبراني وقضایا الإرھاب. فضلاً عن تعزیز التعاون الاقتصادي بین موسكو والقاھرة بوتیرة سریعة منذ عام 2013، الأمر الذي جعل من روسیا الشریك الثالث الأكثر أھمیة لمصر بعد الاتحاد الأوروبي والصین.
كما تُعد مصر واحدة من الدول المھمة لروسیا في الشرق الأوسط وشمال إفریقیا؛ نظرًا لكونھا تضم العدید من المراكز السیاسیة والاقتصادیة والثقافیة الرائدة في المنطقة، فضلاً عن مكانة مصر الكبیرة في العالم الإسلامي.
وتابع السيد "یُمكن القول، إن العلاقات المصریة الروسیة علاقات متینة ومتجذرة منذ القرن التاسع عشر وحتى الاّن، وتشھد نقلة نوعیة بفضل الدعم الكبیر الذي یُقدمه الرئيس السيسي والرئيس بوتين الأمر الذي دفع كلاھما لإطلاق عام 2021 باعتباره عام التبادل الإنساني، وھو ما یُعد جسرا مھماً لتوطید العلاقات بین مصر وروسیا، ومحطة للتعاون الشبابي بین البلدین، مما یسھم في توافق الرؤى للدولتین".